ثَوَى الشَّيْخُ فَالْأَحْزَانُ فِينَا بَوَارِحٌ
شِدَادٌ وَأَوْجَاعُ الْفِرَاقٍ دَوَالِحٌ
ثَوَى طَوْدُ أَعْلَامٍ كِرَامٍ أَئِمَّةٍ
سَلِيلُ بَبَانَ الْهَاشِمِيُّ الْمُكَافِحُ
-
لَقَدْ رُزِئَتْ شنْقِيطُ شَرَّ رَزِيَّةٍ
بِفَقْدِكَ مُذْ نَاحَتْ عَلَيْكَ النَّوائِحُ
فَمَا رَقَأَتْ عَيْنٌ وَلَا جَفَّ مَدْمَعٌ
كَأَنَّكَ مِنْ بَحْرِ السَّوَاجِمِ مَاتِحٌ
فَمَنْ لِلنَّدَى وَالْجُودِ وَالْعِلْمِ وَالتُّقَى
إِذَا مَا احْزَأَلَّتْ مِنْ يَدَيْكَ الْمَنَائِحُ
لَقَدْ بَلَّتْ الأَخْمَاسُ مِنْكَ بِسَائِسٍ
كَرِيمٍ أَرَبَّتْهُ الْكِرَامُ الْجَحَاجِحُ
فَتًى شَيَّدَ الْأَمْجَادَ فِي كُلِّ مَحْفَلٍ
شَرِيفُ خِلاَلٍ أَدْمَثُ الْخُلْقِ نَاصِحٌ
صَبُورٌ عَلَى الْعِلاَّتِ جَلْدٌ مُثَابِرٌ
صَفُوحٌ عَنِ الزَّلَّاةِ نَدْبٌ مُسَامِحُ
تَوَلاَّهُ رَبُّ النَّاسِ بِالْحِلْمِ وَالرِّضَى
وَلَّا شَكَّ أَنَّ اللَه عَافٍ وَصَافِحٌ
وَلاَ زَالَ ذَاكَ الْقَبْرُ رَوْضَةَ مُمْرِعٍ
تَنُوءُ عَلَيْهَا الْغَادِيَاتُ الرَّوَائِحُ
“أبو العلاء الشنقيطي “