هكذا تستعد جبهة البوليساريو الانفصالية لإشعال نار الفتنة في الصحراء بقدوم كولر

تزامنا مع وصول المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، يوم أمس السبت إلى دولة الجزائر، في إطار الجولة الثانية التي يقوم بها إلى المنطقة، شرعت جبهة البوليساريو الانفصالية في القيام بخطوات تصعيدية، تهدف أساساً إلى التشويش على برنامج زيارة موفد الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يشمل زيارة ثلاث مدن بالصحراء المغربية، وهي العيون ثم السمارة والداخلة، بعد محطة العاصمة الرباط يوم 28 يونيو المقبل

ودأباً على الأساليب السابقة نفسها المعتمدة مع المبعوث السابق، كريستوفر روس، تجند إعلام البوليساريو، عبر وسائط التواصل الاجتماعي، إلى إعطاء تعليمات إلى انفصاليي الداخل من أجل القيام بأعمال تخريبية ورفع شعارات انفصالية بمجرد أن تطأ قدما الرئيس الألماني السابق الأراضي الصحراوية المغربية

وعممت صفحات تنظيم البوليساريو على موقع “فايسبوك” منشورات وملصقات تحريضية تدعو إلى خلق البلبلة والفتنة في كافة أحياء المدن الصحراوية المرتقب أن تستقبل كولر. وجاءت في تعليمات الجبهة الانفصالية الموجهة إلى نشطائها بالأقاليم الجنوبية عبارة: “استعداد يا جماهير لزيارة المبعوث الشخصي إلى المناطق المحتلة”، و”الشارع ينادي”

ومنذ إعلان برنامج الزيارة الأولى من نوعها إلى الصحراء وإعلام البوليساريو يُناشد ساكنة الصحراء “صناعة الحدث عبر تزيين شوارع الصحراء بأعلام انفصالية، لإرسال رسائل سياسية إلى المنتظم الدولي تؤكد أن مقترح الحكم الذاتي الذي يتقدم به المغرب لا يحظى بالإجماع”

ويبدأ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة زيارته إلى المنطقة أمس السبت من الجزائر، ومنها إلى موريتانيا يوم غد الاثنين، ثم يعود في اليوم نفسه إلى مخيمات تندوف للقاء قيادة البوليساريو، فينتقل بعدها إلى المغرب وإسبانيا

الحكومة المغربية أكدت على لسان ناطقها الرسمي، مصطفى الخلفي، أنه “لا حل لنزاع الصحراء دون انخراط فعلي للجزائر”، مشيراً إلى أن “المغرب سيتصدى لكل القرارات المناوئة للوحدة الترابية”.

وأضاف الخلفي، في افتتاح “الملتقى الوطني الأول للترافع المدني عن مغربية الصحراء” بمدينة مراكش، أنه “لا يمكن تصور حل لنزاع الصحراء دون انخراط حقيقي وفعلي للجزائر، التي لها مسؤولية في استمرار النزاع”

وتهدف زيارة المشرف على ملف الصحراء إلى حث جميع الأطراف على الدخول في جولة خامسة من المفاوضات المباشرة قبيل انتهاء الولاية الانتدابية الحالية لـ”المينورسو” يوم 31 أكتوبر المقبل، إذ سيكون المبعوث الأممي مطالبا برفع تقرير مفصل لأعضاء مجلس الأمن الدولي حول مجهوداته ومساعيه لتقريب وجهات النظر، وكذا مدى التزام الأطراف المعنية ببنود القرار الأممي الأخير 2414