25 أبريل 2024 , 0:50

مسعود ولد بلخير فى مقابلة مثيرة “نطالب بتجريد اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات من مهمتها “

3177133-4543141فى مقابلة مثيرة مع الزميلة القلم الفرنسية ، قال مسعود ولد بلخير إنه حزبه ما زال ينتظر اعتذارا رسميا “عن تجاوزات قوي الأمن من جهة ومعاقبة الضابط الذي أقدم على المساس بنائب نواذيبو من جهة أخرى، كما ننتظر أن يتم الاعتراف معنا بعجز اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الواضح وبحتمية تجريدها سريعا من المهمة”.

ودافع ولد بلخير فى المقابلة عن نتائج حزبه فى الشوط الأول قائلا إنها كانت جيدة وتعكس اتساع قاعدة الحزب على المستوى الوطني رغم كل ما شابها من مضايقات وتشويه ومصادرة . 

وهذا نص المقابلة:

السؤال – لقد أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بعد تأخر طويل نتائج اقتراع 23 نوفمبر؛ وقد لا تكون هذه النتائج مفاجئة لكم بعد كل انتقاداتكم لهذه اللجنة وللسلطة؟

الجواب على السؤال  – لست متفاجئا إطلاقا بالتسيير الكارثي للعمليات الانتخابية في 23 نوفمبر لأنه قد اتضح سريعا حتى لغير العارفين ولكل شخص يتحلى بأدنى قدر من النزاهة والضمير الأخلاقي والمسؤولية مستوى الكفاءة المخجل والجهل البين والضعف المَرَضي والادعاء المفرط وغياب النزاهة الفكرية غير اللائق لدى “الهيئة” المكلفة بإجراء هذه العملية.

ولم يكن بإمكان أحد ممن شارك في اختيار هذه “النخبة” وهؤلاء “الأفراد من الصنف النادر” أن يتصور فداحة الخطأ وعاقبته المميتة. وبالنظر إلى ما حصل فإن السبعة السبعينيين الذين ذاع صيتهم منذ الاختيار الكارثي سعوا إلى الكسب بشتى الوسائل بما في ذلك المشبوهة بدلا من التركيز على فهم مهمتهم واكتشاف الآليات التي تمكنهم من أدائها على أحسن وجه وفكروا في الحصول على وظيفة جديدة بديلة عن الأولى التي يبدو أنها لم تكن غير سلسة من الخيبات والضغائن والفرص الضائعة.

السؤال – زيادة على هذه الملاحظة ما هو تقييمكم لنتائج حزبكم؟

الجواب على السؤال –  بالرغم من أنها كانت دون ما يمكن أن يتصوره الجميع لو كانت ظروف هذه الانتخابات مختلفة فإن الحزب سجل أفضل نتائج له على الإطلاق لأنه استطاع لأول مرة أن يرشح أكثر من مائة وخمسين لائحة للبلديات وما يقارب ثلاثين لائحة للتشريعيات على جميع التراب الوطني. وفي العموم حصدنا حتى الآن سبعة مقاعد نيابية وهو ما يفوق نتائجنا في الانتخابات السابقة (خمسة نواب) بمقعدين. زد على ذلك احتمال ذهابنا إلى الشوط الثاني من الانتخابات التشريعية في كل من مونكل وبوكي وأطار وباركيول ونأمل في الفوز بمقاعد أخرى.

وفي هذا دليل بالأرقام على أن الحزب يكسب ميدانيا بدلا من الخسران الذي يدعيه البعض من نذر الشؤم. صحيح أننا خسرنا في ظروف غير عادلة بلدية مهمة (ازويرات) وذاهبون للشوط الثاني في سيلبابي إلا أن هذا ليس دليلا على تراجع الحزب الذي لم يسجل قط أفضل من هذه النتائج ولم يكن قط على أحسن مما هو عليه الآن، وهذا ما يفسر جزئيا تكالب الجميع ضده وبالفعل فإن كل الفاعلين يسعون لهزيمة التحالف الشعبي التقدمي بدل الاتحاد من أجل الجمهورية لأن التحالف الشعبي التقدمي هو المرجع الذي يريد الكل التموقع بالمقارنة معه.

  إن هذا يزيد من الضغط لكنه يشكل مدعاة حقيقية للارتياح بل للاعتزاز.

إن منتقدينا الذين ليسوا فقط من الخارج بإمكانهم القيام بحملة مضادة حول خسارة مزعومة لأنهم أُبْعِدُوا عن الحملة وعن الترشيحات، لكن من المؤكد أن هذه النتائج كانت ستكون أسوأ معهم لأنهم لم يساهموا منذ وجودهم في الحزب إلا في تخريبه من الداخل بتنفيذهم أو بتشجيعهم لكل المؤامرات التي حيكت ضده بدلا من كسب منتسب واحد أو تقديم أدنى مساعدة مادية أو مالية له أو حتى أدنى فكرة سليمة تخدمه.

لقد أساءت أكاذيبهم كثيرا إلى الحزب وهذه مناسبة وربما تكون الأخيرة لتحذيرهم ودعوتهم للكف إذا لم يكونوا راغبين في العودة إلى ماض لم يعرفوا فيه أي مجد ولا حتى أي نتيجة انتخابية.  

وخلاصة القول هي أن التحالف الشعبي التقدمي يتقدم بالرغم من اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وبالرغم من كل المتآمرين من أي جهة كانوا.

السؤال  – ألا تعتقدون مثل البعض أن التحالف الشعبي التقدمي كان الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات بترتيبه في بعض الدوائر وراء أحزاب ناشئة كالوئام والحراك والكرامة  وحزب الوحدة والتنمية؟

الجواب على السؤال –  إن الذين يلهثون وراء النتائج الانتخابية بالأرقام يمكنهم اعتقاد ذلك حتى مع احتمال خطئهم، لكن من ينظرون إلى أبعد  وأسمى من ذلك سيؤكدون لكم أن الحزب لم يسبق له قط أن حصد مثل هذه النتائج إلا في هذه الانتخابات التي اعتبرها الجميع رهانا صعب المنال وذلك بالرغم من الكارثة المشينة التي مثلتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات المزعومة التي لم تؤد سوى دور واحد هو محاولة إذلال منتقدها بتلفيقها له نتائج منقوصة. ومن الواضح للجميع كذلك أن الحزب ينفذ سياسته ويقدم مرشحيه على أساس مشروع مجتمعي ثابت وذي مصداقية يجذب أكثر فأكثر المزيد من المناصرين، خارجا عن القنوات القبلية وغيرها من الاعتبارات المستوحاة من هنا أو هناك.

السؤال – ألا توجد في رأيكم أسباب أخرى تضاف إلى تدخل السلطة وفروعها والتزوير وقصور اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لتفسير ما يمكن وصفه “بتراجع في نتائج” التحالف الشعبي التقدمي؟

الجواب على السؤال – إن الأقاويل والتعاليق هي من شأن المراقبين (خاصة الصحفيين) بدلا من الفاعلين السياسيين (خاصة حين يكونون سياسيين).

السؤال – البعض يفسر ترتيب التحالف الشعبي التقدمي “بسوء اختيار المرشحين”، فخلافا للتشكيلات الكبرى الأخرى المتنافسة فإن التحالف الشعبي التقدمي ربما لم يكن قد “اختار الأفضل” فحسب بل مع ذلك لم يحترم “التوازنات الإثنية” عند إعداد لوائح مرشحيه. ما رأيكم في ذلك؟

الجواب على السؤال –  بالنسبة لقلة من الأطر يكون الخيار دائما سيئا إذا لم يقع عليهم. فاصطياد “الوظائف” الانتخابية أو غيرها يشكل حتى الآن هدف الأساسي لانتماء البعض للحزب حتى إذا كان هؤلاء في الغالب لا يضيفون له شيئا و يريدون في الوقت نفسه الاستئثار بكل النتائج و التحكم بكل المكاسب. فليست لديهم الشجاعة ولا الأهلية الكافية للترشح على المستوى المحلي خوفا من فضح وزنهم الانتخابي أو القبلي، المزعوم، وبدلا من ذلك يريدون الوصول على حساب القاعدة العريضة من المقصيين المهمشين وعلى حساب رئيس حزب ربما يكون قد سمح بشكل مباشر أو غير مباشر في صعود البعض، خاصة من غير المتوقع صعودهم بحيث ينظر إليه كمصنع لمعالجة النفايات. أما فيما يتعلق بالتوازنات لست على علم بمن يراعيها أكثر من التحالف الشعبي التقدمي رغم مقابلته دائما بالجحود لأنه لم يجن قط اعترافا بذلك.

السؤال – آخرون يرون أن التحالف الشعبي التقدمي يدفع اليوم ثمن “القرب” من الرئيس محمد ولد عبد العزيز إن لم نقل دعمه إياه وهو الذي يشكو بعض المناضلين من عدم رده للجميل. فكيف تردون على هذه الانتقادات؟ 

الجواب على السؤال –  أعتقد أن هذا الخطاب اجتُرّ كثيرا بحيث لم يعد مثار اهتمام لأن الجميع تأكد من أن المصلحة العامة للبلد ولسكانه هي لب مشاغلي ومواقفي. فالكل يسعى ليجعل مني نسخة من زيد أو من عمر لكنني مختلف ولا أشبه غير نفسي، قبِل منتقدي وأعدائي ذلك أو أبوه.

السؤال – أثناء مقابلتكم الأخيرة مع رئيس الجمهورية لم يفتكم الإعراب له عن خيبة أملكم بسبب قصور اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وما شاب الاقتراع من خروقات، فهل شاطركم هذا الإحباط وما ذا تنتظرون منه؟

الجواب على السؤال – عرضت عليه ما أشعر به من فداحة الخروقات التي عانى منها المشاركون في الاقتراع وما هو واضح من استهداف التحالف الشعبي التقدمي بشكل خاص من طرف اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والتدخل العنيف وغير المبرر لقوى القمع حيال الاحتجاجات السلمية التي نظمها مناضلونا في كل من ازويرات ونواذيبو وباركيول وكيهيدي حيث تعرضوا مع أطرنا (ومن ضمنهم نائب على الأقل) للعنف والغاز والضرب والإصابة والتوقيف بينما كانوا يشاركون في اعتصام سلمي ونحن ننتظر التأسف والاعتذار عن تجاوزات قوي الأمن من جهة ومعاقبة الضابط الذي أقدم على المساس بنائب نواذيبو من جهة أخرى، كما ننتظر أن يتم الاعتراف معنا بعجز اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الواضح وبحتمية تجريدها سريعا من المهمة.

السؤال – ما ذا ينوي التحالف الشعبي التقدمي القيام به الآن بعد إعلان كل النتائج من قبل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات؟

الجواب على السؤال –  التقدم بكل الطعون أملا في أن تعاد الحقوق إلى أصحابها.

السؤال – هل يمكنكم مدنا بمعلومات حول مناضلي حزبكم الموقوفين في ازويرات؟

الجواب على السؤال –  أطلق سراحهم في نفس الليلة.

السؤال – جهودكم المكثفة لجعل السلطة ومنسقية المعارضة الديمقراطية يتوصلان لتوافق يسمح بإجراء انتخابات شاملة وشفافة لم تنجح، فما تفسيركم لذلك؟

الجواب على السؤال –  إنهم كثر مثلي (خلافا لكم) من يعتبرون أن هذه الجهود نجحت وما من دليل أكبر من كثرة الناخبين الذين صوتوا.

السؤال – ألم تراودكم شكوك في بعض مراحل العمل على مبادرتكم حول إرادة طرف أو آخر في منحكم الثقة خلافا لما كان عليه الحال سنة 2009 مع جبهة الدفاع عن الديمقراطية؟

الجواب على السؤال –  إنني أتولى دورا صعبا سيكون في تبَنِّيه من أول وهلة أو بعد حين جرعة قيمة مضافة لرصيدي وهو ما يعتبره البعض، من قبيل الخطأ، إعلان وفاته، ومن الصعب حينئذ لألئك قبول الانتحار.

السؤال  – في رأيكم، ألا ترتكب منسقية المعارضة الديمقراطية بمقاطعتها انتخابات 23 نوفمبر نفس الخطأ السياسي الذي حصل سنة 1992؟

الجواب على السؤال   – اطرحوا السؤال على منسقية المعارضة الديمقراطية، فردها ربما يكون أكثر أو أقل مصداقية…

نواكشوط 10 ديسمبر 2013

ترجمة موقع الرائد

شاهد أيضاً

الرئيس غزواني يجري مقابلة مع مؤسسات إعلامية (نص المقابلة)

جرى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء أمس، مقابلة مشتركة مع خمس مؤسسات إعلامية محلية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *