إفتتاحية المرابع ميديا : هل تتحمل لجنة الإنتخابات لوحدها وزر العملية الإنتخابية ؟

المرابع ميديافي كل انتخابات هناك فائز وخاسر، لكن الطامة الكبرى في الإنتخابات التشريعية والبلدية الجارية في البلاد أن الجميع يؤكد الفوز .. والخاسر وجد نفسه في حمى الصراع الدائر، وعجز اللجنة المستقلة للإنتخابات عن إضفاء الثقة بينها وبين الأحزاب المشاركة، الفرصة المواتية لإبداء رأيه ببطلان هذه الإنتخابات.

وإذا استثنينا ميل المواطن للإدلاء بصوته بشكل طبيعي في انتخابات تعد من أعقد الإنتخابات التي شهدتها البلاد، فإن مراجعة سريعة للمسار الذي اتبعته اللجنة منذ اول لحظة، بدءا بافتتاح المكاتب وسير الطابور والتعاطي مع الناخبين إلى الفرز النهائي للنتائج، يبين أن أكبر خطأ حصل تتحمله الدولة التي أساءت التقدير .. فأوقعت اللجنة المستقلة للإنتخابات في مأزق أكبر من قدرتها الحقيقية.

وربما أضفى حسن النية التي أبداها زعماء بعض أحزاب المعارضة عبئا إضافيا على دور اللجنة،  ومستقبل هذه الإنتخابات فيما بعد، الأمر الذي يرى البعض أنه أيضا ساهم في ما وصلنا إليه من إرباك واتهامات متبادلة.

وبديهي أن ترتفع بعض الأصوات المعترضة على أخطاء أو تجاوزات حدثت هنا او هناك، لكن ما يطرح أسئلة كبيرة هو تراجع البعض للتمترس وراء الغضب العام، محدثا بذلك مزيدا من الإرباك وشحن الشارع بالدعوة إلى إلغاء هذه الإنتخابات دون حساب مآلات هكذا دعوة في وضع لم يستقر حتى الآن.

وعموما فإنه في كل الأحوال، ستظل الشكوك تطارد عمل هذه اللجنة التي بفعل العجز والتماهي مع السلطة أفسدت هذا العرس الديمقراطي على أهله قبل الأغلبية الصامتة، وأولئك المقاطعين الذين رأوا  فيه مجرد “مسرحية” .. كما أن الأحزاب المشاركة تتحمل هي الأخرى جزءا من ما وقع.

غير أن الأهم الآن في نظرنا هو، أن يعود الجميع إلى  منطق التعقل والحوار لمعالجة الأخطاء والتجاوزات التي حصلت، والخروج بالبلد من هذه الورطة المسماة  مجازا       ” المستقلة للإنتخابات”

شاهد أيضاً

بمناسبة العيد الدولي للشغيلة : عمال ميناء انواكشوط المستقل يشيدون بما أنجز للعمال من امتيازات في ظل الإدارة الجديدة للميناء

في إطار الاحتفالات المخلدة للعيد الدلي للشغيلة والذي يصادف فاتح مايو من كل سنة نظمت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *