تيشيت والمجرية خفايا صراع محلي و نتائج بانتظار الحسم

خاص المرابع ميديا:متابعات- يعتقد البعض أن الإنتخابات التشريعية والبلدية الحالية قد أحدثت انقساما غير مسبوق في  المحاور المحلية المساندة عادة ” للدولة”، الأمر الذي أدى بعد ذلك إلى انفراط في عقد الحزب الحاكم  وتراجع شعبيته،في بعض المناطق.

ففي مقاطعة تيشيت شكل دعم السناتور محمد الأمين ولد ابنيجاره (مماني) لحزب الوئام، بدل الحزب الحاكم، وهو زعيم قبلي وأحد رموز أهم حلف سياسي يضم المجموعات المحسوبة تاريخيا على المقاطعة.. تحولا في موازين الخارطة السياسية التي أفرزتها الإنتخابات مؤخرا.

ويبدو أن الحلف الآخر الذي يقوده النائب اشريف بوي ولد اشريف أحمد، وهو حلف حديث النشأة بالنظرإلى الآخر .. رأى النور بعد انقلاب الرئيس الحالي على سيدي ولد الشيخ عبدالله، ويقال إنه مدعوم من مقربين من ولد عبد العزيز. يسير الآن نحو أو لنقل يأمل على اكتساح المقاطعة مستفيدا من الإنشقاقات الإجتماعية في قبيلة (الرعيان) والتي وجدت فيه حاضنا وداعما قويا خلال هذه الإنتخابات.

وقد بلغ الصراع مداه حين سعى هذه الحلف إلى فرض مرشحين جدد يقدمون له الولاء والطاعة في مشهد ألغى كل اواصر الجيرة والتاريخ وأسس لما أصبح يصفه البعض في المنطقة بالنعرات القبلية.. وهو ما أدى إلى أن يأخذ السناتور مماني لاحقا موقفه الذي أخذه بدعم حزب الوئام في ردة فعل على ما يراه من سوء تدبير وتقدير بحق حلفه السياسي.

وقد نجم عن هذه التحولات انقسام حاد، مازالت نتائجه تنتظر تصحيح فرز 9 مكاتب في الإنتخابات البلدية و حسم مقعد الشيخ الذي يبقى صعبا في الحالة الراهنة، ما لم يأخذ بالحسبان تصحيح فرزالمكاتب التي تحفظ عليها ممثلو حلف مماني ورفضوا توقيع محاضرها.

وإلى حدما يمكن القول عن ما يجري في مقاطعة المجرية، أنه يشبه إلى حد ما ما وقع في تيشيت، ففي المقاطعتين يعتبر عامل الولاء للقبيلة أقوى من الإنتماء السياسي ومهما في الإنتخابات ، مع اختلافات بسيطة من منطقة إلى أخرى.

لكن المجرية لها توازناتها المحلية المختلفة سواء من حيث المجموعات وطبيعة هذه المجموعات، أو من حيث الوضع الديموغرافي والسياسي..  وبالرغم من ان المرشح البرلماني النائب سيدأحمد ولد احمد هو سليل أسرة المشيخة في أولاد سيد حيبلله ( كنته) ويستند في قوته الإنتخابية إلى الحزب الحاكم، إلا ان منافسته هي الأخرى (أرملة الوزير السابق المرحوم عبد القادر ولد أحمد ) و– عمه – بالإضافة إلى ثقلها الأسري وهي اليخير بنت سيدي المختار، تعتبر منافسا  حقيقيا يحظى بوفاق معظم أبناء القبيلة حتى داخل الإتحاد من اجل الجمهورية، وهو ما دفع البعض إلى القول بأن الانقسام الحاصل حاليا داخل قواعد الحزب الحاكم في المنطقة، سببه انقسام ناتج عن تدخل مسؤولين كبار في الدولة من ضمنهم صهر المرشحة عن الحراك الشعبي للنيابيات اليخير بنت سيدي المختار، الذي هو محافظ البنك المركزي سيد احمد ولد الرايس.

ويبقى الصراع في أوجه إلى ان يحسم أحد المرشحان الشوط الثاني يوم 23 من الشهر الجاري.. مع ملاحظة أن حظوظ اليخير مرشحة حزب الحراك الشبابي تظل الأقوى في المنازلة المقبلة.

 في حين أن مشكلة تيشيت في ” البلديات” لن تحسم إلا بتصحيح الفرز بالنسبة لبلدية تيشيت، والتي على أساسها سيكون الحسم فاصلا لأحد الطرفين.

وإلى ذلك الحين تظل مقاطعتان من ثلاث مقاطعات في ولاية تكانت، مثالا على صراع سياسي يستحيل ترويضه أو فهمه من الخارج.  

س.ابنيجاره