18 أبريل 2024 , 18:55

القاضي ولد لاجور يكتب : مهلا … قليلا من الموضوعية

عام يزيد قليلا مضى حتى الآن على تسلم محمد ولد الشيخ الغزواني، مهامه رئيسا للجمهورية.

ورغم هذه الفترة القصيرة ذات الطابع الخاص ، فإن البعض منا يتوق إلى أن يرى  ما يصفه ب” إنجازات”على الأرض وبسرعة.

أنا كواحد من أبناء هذا المجتمع ، أتفهم هذا التلهف الذي لا يخفي وراءه أي مشاعر كراهية ولا عدائية، بل إن مرده هو أننا أبناء هذه البلاد نعيش في فضاء صحراوي.

نحمل نحن الموريتانيين في “جيناتنا”،  الطبيعة البدوية التي لا تفهم معنى التراكم والانتظار، فالتسرع وقصر النفس أمران يجريان في دمائنا لا ينفكان عنا ولا ننفك نحن عنهما.

موضوعية

النصف الأول على الأقل من هذا العام قضاه السيد الرئيس وهو يتعرف على قطاعات الدولة ، بل إن العارفين بالشأن يرون أن نصف سنة لا يُـمكن السيد الرئيس من تحقيق هذا الهدف إلا بتعسف شديد.

النصف الثاني كانت مفاجأة جائحة “كورونا” التي ضربت العالم ودخلت الدول دون استئذان وأصيبت كل أقطار العالم  بالرعب وأغلقت كل المنافذ وتوقف الاستيراد والتصدير ..

رغم هذه الفترة القصيرة وهذه التحديات التي لم يسبق لها مثيل ، تمكن السيد الرئيس من إنجاز الكثير الظاهر للعيان.

إنجاز من نوع خاص..

تعهد رئيس الجمهورية في برنامجه الانتخابي بالعمل على خلق مناخ سياسي هادئ، وفق رؤيته التي تقوم على أن موريتانيا بحاجة إلى مشاركة كل أبنائها في التسيير.

فبدأ أولا بلملمة الجراح السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية وهو ما نحسبه نحج فيه إلى حد كبير.

سياسيا  : هاهي الساحة تعيش سنة من الهدوء غير المسبوق بدون معارك سياسية و لا ضجيج و لاتنابز بالألقاب بين الساسة. لقد ولى عهد توزيع الشتائم إلى غير رجعة.

إنه أكبر إنجاز وأعظم خدمة يمكن أن يسديها رئيس لأبناء وطنه.

من رأى المشهد السياسي الوطني اليوم، لا يصدق أن هؤلاء هم الفاعلون السياسيون والحقوقيون ممن عهدناهم بالأمس القريب يتابدلون الشتائم والتخوين والتهم عبر كل وسائل الإعلام ، التي تلقت تعليمات دائمة بفتح قنواتها أمام المتخاصمين.

هاهم السياسيون يقفون في المناسبات العامة جنبا إلى جنب، بعد كل ذلك التدابر والحروب اللفظية والتي كان وقودها العزف على أوتار حساسة تحرك الوجدان وتنكأ الجراح وتستدعي التاريخ الذي ولى إلى غير رجعة.

إنها وضعية يرى الكثير من المتابعين أنها أصبحت تهئي للعنف الجسدي بعد أن تجاوز العنف اللفظي كل الخطوط الحمراء.

لقد تأكد كل الموريتانيين ، أن ما كنا نشهده من خصام كان معظمه مفتعلا يرمي إلى شغل الناس عن المشاكل الحقيقة.

تفرغ للأهم

في هذا الجو الجديد وهذه الوضعية المثالية تفرغ الموريتانيون للأهم، كل يعمل على شاكلته مما يخدمه أولا ليحيا حياة كريمة ثم ما يخدم وطنه.

لقد تفرغ الكل للعمل فالسياسة تمنح من الوقت ما تستحق فقط وفي مناسبات محدودة.

الجميع يتجهون إلى العمل، وإلى الدراسة و باختصار إلى التنمية.

آلية

الآلية التي اتخذها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لتحقيق “المصالحة الوطنية” هي إبعاد المتزلفين و”حملة ” الكلام وأصحاب الدعايات..

لقد أفلست هذه البضاعة وهجرها القائمون عليها منذ اليوم الأول لتسلم السيد الرئيس مهامه.

اجتماعيا: هاهي البلاد بفضل الله تسير إلى الأمام في كل الأمور خاصة في البعد الاجتماعي.

هاهي الرواتب تتحسن وبعضها يتضاعف وتعاد هيكلته من جديد لصالح المستفيدين ( المتقاعدون مثلا)، ألا يعد هذا إنجازا؟

ها هو نظام التقاعد تمت مراجعته وتأجيله وهو ما عاد بالنفع على الأفراد وعلى الدولة، ألا يعد هذا إنجازا؟.

هاهو الأمن الداخلي ولله الحمد يتحسن ، أما أمن الحدود فهو مضبوط بصفة صارمة، ألا يعد هذا إنجازا؟.

هاهي المستشفيات في مختلف مناطق البلاد تزود بكل الوسائل، ألا يعد هذا إنجازا؟.

اقتصاديا: لقد تسلم السيد الرئيس الدولة ويبدو من واقع الحال أن خزائنها مفلسة ورغم كل ذلك فالأمور تسير على ما يرام ، الرواتب تتضاعف، الأسواق أوضاعها جيدة والأسعار تحت السيطرة.

موريتانيا تحاول لأول مرة ولوج الأسواق الكبرى مثل البرازيل.

إن التسرع وعدم رؤية الأمور بالموضوعية الصحيحة لا يخدمان الصالح العام وحتى الخاص في كثير من الأحيان.

لننظر جميعا إلى ما تحقق ، وقطار التنمية والتقدم يسير .

القاضي ولد لاجور

مسؤول الإعلام في الإدارة العامة للجمارك (وزارة المالية)

شاهد أيضاً

ولد اشروقة يدعو المواطنين على الحدود مع مالي إلى توخي الحذر

“مورينيوز” ـ نواكشوط ـ أكد وزير الطاقة والبترول الناطق الرسمي باسم الحكومة  الناني ولد أشروقة إن …