16 مايو 2024 , 7:58

حوالينا ولا علينا ؟ / سعد بوعقبة

قلمموريتانيا بلد فقير ولكنه بدأ يتحرك بالاتجاه الصحيح، قيم الحرية في هذا البلد بدأت تتشكل في أجواء صعبة ولكنها واعدة.!

والحياة السياسية تتشكل بصورة واعدة، والاقتصاد بدأ يتحرك لأول مرة منذ عقود تحقق موريتانيا احتياطي صرف يفوق المليار دولار، وينجز ذلك في عز الأزمة الاقتصادية العالمية.

موريتانيا التي كانت تنام بفقرها المدقع على كنوز الطبيعة، كان فيها السمك اللذيذ يخرج لوحده للشواطئ ويحتج على عدم صيده بالانتحار إراديا، هذا السمك أصبح يصطاد من طرف الصين واليابان وأوربا وتعود أجزاء من عائداته إلى البلد.. صحيح أنها عائدات قليلة ولكنها مهمة.

يمكن أن تتحول موريتانيا في المنظور القريب إلى أكبر منتج في العالم للذهب الآن، هذا البلد بدأ يتحسن ثرواته التي ينام عليها وهي كثيرة وعديدة، تتجاوز السمك والفوسفات والحديد والغاز إلى الذهب.

هل تصدقون أن موريتانيا أصبحت تصدر الكهرباء إلى السينغال؟! لأنها ثمنت ما تنتجه من قليل الغاز والبترول بتحويله إلى وحدات صناعية لتوليد الكهرباء.!

المغرب الشقيق شعر بأن شيئا ما يتحرك في موريتانيا فكثف من تواجده في هذا البلد تجاريا.. شاحنات البضائع المغربية تجتاح الطريق الوحيد الرابط بين المغرب وموريتانيا عبر الصحراء الغربية، والعلاقة الجوية بين الدار البيضاء ونواقشط تصل إلى أكثر من 10 رحلات جوية في الأسبوع، والشركات المغربية في موريتانيا تزدهر وخاصة شركات الاتصالات في حين تعلن الشركات الجزائرية العاملة في موريتانيا إفلاسها وتنسحب خاصة سوناطراك.. وشركة الأسماك ولا تسألوني لماذا.؟ لأن البلد الذي تفلس شركاته في وطنه لا يمكن أن تنجح شركاته في الخارج.؟ حكم مفلس وحكومة تعبانة لا تنتج النجاح!

لكن يحق لنا أن نتساءل بجدية لماذا كل الأمور تتحرك عند جيراننا شرقا وغربا وجنوبا في حين نغرق نحن في مستنقع الإفلاس والفساد والفشل والانكفاء على النفس؟!

نعم نحن لا نحتاج إلى رئيس فقط ولا نحتاج إلى حكومة جادة وجدية، بل نحتاج أيضا إلى نظام حكم يجعلنا نفهم أوجاعنا السياسية والاقتصادية ويحولنا إلى بشر مثل جيراننا. إننا فعلا بلد مريض بنوعية حكامه وحكمه.!

bouakba2009@yahoo.fr

شاهد أيضاً

ولد الطيب : الحكمة والمسؤولية سمات لازمت قيادة حزب التكتل

بسم الله الرحمن الرحيم.لم أتفاجأ بالقرار الصائب الذي اتخذه حزب التكتل بدعم المرشح فخامة الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *