28 أبريل 2024 , 11:53

السينما الموريتانية : خطوات الشباب تتسارع لتحقيق الذات

سيسكويحاول جيل الشباب من السينمائيين الموريتانيين اللحاق بركب الصناعة السينمائية في الوطن العربي من خلال محاولاتهم الدؤوبة في اخراج افلام روائية وقصيرة ووثائقية تقترب من الواقع المعاش وذلك رغم المصاعب المادية.

وقد برمج المنظمون للدورة الاولى من المهرجان الثقافي المغاربي للسينما في الجزائر اربعة افلام موريتانية قصيرة ووثائقية.

ونال الشريط الوثائقي” 1989″ للمخرج جبريل دياو الذي عرض الخميس اخر ايام فعاليات المهرجان التي انطلقت يوم الأحد اهتماما كبيرا من قبل جمهور قاعة سينماتك الجزائر التي احتضنت عروض الأفلام القصيرة والوثائقية.

ويسلط هذا الشريط مدة 45 دقيقة الضوء على أحداث 1989 التي وقعت بموريتانيا على خلفية خلافات مع السنغال. وقد اعتمد المخرج الشاب على ما عاشه من ويلات تلك الأحداث التي خلفت مئات الضحايا من السود على شهادات حية لسكان الذين عاشوا الحدث في المناطق التي كانت مسرحا لها خاصة الضحايا.

يقدم الشريط في البداية صور عن الفترة السابقة لتلك الأحداث وكيف كانت موريتانيا بلدا موحدا ومستقرا اقتصاديا واجتماعيا ثم تنطلق الكاميرا في رصد شهادات مؤثرة عن الاعتقالات والقتل والترحيل إلى السنغال ومالي لقرى بأكملها لأسباب عرقية حسب شهادات السكان غير الزنوج .

ويقدم المخرج في هذا العمل التاريخي شهادات حية عن تلك الأحداث دون مرارة أو حقد لأنه أراد من خلال هذا العمل الأول عن تلك الأحداث كما صرح “تقديم عمل للذاكرة معتبرا أن الكثير من ضحايا تلك الأحداث يعانون أكثر من أثار نفسية نتيجة الاحتقار و الذل الذي تعرضوا له.

ورغم التحديات العديدة والمتشعبة التي تواجه السينما الموريتانية، بدءا بالمعوقات المادية وانتهاء بالاجتماعية، فإن ذلك لم يثن العديد من الشباب عن منح جزء كبير من وقتهم لهذا الفن ومحاولة النهوض به

ويقول المخرج محمد لمين سيدي عبدالله بفيلم قصير (6 دقائق) بان السينما في موريتانيا التي بدأت إرهاصاتها الأولى في الستينات لم تحظ بالاهتمام الكبير من الجماهير.

ويضيف أن الأعوام الأخيرة عرفت انطلاقة محتشمة للسينما بعد إنشاء “دار السينمائيين الموريتانيين” التي تشجع الشباب من خلال ورشات تكوينية في الإخراج والكتابة والتصوير تحت إشراف أساتذة موريتانيين ومصريين.

وعملت تلك الجمعية على تأسيس فعاليات مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير الذي نظم في أكتوبر/ تشرين الاول دورته الثامنة.

المجتمع في أعمال السينمائيين

وتطرح اغلب الأفلام المنتجة في موريتانيا كما قال المخرج مواضيع اجتماعية وانشغالات المواطن خاصة فئة الشباب.

ويبقى المخرج الموريتاني الكبير عبدالرحمان سيسكو الذي اشتغل كثيرا على موضوع الهجرة المثل الأعلى للسينمائيين الشباب كما أكده المخرج ايدومو الذي شارك في المهرجان بفيلمه “محمود”.

يتناول هذا الشريط القصير (6 دقائق) الصراعات الطبقية والعبودية من خلال قصة حب حقيقة تعود إلى القرن الـ19 جمعت بين عبد و سيدته و تجري وقائعها بجنوب البلاد.

وكانت الدورة الأولى من المهرجان الثقافي المغاربي للسينما دور في اكتشاف وجوه سينمائية موريتانية أخرى من خلال عملين آخرين الأول عبارة عن فيلم وثائقي لزين العابدين محمد المختار بعنوان “صديقي المختفي” ويتناول قصة بحث عن صديق اختفى من مقاعد الدراسة إلى جهة غير معلومة لكن فيما بعد يتضح انه انساق وراء تنظيم إرهابي والشريط مؤسس على قصة واقعية.

أما العمل الثاني الذي عرض بالمناسبة فهو عبارة عن فيلم قصير بعنوان “أزهار تواليت ” لوسيم قربي ويتناول قصة رجل يقرر مغادرة قريته رفقة زوجته إلى جهة مجهولة بحثا عن الاستقرار الذاتي ويجد نفسه في نهاية المطاف في مكان لا وجود فيه لأي اثر للإنسان ويبدأ هناك حياة جديدة.

مشاركة نسائية

وأهم مفارقة تميز السينما الموريتانية هو الحضور الملحوظ للمرأة سواء أ كانت مخرجة أو ممثلة، ولعل أبرز السينمائيات الموريتانيات هي السالمة منت الشيخ الولي، مخرجة سينمائية حصلت على الجائزة الأولى ضمن مسابقة “هل تتكلم لغة الصورة؟” في الدورة السادسة من مهرجان الفيلم القصير عن فيلمها الذي حمل عنوان “المصاصة”.

وتتحدث منت الشيخ الولي لــ”دويتش فيلله” عن حضور المرأة في السينما الموريتانية قائلة “يوجد بالفعل حضور للمرأة في السينما الموريتانية، حيث سجل لها حضور مميز في النسخة الثالثة والرابعة والسادسة من مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير، كما تميزت الأفلام التي تشارك بها الفتاة الموريتانية كمخرجة بمعالجتها للمواضيع التي تلامس مشاكلها الخاصة كقضايا الطلاق والنظرة التقليدية للمرأة ككائن ناقص ومشاكل الزواج المبكر وبطالة المرأة وغيرها”.

وتضم الساحة السينمائية الموريتانية حوالي عشرين مخرجة شاركن كلهن في المهرجانات السابقة، كما تشير منت الشيخ الولي، لكن بما أن السينما الموريتانية لم تخرج بعد من طور البداية فإن الفتيات المخرجات مجرد هاويات، وإن كان ولوجهن لعالم السينما “يعتبر تحديا قويا لسلطة المجتمع، وهو ما ساهم تدريجيا في تغيير الصورة النمطية للمرأة.

ميدل ايست أونلاين

 

شاهد أيضاً

“الحب أعمانا”.. أغنية تثير ضجة في موريتانيا بسبب قصتها الجريئة

أثار الفنان الموريتاني الشاب، سدوم أحمد، خلال الساعات الأخيرة، جدلا في البلاد، بعد أن نشر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *