16 مايو 2024 , 1:16

ذكريات مع الوالد … “محمد الراظي ولد محمد محمود”

قرية “ديسق” تاريخها قديم يعود لمئات السنين واعمارها حديث يرجع لسنة 1958 حينما قرر السكان القاء عصا الترحال والتنقل بينها و لملازم وتزهريت والتشيليت وافيرني والاقامة بشكل دائم بديسق
قررمحمد الراظي الاستقرار بالقرية بشكل نهائي واطلاق اعمال الاعمار وحفر الابار فسكنها العلماء والفقهاء والادباء ومنهم العالم الورع محمدو سالم ولد ابابه والعالم اللغوي المنفق سيدي عالي ولد الطالب احمد و اصحاب المحاظر وحملة القران سيد احمد ،مد الله دمان محمد فال احود،محمدو ولد كبود ، يب محمد المختار، يحظيه الخ والنساء الشاعرات والفقيهات وتغنى بالقرية الحسين ولد امياه وانشد اعلامها ومعالمها الاديب ورفيق الدرب ادرماز ولد محمذن
مجموعات كبيرة سياسيون علماء وادباء وعمال مبدعون ومزارعون وحرفيون محترفون سكنت القرية التي ازدهرت فيها قيم العلم والتعايش والتنوع وتميزت بغزارة العطاء العلمي المحظري وازدهار حملات الادب الشعبي التي يتم اطلاقها كل مناسبة اجتماعية اواقتصادية وتشارك فيها مختلف الاجيال العمرية باحترام ووقار كبيرين هذا كامل راصو يب ، احبلولو ،برد ديسق ، اكطاع المدرسة

وخارج ابعاد الشخصية السياسية الاساسية للوالد محمد الراظي التي ليست موضوعا لهذه الذكريات الرمضانية الخفيفة و التي لن اكون موضوعيا بشانها
كان محمد الراظي المؤسس الانسان وقورا كريما عطوفا زاهدا في الدنيا صبورا مرحا ، عايشته عن قرب خلال العقدين الاخيرين من حياته وبمختلف المحطات سكنا اقامة سفرا واوقات شد وجذب ، عايشته حين يضحك ويبستم وتلك الصفة الغالبة وحين يغضب ويعالجها بحلم مشهود ورحابة صدرمعروفة ، وحين يتغافل كثيرافيخلق حوله مرحا وقورا ، وحين يتجاهل حتي لا يظن أحد أنه على علم بما يحدث ، وحين يساكن الاطفال حتي لا تعرف مكانته الزمنية ولا السنية بين قومه ، وعندما يعيش يومياته بما لا يصدق احد من صبر وقناعة ، امارات الزهد والصلاح تبدو أكثر من علامات الحزم والسياسة هكذا ادركناه وكنا نتندر عليه كما يتندر الجيل الجديد علي ابائه بعدم الاطلاع الكافي على العصر الجديد ومتطلباته فيدخل مع الناقدين في حوار طريف وممتع

ورده اليومي بعد صلوات الجهر اسماء الله الحسني،ماان يكمل صلاته حتي تتدفق ابتهالاته الثابتة بالدعاء و بصوته الجهوري الاشج … هو الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المومن المهيمن العزيز الجبار المتكبرالخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم السميع البصير … يكملها بنبرة خاصة تتتابع بعظمة ودلالة الاسم يواصلها بنفس متواصل لا يكاد ياخذ معه نفسا ، تتصاعد جهورية الصوت مع مستويات التضرع ويطيل السرد المتتابع حتي تشفق عليه
يعيد تكراربعض من الاسماء بشكل مموسق وتصعد نبرات الصوت وتنزل بحساب دلالات الاسم ومستويات تدبره قبل أن يكملها ويتبعها الادعية و يتوجها بنظم الوالد النهاه

ياربنا بجاه هذه الاسماء اعزنا في الارض والسماء
وعل قدرنا الدني بقدرها عند واسقنا رحيق سرها
وعافنا بها من البلاء واولنا الشكر على الالاء

وفي عيد المولد النبوي كان محمد الراظي حريصا لان ينشد ابن مهيب بصوته ويقول هذه ايام ابن وهيب وامداح سيد المرسلين

والى الجانب الروحي الحاضر بقو ة كانت قيم الفروسية حاضرة في شخص الرجل، ذات مساء ورغم التقدم في السن ونحن عائدون من رحلة رماية خاسرة بقي فيها الهدف قائما ، شرق قرية ديسق ، وكان من بيننا للغرابة امهر رماة المنطقة الوالد المرحوم سالم ولد الصديق ، التحق بنا محمد الراظي وأسند المدفع الي صخر اطلق الرصاصة فاسقط الهدف وقال بتواضع لقد انتصر عليكم شيخ بصره ضعيف اما صديقي سالم ولد الصديق فقد ظلمتموه بالمشاركة في رماية الكيسان و لوجعلتم على الهدف قطرة دم لكان الفائز في اشارة الي مهارة سالم في صيد الغزلان والمها

وفي احدي المرات حينما تعطلت سيارة اللاند روفير الداكنه بمصب لحبق اضطررنا لقطع عشرة كليمترات راجلين بين لقليكات وواي وبدا محمد الراظي يحث السير فينا بدعابته يتثاقل على الارض التي خبرها سيرا على الاقدام وركوبا على ظهور الجمال ويحكي الطرف ويسخر من حقيقة ان الجيل الجديد يتوهم ان السابقين لم يعودوا قادرين علي المواكبة وهم الذين عاشوا في ظروف اصعب ووسائل اقل ، و بروح الدعابة يعدد القيم الغريبة الجديدة لدى الجيل الجديد والتي طالت عدواها حتي بعضا من من هم في سنه ويضيف ومن غرابات هذا الجيل انه حينما يحدثك احدهم ويسند الخبر الي مصدر موثوق حد موثوق تلميحا دون تصريح فستكتشف بعد ذلك ان المصدر الموثوق قريب و هو سيدة المنزل الصغيرة التي هو بمنزلة جدها
كانت سيارته هي الوحيدة التي تاتي الي القرية صيفا وحين تغيب بسفره لنواكشوط نعيد التحلق بشغف وحنان على اسغيرة وصاحباتها قافلات من رحلة بيع الفحم بالمدينة فهن مصادرالاخبار ووسائل تموين القرية

تميز محمد الراظي بتملك الرؤية السابقة لزمانها في تقييم الوضع ايا كانت موازين القوى و اللعبة العددية وذات جلسة بكيفة كان القوم متحمسين لغزو العراق للكويت فرد محمد الراظي ماكان لصدام ان يغير علي دولة صغيرة شقيقة ومسالمة ثارت ثائرة ممود ولد حمادي الفيلسوف الثائر بانفعال وقال ما ضر صدام ان نصره الله و دعمه الناس وتخلف عنه شيخ يعاني الام المفاصل

ذات عودة من نواكشوط تحلق القوم حوله يسالون عن صحة صديقه الاديب الشهير ادرماز ولد محمذن قال محمد الراظي لقد زرته في نواكشوط قبل مجيئي صحته تتدهور وهو شيخ يكبرني بسنتين فرد صاحب القران احود ولد سيدي : ابد هو اكبر منك بعامين ذاك اوف…. ضحك الحضور ورد محمد الراظي قائلا احود اتعينت في و اتبارك

في حفل اقيم بمناسبة سياسية انشدت الفنانة بنت ابيسيف مقطوعة في الترحيب والقى عليها المضيفون مبالغ مالية فهمس في اذنها الضيف محمد الراظي وهو في طريقه بين الجموع لا تنساي طالبك منحته الاوراق النقدية وجعلها في جيبه وسط دهشة الحضورمثمنين اريحية وروح دعابة الشيخ الوقور

وفي الثمانينات بينما كان ذات مساء كعادته يجلس الي جوار صديقه الطالب ولد السنهوري شرق دكان الاخير علي مقاعد مخصصة لهما ، مراحد المختلين عقليا والقى بعصا اصابت محمد الراظي بشجة في الراس فنقلناه الى المستشفي وفي المساء بدا عواده الكثر يتوافدون الي المنزل بلقليق و خلافا لنبرة التحسر المتوقعة بدا محمد الراظي بدعابته يسدي الشكر الجزيل للمجنون المبارك ال ماكن صايببين عنو ايجازيه بالخير و يقول لعواده لو شاهد الناس حجم الحضور وما ياتون به لاعتقدوا اني تمالات مع الرجل على شجة الراس او لتمنيت أن يعيد الشجة كل يوم

في كيفة كان اعلان نتائج مسابقة ختم الدروس الابتدائية للتعليم يتم عبر لوائح متاخرة زمنيا تاتي للادارة الجهوية للتعليم بكيفة ، توجه محمد الراظي رفقة الوالد الي الادارة الجهوية للتعليم يسالان عن نتائج ابنيهما ،بدا المدير سيك يتصفح لائحة الناجحين ويبحث فلم يجد ذكرا ، وتدخل محمد الراظي للقراءة ثانيا فلم يفلح وطلب من سيك القراءةو حور الاسمين لعل خطا مطبعيا وقع فلم يظفرا بشيئ عاد الي المنزل وفي الطريق وصولا الي المنزل وهو يحدث كل من يلتقيهم دون سؤال …. سيك يويلو ما بخل ش يغير العويل وخلاص ما انجح منهم حد ، وكان تكرار تلك اللازمة على كل الحضور اشد وقعا من الناحية التربوية على الابنين من عدم التجاوز

https://www.facebook.com/elhoussein.ouldmeddou/posts/2771209789657855

شاهد أيضاً

ولد الطيب : الحكمة والمسؤولية سمات لازمت قيادة حزب التكتل

بسم الله الرحمن الرحيم.لم أتفاجأ بالقرار الصائب الذي اتخذه حزب التكتل بدعم المرشح فخامة الرئيس …