26 أبريل 2024 , 23:40

جامع الزيتونة بتونس…معلمة دينية تُظهر ازدهار الفكر الإسلامي

جامع الزيتونة بتونس .. معلمة دينية تُظهر ازدهار الفكر الإسلامي

في قلب المدينة العتيقة بتونس العاصمة يقع جامع الزيتونة ذائع الصيت في العالم الإسلامي. في هذا الجامع تخرّج عدد من أعلام الفكر والثقافة، كالمفكر الكوني ابن خلدون، والشاعر التونسي الشهير أبي القاسم الشابي، وكثير من الفقهاء الذين بصموا الفكر الإسلامي.

ما يزال جامع الزيتونة بتونس محافظا على طابَعه القديم، سواء فيما يتعلق بمعماره أو في ما يتعلق بالطقوس التي تتم داخله؛ إذ يرتدي الإمام خُفّا جلديا مع جواربَ بيضاء، وزيّا تونسيا تقليديا عبارة عن “سلهام” وجُبة وعمامة، ويتولّى التسميعَ خلف الإمام مُسمّعان.

جامع الزيتونة هو أوّل جامع أقيم في تونس، وقد أسّسه القائد حسان بن نعمان في سنة 697م، بعد فتحه لتونس، وأعاد بناءَه كليا عبيد الله بن الحبحاب في العام 734م، أما شكلُه الحالي فيعود إلى العام 864م، حيث أعاد بناءه للمرة الثانية الخليفة العباسي المستعين بالله.

لم تطرأ أي من مظاهرة العصرنة على جامع الزيتونة؛ إذ ما زالتْ الأعمدة ذات الشكل المستدير داخل قاعة الصلاة محاطة بالحصير، أما المصابيح الكهربائية الكثيرة المتدلية من السقف فتتخذ شكلَ فنانير قديمة وثريّات مذّهبة، وأعلى المحراب ذي الزخارف المنقوشة بالجبس ثريّا كبيرة، أما الأرضية فمفروشة بالحصير التقليدي والزرابي.

في محيط جامع الزيتونة تتعايش الأصالة والحداثة دونما مشاكل، ففيما كان موعد أذان صلاة المغرب، من أحد أيام الأسبوع الفارط، يدنو، كان ثلّة من المراهقين، ذكورا وإناثا، مجتمعين على دُرج كبير أسفل الممر العلوي المفضي إلى باب الجامع جوارَ المكتبة، منهم مَن يدخّن ومنهم مَن يلتقط سيلفيهات.

وداخل الجامع كان مجموعة من الرجال ينتظرون أذان صلاة المغرب، جالسين على كراسي خشبية عند الحائط الخلفي للقاعة، وفي الصّحن الواسع كان شخصان أحدهما مضطجع والثاني جالس على حصير يرددان أذكارا، وجوار المكان المخصص للوضوء كان رجل كهل يُطعم سِرْبا من الحام حبوبا.

نُودي لصلاة المغرب وأقيمت الصلاة بعد نحو عشر دقائق وعقبَ الصلاة، تجمّع المصلون في دائرة حول المحراب لتلاوة القرآن قراءة جماعية مرتّلة، وموازاة مع ذلك كان شيْخ واعظ يُلقي درسا دينيا في مكان آخر داخل قاعة الصلاة.

“جامع الزيتونة إرث ثقافي وحضاري، ومنارة مميزة للعلم والمعرفة لا يمكن ذكرُ تونسَ بدونها”، يقول محمد بن سالم المالك، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، في افتتاح المؤتمر الإسلامي الحادي عشر لوزراء الثقافة، مُعدّدا أسماء أعلام الفكر والثقافة والفقه والأدب الذين تخرجوا في الجامع.

وبحسب الورقة التعريفية المعلقة أمام باب جامع الزيتونة، فإن هذه المعلمة الدينية “كان لها الفضل في رسوخ قدم الحركة العلمية والتعليمية في البلاد الإسلامية متقدمة على جامعة القرويين بفاس والأزهر بالقاهرة

شاهد أيضاً

عاجل : رئيس الجمهورية يعين سيدي محمد ولد محمد محمود ولد محمد الراظي سفيرا في دولة إيران

عين رئيس الجمهورية اليوم سيدي محمد ولد محمد محمود ولد محمد الراظي سفيرا فوق العادة …