28 أبريل 2024 , 20:13

ما بعد جائحة “كورونا”… اختبارات الشخصية أكبر تحدٍّ للبشريةَ…

في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى المضي لرفع الحظر التدريجي، سيواجه الكثير من السكان مخاوف عديدة من شأنها أن تضع خصوصيتهم على المحك. ما يثير العديد من علامات الاستفهام، بحسب نانسي جيبس مديرة مركز شورينشتاين للإعلام والسياسة العامة في جامعة هارفارد، التى ترى أن انتشار فيروس كورونا حول العالم، لن يؤثر اقتصادياً وسياسياً فقط، بل ستشمل تأثيراته وتداعياته الأشخاص، وصحتهم النفسية وحتى العقلية.

وتشرح جيبس في تقرير نشر في صحيفة واشنطن بوست بعنوان “فيروس كورونا: كلنا بحاجة لإجراء اختبار الشخصية بعد الحجر”، أن الاختبارات الشخصية ستكون أكبر تحد بعد عودة الحياة الطبيعية، خاصة مع الإجراءات التي ستتخذ في المدارس، وأماكن العمل، والمطاعم وغيرها. وعلى سبيل المثال، سيصبح فحص درجة حرارة الجسم أمراً يومياً نختبره عدة مرات، في المتجر والمكتب، والأماكن العامة، كما أن القيام بمسحات الأنف، واختبار الأجسام المضادة، وتنزيل تطبيقات التتبع على هواتفنا التي بدأت الحكومة إجبارنا على تحميلها، لمتابعة ورصد انتقال الفيروس، ستصبح جزءًا من حياتنا، هنا نسأل عن مدى الخصوصية الإنسانية التي بدأت تنتهك، وبصورة مستمرة.

تقول “إن الإجراءات التي ستتبعها الحكومات لمكافحة العدوى الجماعية، تعد نوعاً من الغزو على خصوصيتنا، فالحكومة تحتاج إلى تتبع البيانات الشخصية، ومتابعة أصدقائنا وجيراننا لرصد حالات الإصابة بالفيروس منعاً من انتشاره، لكن هذا التتبع سواء أكان مباشراً أم عبر الهاتف، أم من خلال التطبيقات الذكية، ينتهك حقوقنا الشخصية وحريتنا.

مخاوف الناس

بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، وفي ظل استمرار تفشي الفيروس، سيخشى المرء الإفصاح عن أي عارض من عوارضه، لأن التداعيات الاجتماعية والاقتصادية ستكون بالغة الخطورة. اليوم يشعر الناس بالمساواة في التوقف عن العمل، والإصابة بالمرض، لكن مستقبلاً، سيخشى الأفراد الحديث عن أي عارض صحي، خوفاً من التداعيات.

وتسأل جبيس “هل سنملك الجرأة على إبلاغ المدراء بأي عارض من عوارض كورونا؟ هل ستسمح لنا الشركات بالبقاء في البيت مدة 14 يوماً؟ هل سنتقاضى راتبنا، أم سنصرف من العمل؟ هل سنتمكن من إبلاغ أسرنا بمخاوفنا من الإصابة بالمرض؟ هذه التحديات، سيواجهها البشر عاجلاً أم أجلاً، وستضع البشرية فعلاً أمام اختبار وتحدّ، فإما أن نخفي مخاوفنا وربما نصاب بالفيروس، أو نفصح عنها ونخسر كل شيء.

 التعب النفسي

لا تقف حدود الاختبارات الشخصية بحسب جيبس عند هذا الحد، بل سيزيد الضغط على صحتنا النفسية، خاصة عند التفكير بأننا ربما قد نخسر شخصاً عزيزاً في ثوان، وتقول”سنشعر بالخوف والقلق أكثر على أطفالنا وأهالينا، على كبار السن ما يزيد من حدة التوتر النفسي، وربما نصاب بأمراض نفسية”.

“خياراتنا ستحدد تحت الضغوط، والتجارب التي نمر بها حالياً” تقول جيبس. وتضيف” مع مرور الوقت، سنقبل بالقيام بأشياء لا نحبها، سنطيع أوامر الحكومات وأصحاب العمل، بالرغم من أن قراراتهم ستفقدنا جزءا من خصوصيتنا، وسيسيطر الخوف على حياتنا، نفقد الحق بالحرية، وحماية أنفسنا، لصالح المصلحة العامة.

وترى أن الاختبارات المقبلة، دون وجود خطة علاجية، ستجعلنا عرضة للضغوط النفسية والتوترات، والتي ستنعكس سلباً على حياتنا الاجتماعية.

واشنطن ــ العربي الجديد

شاهد أيضاً

ولد عبد العزيز: “الخلاص قريب” وأدعو المواطنين للإنضمام لي

الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز أن “الخلاص قريب”، داعيا المواطنين الموريتانيين للانضمام له …