منظمة هولندية تريد متطوعين للسفر إلى المريخ لكنها لا تضمن سلامتهم

“مارس واحد” هي منظمة هولندية غير ربحية تسعى لبناء أول مستوطنة بشرية على كوكب المريخ، وتبحث عن متطوعين يسعون إلى تحقيق حلم البشرية بغزو الفضاء، بيد أنها لا تضمن لأحد الحياة على كوكب المريخ ولا بعد أن يغادروا الأرض بدقائق، فقد يواجهون خطر الموت في أية لحظة خلال المغامرة التي ستنطلق عام 2023. 

وتؤكد المنظمة أن مشروعها “واقعي وليس مستحيلا”، لأن التكنولوجيا التي يتطلبها موجودة ويمكن شراؤها وتثبيتها على سطح المريخ قبل إرسال أول بعثة إنسانية لاستيطان الكوكب الأحمر. 

ووضعت “مارس واحد” شروطا للراغبين في المشاركة في أول “رحلة بلا عودة” إلى خارج الكرة الأرضية، منها دفع  38 دولارا كرسم للتسجيل، وبأن تكون صحة المتطوع جيدة وألا يقل عمره عن 18 أو يزيد على 40 سنة، وأن يخضع للتدريب طوال 8 سنوات في هولندا وأوروبا.

ومنذ اللحظات الأولى لإعلان المنظمة عزمها تنظيم هذه الرحلة “المرعبة” سارع الآلاف عبر العالم إلى وضع ترشيحاتهم لتصل عدد الطلبات في وقت قياسي إلى أكثر من 100 ألف، ومن بين هؤلاء  المتطوعين تسعة عرب أجرى موقع “راديو سوا” حوارا مع اثنين منهم. 

زوج من الذكور والإناث 

ومن المقرر أن تختار الشركة المنظمة للمشروع 40 مشاركا في التصفيات النهائية من بين عشرات الآلاف من المرشحين. وستمتد بعدها عملية الغربلة لشهور حتى يتم التوصل إلى زوج من الذكور والإناث ليكون أول فوج تطأ أرجله سطح المريخ بعد رحلة تمتد سبعة أشهر مع بداية دخول سنة 2023. 

السعودي المشارك في رحلة بلا عودة محمد باحارثالسعودي المشارك في رحلة بلا عودة محمد باحارث

ويقول المتطوع السعودي الوحيد محمد باحارث (27 سنة) لموقع “راديو سوا” “سيكون بالنسبة لي شرف كبير أن أشارك في هذه الرحلة كأول عربي ومسلم وأحمل معي القرآن وأكون أول من عبد الله في المريخ”، مضيفا بسخرية “أتمنى أن تكون حظوظنا طيبة مع فوج الإناث المشارك في هذه الرحلة”. 

وتابع عبد الله ضاحكا: “الذي سيذهب في الرحلة سيختار واحدة من الأنثيين للزواج أو يجلس هناك يستغفر ويصوم”. 

حظوظ الإنجاب في المريخ 

خلال سبعة أشهر التي ستستغرقها الرحلة في بيئة مليئة بالمخاطر ستصل المركبة الفضائية إلى سطح المريخ داخل مسكن خاص يعمل بطاقة ستوفرها بطاريات شمسية.

وسيتم تزويدهم بأطنان من المياه يتم معالجتها وتدويرها أكثر من مرة، أما بالنسبة للغذاء فسيكون الفريق مجبرا على زراعة النباتات.

وتتعهد المنظمة الهولندية بإرسال فوج جديد كل عامين يعوض الفوج القديم في حالة لفظوا أنفاسهم، حتى تنشأ مستعمرة بشرية جديدة. 

أما بالنسبة لأسباب اختيار زوج من الإناث وآخر من الذكور فيقول المدير التنفيذي لمنظمة “مريخ واحد” باس لاندسروب إنهم “سيعيشون في بيئة صغيرة جدا فقط أربعة أشخاص. ستكون بيئتهم خطيرة. لن يخضع أحدهم لاختبارات الخصوبة. فهذا أمر متروك لهم، فالمريخ لن يكون المكان المناسب لإنجاب أطفال لاسيما في السنوات الأولى”. 

المغربي المشارك في رحلة بلا عودة كريم الطاهيريالمغربي المشارك في رحلة بلا عودة كريم الطاهيري

كريم الطاهيري (19 سنة)، وهو مغربي  يقطن بكندا تطوع للمشاركة في هذه المغامرة يعلق على إمكانية الإنجاب في القمر، قائلا: “مسألة الإنجاب ممكنة في المريخ. الجاذبية في المريخ هي نصف الجاذبية في الأرض وبالتالي سيكون أطفال المريخ بطول معين وعضلات معينة ومختلفة عن أطفال الأرض بسبب الجاذبية التي تختلف عن جاذبية الأرض”. 

ويؤكد كريم، الذي يدرس الطب في كندا “ليس هناك دراسات حالية تؤكد استحالة الإنجاب في المريخ”.

وقد تلقت المنظمة استفسارات من 10 آلاف شخص في أكثر من 100 دولة. ويبقى التحدي الأكبر هو تمويل المهمة التي ستكلف 6 مليارات دولار. 

فبحسب باس لانسدورب، الرئيس التنفيذي لمنظمة “مريخ واحد”، فإن المنظمة ستقوم بإرسال بعثات أخرى تمولها شركات ومنظمات حريصة على المصلحة العامة التي من شأنها إيجاد فضاء جديد للعيش خارج الأرض.