8 مايو 2024 , 18:00

معلقون مغاربة يرحبون بالتجنيد العسكري…ويدعون إلى الحرب لردع الانفصال…

كلما تشنّجت الأجواء وتعكَّر صفو السماء في ملف الصحراء يتجنّد المغاربة من طنجة إلى الكويرة، للدفاع عن وحدة الوطن وحماية كل شبر من ترابه؛ ففي خضَّم الإجماع الوطني الذي يسود الأوساط السياسية بكل تلاوينها بشأن قضية الصحراء، عبّر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استعدادهم للذهاب إلى الأقاليم الجنوبية، على شاكلة المسيرة الخضراء التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني، للرد على الاستفزازات المتواصلة للجبهة الانفصالية، خاصة بعد تماديها في اقتحام المناطق المشمولة بنزع السلاح

قراء ومُعلقو جريدة هسبريس الإلكترونية رحبُّوا بالتحركات “الحازمة” التي أقدمت عليها المملكة، مباشرة بعد تسجيل تجاوزات خطيرة في المنطقة العازلة، داعين إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات العملية لردع مخططات الانفصاليين وإجبارهم على التراجع بصفة قطعية

وعبّر المغاربة عن استعدادهم للتجنيد إذا اقتضى الأمر، وقال أحد المعلقين: “الحل النهائي لا يوجد على طاولة المفاوضات بل يوجد داخل كلاشينكوف وطائرات f16 وخرطوم الدبابات، هنا يوجد الحل ولا شيء آخر”

ودعا قراء ومتتبعو هسبريس، عبر تعليقاتهم، أعلى سلطة في البلاد والسلطات الحكومية والأحزاب إلى التحرك واتخاذ إجراءات قوية لحماية التراب المغربي من أي استفزازات جديدة، معبِّرين عن استعدادهم لحمل السلاح وتشكيل لجان شعبية تزحف إلى الصحراء المغربية لتقديم يد العون للجيش المرابط في الأقاليم الجنوبية

فرحات، أحد معلقي هسبريس، قال: “سئمنا من استفزازات “البوليساريو”.. يتوجب علينا أن نصطف إلى جانب الجيش الملكي المغربي للدفاع عن أراضينا ودحض شرذمة اللقطاء وتشديد مراقبة الحدود الوطنية؛ وهي شرقا الجزائر وجنوبا موريتانيا وشمالا البحر الأبيض المتوسط وغربا المحيط الأطلسي”

وعبّر معلق آخر عن استعداده لخوض الحرب بالقول: “مستعدون للحرب! يجب علينا تأسيس لجان شعبية للزحف إلى الصحراء المغربية واعطاء التحرك العسكري حجمه الحقيقي من خلال التحرك الشعبي بمسيرات شعبية تطوعية بالملايين؛ فالقضية هي قضية أمة مغربية! هيا أيها الشعب المغربي؛ فالصحراء هي مستقبلنا، وامتدادنا الإستراتيجي الطبيعي إلى إفريقيا”

علي الشعباني، الباحث في علم الاجتماع، انطلق من مُحددات غير ظاهرة تدفع المغاربة إلى إعلانهم الانخراط في أي خطوة تهم قضية الصحراء، ولو اقتضى الأمر حمل السلاح

وقال إن “ارتباط المغربي بصحرائه مفهوم وله تبريرات مختلفة، تأتي في مقدِّمتها أن المواطن يبحث عن الاستقرار الذي سَيَضْمَنُ له حقوقه ويجعله يعيش في ظروف أفضل، وبالتالي يعرف بأنه ليس له مجتمع آخر للعيش فيه غير هذا التراب الذي يجب أن يدافع عنه حتى آخر رمق”

واستبعد الشعباني، في تصريح لجريدة هسبريس، أن تكون النوازع النفسية والعواطف هي التي تحرك المغاربة في مثل هذه القضايا الوطنية، ولفت الانتباه إلى أن “المصلحي هو الذي يحرك الانسان المغربي ويدفعه إلى حمل السلاح في وجه العدو؛ لأنه يرى أن مستقبله رهينٌ بتوفير الحماية لوطنه وترابه، وبالتالي تعتبر قضية الصحراء قضية كل المغاربة وليست قضية دولة أو حكومة”

وذكر الأستاذ الجامعي المتخصص في علم الاجتماع أن “موقف المغاربة يظل ثابتا وراسخا وموجودا في عمق تفكيرهم، بالرغم من بعض المواقف غير الواضحة وأخطاء الدولة في تدبير الملف منذ سنوات وبالرغم من هذه الترددات، فإن موقف المغربي يبقى ثابتا”، مشيرا إلى أن “المغربي يدرك هذه الحقيقة، ولا يريد بديلا عنها”

الارتباط الوثيق للمغاربة مع قضية الصحراء قرأه الأستاذ الباحث في علم الاجتماع من مناحٍ أخرى، تكمن أهميتها في كون أن “المغاربة يؤدّون من جيوبهم للمساهمة في تنمية الأقاليم الجنوبية، وبالتالي فهم يسهمون في بناء هذا الوطن ومن الواجب الدفاع عن المكتسبات المحققة”

واستطرد المتحدث في تصريحه بالقول إنه “في السابق، كان المغاربة ينطلقون من منطلق ديني للدفاع عن صحرائهم، كون أن المسلم يموت من أجل وطنه وأبنائه”، قبل أن يتحدث عن بعض الاستثناءات بخصوص هذه المسألة بالقول: “اليوم طرأت تغييرات، حيث إن المغربي يعلم بأن معركة الاستقلال لم يستفد منها أجداده الذين خاضوا نضالات دامية وإنما فئات قليلة كانت بعيدة عن أرض المعارك”

شاهد أيضاً

توقيع اتفاقية بين مشروع مدن تسيير النفايات الصلبة وبلدية كيفه، لتسيير النفايات الصلبة في المنطقة.

أشرف والي كيفه أمس الثلثاء على توقيع اتفاقية بين مشروع مدن تسيير النفايات الصلبة وبلدية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *