25 أبريل 2024 , 9:09

خاص-المرابع ميديا(ريبورتاج) لعيون: عندما يقهر الإنسان الطبيعة تولد مدينة من الحجارة

aiyounتتميز مدينة لعيون عاصمة ولاية الحوض الغربي بموارد طبيعية تشكل جغرافيا جل مناطق المدينة القابعة وسط الصخور الراسخة والشامخة أمام عاديات الزمن، فمن جبالها وهضابها الحاضنة للمدينة الجميلة استطاع الإنسان في عاصمة الولاية عبر الزمن أن يحول الصخور إلى موارد اقتصادية يعتمد عليها في رحلة تشيده للمدينة من خلال تكسيره  للصخور وتحويلها إلى قطع من الحجارة بها يعمل و يقوم على تحسين الوجه العمراني للمدينة

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع خيوط الفجر يحمل ” محمود 54 سنة ” أمتعته  اللازمة للعمل على ظهره مغادرا المدينة إلى منطقة ” أم اكريه” إحدى المناطق  ذات الصخور المتراصة  عله يصلها وقت شروق  الشمس ليبدأ في عملية تكسير الصخور بأدواته الحديدية البسيطة.. فهو واحد من بين العاملين في تصنيع اللبن الصخري بالمدينة الذي يستخدم في عمليات البناء والزخرفة وتعزيز الجدران المتراصة.

 وإذا كان ضعف الوسائل يقف عائقا أمام بعض أعماله اليومية في رحلة قهره للطبيعة فإن محمود يقول “بأنه يعمل في مهنة تكسير الحجارة منذ سنوات عديدة، فهي مهنته المفضلة لأنه يكسب منها قوت عائلته، ويسد من مداخيلها حاجياته اليومية التي لولا هذه المهنة لما كان وضعه المادي على ما هو عليه وفق تعبيره.. فهو وأصدقائه في العمل يقول ” محمود ” يقومون بصناعة الحجارة لبيعها  للزبناء في المدينة وبعض القرى القريبة منها لأنها مادة أساسية في البناء على المستوى المحلي.

أما  البناء ” إبراهيم 47 سنة ” فيقول ” بأن الإنسان في مدينة لعيون استطاع عبر الزمن أن يبتكر من تضاريس مدينته  حجرا به يتم تشييد المباني و زخرفة المنازل، إضافة إلى أنه يستخدم في إنشاء مؤسسات عمومية وخصوصية بطابع محلي يعتمد بالأساس على الحجارة المحلية ذات الجودة العالية.. مصيفا أن ” هذه الحجارة تنقسم إلى نوعين ويسميان محليا ب ” الحجرة الحمرة وهي الأكثر رواجا في المدينة  لقوة صلابتها وصمودها في وجه المتغيرات المناخية، كما أن أغلبية المستخدمين للحجارة يختارون عادة ” الحجارة الحمراء ” على حساب تلك ” الصفراء ” التي كثيرا ما يتم استخدامها في حالات الزخرفة التي تعتبر عاملا تجميليا  مهما أضفى على المدينة طابعا جماليا وحول المدينة النائمة بين الصخور إلى مدينة تسحر زوارها من السائحين بحسن المعمار وجمال المنظر..

أما بخصوص أسعار هذه الحجارة فإنها تبقى مناسبة لأصحاب الدخل المحدود في الولاية الأمر الذي جعلها وجهة أولية للمواطنين حيث يعتبر الفارق بينها واللبن الإسمنتي كما تقول ” عائشة 48 سنة “  كبيرا إضافة إلى أنها تعتبر حصينة أمام تغيرات المناخ في الولاية.

وفي إطار تطوير هذه الحجارة المحلية التي تلعب دورا هاما في تشييد مدينة ” لعيون ” فقد عملت الحكومة الموريتانية على دعمها من خلال الاعتماد عليها في تشيد الطرق  بالمدينة وكذلك في ابرز شوارع العاصمة انواكشوط وخاصة شارع جمال عبد الناصر وطريق مطار انواكشوط الدولي وملتقى طرق الاتحادية على طريق اكجوجت، الأمر الذي وفر كثيرا من فرص العمل لأبناء مدينة ” لعيون “الذين يعملون في تجزئتها محليا وكذلك الشركات التي تتولى تصديرها إلى بعض ولايات الوطن.. ورغم ذلك فان ساكنة مقاطعة لعيون تطالب بدعم فكرة إنشاء مشاريع لدعم هذه الحجارة حتى يتم الاستفادة منها محليا ودوليا لأنها كما يقولون تعتبر كنزا اقتصاديا يمكن الاستفادة منه بشكل أكبر.

إعداد: الشيخ المهدي النجاشي.

شاهد أيضاً

ملف خاص : المدير العام لميناء نواكشوط المستقل ذ/ سيدي محمد ولد محم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وجه بتأسيس هيئة خيرية تابعة لميناء نواكشوط المستقل من أجل الاعتناء بواقع السكان من حوله ومد يد العون لضحايا الفقر فى العاصمة واليد العاملة فى الميناء

ملف خاص: المدير العام لميناء نواكشوط المستقل ذ/ سيدي محمد ولد محم فخامة رئيس الجمهورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *