26 أبريل 2024 , 1:17

اغتيال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي

 

مشهد دموي ليس غريبا على الشارع العراقي، ففي مساء الاثنين الماضي أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال الخبير الأمني البارز هشام الهاشمي بأسلحة كاتمة للصوت قرب منزله في منطقة زيونة ببغداد، في مشهد ينذر بتفعيل مشهد الاغتيال السياسي في البلاد.

الهاشمي -الذي كان مختصا في دراسة وتحليل شؤون تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة في العراق- عكف منذ سنوات على تقديم الدراسات والمقالات عن مجمل الوضع الأمني في البلاد، إلا أن الأيام الأخيرة في حياته كانت حافلة بسلسلة تغريدات ومداخلات عن الوضع الأمني، والحادثة الأخيرة في منطقة الدورة ببغداد، عندما أقدمت قوة من جهاز مكافحة الإرهاب الحكومية على اعتقال مجموعة من فصيل كتائب حزب الله التابع للحشد الشعبي للاشتباه في ضلوعه في إطلاق قذائف تستهدف السفارة الأميركية في بغداد.

 ويقول الخبير الأمني أحمد الأبيض إن الاغتيال السياسي في البلاد مر في الفترة الأخيرة بمرحلة سبات نتيجة المواقف الدولية والمحلية في البلاد، التي لم تكن تسمح “للجهات الإجرامية” بالدخول في فوضى الاغتيالات، خاصة بعد اغتيال أميركي بقصف من الجو لأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد مطلع العام الجاري، واغتيال أكثر من 35 ناشطا وإعلاميا بشكل مباشر عقب بدء الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وعن اغتيال الهاشمي، يرى الأبيض في حديثه للجزيرة نت أن ما وصفه بمرحلة كسر العظم بدأت باغتيال الهاشمي، على اعتبار أنه كان مقربا من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

ويعلق الأبيض بالقول إن “الرسالة كانت واضحة للكاظمي في قدرة المليشيات المتطرفة والعصابات الإجرامية على إيقاف مساعيه، خاصة أن الشهرين الأخيرين كان فيهما الهاشمي واضحا في وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالسلاح المنفلت في البلاد”.

ويختتم الأبيض بأن خلق الفوضى وخلط الأوراق كان واضحا في رسالة اغتيال الهاشمي من أجل إسكات الناشطين والإعلاميين وتكميم الأفواه، لافتا إلى أن حكومة الكاظمي أمام امتحان صعب.

أما الباحث السياسي غانم العابد فيرى أن هناك إستراتيجية واضحة في إسكات جميع الأصوات المعارضة التي تستخدمها ما سمّاها “الدولة العميقة أو المليشيات”، خاصة أن الاحتجاجات الشعبية الأخيرة شهدت تصفية العشرات من الناشطين والإعلاميين المناهضين لدور إيران في البلاد.

وينوه العابد في حديثه للجزيرة نت إلى أن العملية الحكومية الأخيرة ضد ما تعرف “بخلية الكاتيوشا” في منطقة الدورة ببغداد نهاية الشهر الماضي ضد عناصر من الفصائل المسلحة، جعلها تتحرك ضد كل من يتحدث عن وجوب سيطرة الحكومة العراقية على المنافذ الحدودية، خاصة أن الدعم الإيراني المالي تراجع كثيرا خلال الأشهر الأخيرة.

ويتخوف العابد من أن الفصائل المسلحة تحاول إرباك حكومة الكاظمي من خلال افتعال العديد من المشكلات الأمنية وغيرها في سبيل عرقلة مساعي الحكومة الإصلاحية وإيجاد مبرر لتواصل نفوذها في البلاد.

وأكد أن حكومة الكاظمي أمام امتحان صعب للكشف عن قتلة الهاشمي ومن سبقه من ناشطين وتقديمهم للقضاء، وبغير ذلك فإن الاغتيال سيستهدف كثيرا من الشخصيات السياسية والإعلامية والمجتمعية.

شاهد أيضاً

أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئاسة ليبيا

كتب سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، عقب بيان أهالي الزنتان حول …