16 مايو 2024 , 19:41

متعة الصحافة بلا حرية؟!! سعد بوعقبة

قلمنقيب الصحفيين الموريتانيين استقال من منصبه كأمين عام ورئيس للنقابة.. وهو في عز عطائه ويحظى بشعبية في أوساط الصحفيين الموريتانيين يحسد عليها.. وبرر موقفه هذا بأنه يريد إعطاء المثل للحكام العرب في ممارسة الشأن العام.. وقال إنه يحس بالسعادة وهو ينسحب من المسؤولية والناس تطالب ببقائه، خير له من أن يبقى فيها إلى أن يرميه زملاؤه بالأحذية؟! كما تفعل الشعوب بالحكام هذه الأيام؟!نقابة الصحفيين في موريتانيا تحولت إلى قاطرة تسحب الحياة الحرة في هذا البلد، فقد نجح الصحفيون في أن يحولوا مهنتهم إلى فضاء مهني يتعاطى مع كامل التيارات السياسية في البلاد بقدر من المهنية جعلت الجميع يرضى عن أداء النقابة والصحفيين.!
وضع نقابة الصحفيين الموريتانيين اليوم يشبه إلى حد ما حالة (M.J.A) التي أوجدها الصحفيونالجزائريون قبل أحداث أكتوبر وتحولت بعد أحداث أكتوبر إلى قاطرة للحرية، فكان الصحفيون في قلب المعركة الإصلاحية التي أدت إلى أن السلطة استجابت إلى بعض مطالب الصحفيين في الانفتاح والحرية، فكانت الإصلاحات التي على أساسها ظهرت الصحف التي هي الآن المظهر الوحيد الباقي من الآمال العريضة التي فتحت سنة 1989 على الحرية، رغم أننا نمارس بعض الحرية داخل سجن كبير.!
ترى هل فشل الصحفيين الجزائريين في بناء جسم نقابي يتسع لكل خلافات الصحفيين غير المهنية، هو إرادة ذاتية من الصحفيين أم هو أصابع السلطة لعبت في هذه المهنة بما يجعلها غير قابلة للتنظيم.!
نعم، الأمر مرتبط بإرادة السلطة في تشتيت الصحفيين ما في ذلك شك، تماما مثلما شتتت الأحزاب والنقابات.. ولكن الصحفيين يتحملون أيضا المسؤولية.. فلو كانت عندهم إرادة التنظيم لما استطاعت السلطة أن تشتتهم هكذا.
نعم، نحن كصحفيين في الجزائر أحرار ونفعل كل شيء إلا ممارسة المهنة وفق أصولها المهنية، لأن ذلك يعني المساس بالمصالح العليا للسلطة، لأن السلطة التي تسعد بوجود أحزاب ضعيفة وحكومة أضعف ومجتمع مدني مترهل، تسعد أيضا بوجود صحافة بلا مهنية ينخرها الفساد والتضليل والعمالة لمن يدفع أكثر؟!

شاهد أيضاً

ولد الطيب : الحكمة والمسؤولية سمات لازمت قيادة حزب التكتل

بسم الله الرحمن الرحيم.لم أتفاجأ بالقرار الصائب الذي اتخذه حزب التكتل بدعم المرشح فخامة الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *