30 أبريل 2024 , 19:11

لقد أخطا العلامة الددو فوجب البيان/ الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الامام

 

arton12909

وقعت بين العلامة  الشيخ سيد المختار الكنتي  والعلامة  المختار ولد بون الجكني  نقائض وسجالات عديدة كان منها قول ولد بون

فكوني لم أحظي بحظك لم يكن     بما نعي التوفيق من ما نحي الخطا
أتسلبني ديني والله ما شاء مثبت      اذن انت في تقدير نفسك مفرطا 
تذكرت هذا عندما أردت الكتابة بيانا وتبيينا لما نري أنه خطأ وقع فيه العلامة
محمد الحسن ولد الدوو حفظه الله  في مداخلته يوم أمس في برنامج الشريعة والحياة
حيث كفر بشار  وحث علي الجهاد
  واذا كان مايحدث فى سوريا لايمكن تبريره شرعا من أحد الطريفين 
 وإذا كان ما قاله  العلامة  هو نفس الرأي الذي يقول به  علماء آخرون- فإن الكرسي الذي يجلس عليه ألا وهو كرسي عالم السنة والجماعة على حد تعبير العلامة حمدا ولد التاه  تمنع ضوابظه المنهجية عليه ذلك  هذا اذا لم تكن قد تشابهت الكراسي واشتبهت العمائم 
لقد ظلت قضية التكفير  اشكالا عقائديا ومعرفيا للأمة  ما بين متوسع   فيه بحيث  يكفر بالذنب   ويجعل مرتكب الكبيرة  كافرا  و هذا مذهب الخوارج  ولذلك لم ينج من تكفيرهم كبار الصحابة والتابعين
 ألم يستحلوا دم علي كرم الله وجهه؟  
وقال قائلهم  في مدحه /
يا ضربة من تقي ما أراد بها       إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
اني لأذكره يوما فاحسبه            أوفي البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير أقبرهم      لم يخلطوا دينهم بغيا وعدوانا
 فقال فيه أحد العلماء  
بل ضربة من شقي  ما أراد بها    الا ليبلغ من ذي العرش خسرانا
اني لاذكره يوما فاحسبه           أشقي البرية عند الله ميزانا
أما المذهب الاخر وهو مذهب المرجئة الذين لا يقيمون للعمل الصالح وزنا فهؤلاء كذلك لم يكونوا علي صواب في نحلتهم
أما مذهب أهل السنة والجماعة   فإنهم يكفرون القول ولا يكفرون قائله ويبحثون للمبتدع  عن كل مندوحة و  باب حتي لا يخرجوه من باحة الاسلام   خوفا من الوعيد  الوارد في ذلك
أما فيما يتعلق بقصة السنة والشيعة  فقضيتهم أبعد من أن تناقش وعلي الرغم من وجود طوائف  منهم  يري البعض بخروج بعض الاقوال المنسوبة اليهم عن الاسلام إلا انهم بقوا دائما ضمن دائرة الاسلام ولم يكن من ديدن السلف الصالح الفتوي بشان جهادهم    وإثنائهم عن عقائدهم   فهل جاهدهم صلاح الدين وهل أفتي سلطان العلماء العز بن عبد السلام بذلك ؟
أما قضية ظلم الحاكم فهذه قصة  أخري لا علاقة لها بكفره من عدمه ولقد أحسن  شيخنا و خالكم  العلامة محمد سالم ولد عدود  رحمه الله   عندما قال
إلا إذا قدر أن يزاحا     بغير فتنة فلا جناحا
فالتدافع بين الحاكم والمحكومين قضية طرفاها  اثنان هما :
– مستوي ظلم الظالم
– والخوف من الفتنة
 والترجيح بين الامرين قد يقع فيه الخلاف في التقدير لكنه في كل الاحوال لا علاقة له  بكونه كافرا أم ورعا تقيا وقد خرج بعض  المسلمين علي عثمان رضي الله لأنهم لم يرضوا بحكمه فلم يكفر السلف  أحدا من الطرفين وأمرنا بالوقوف بالحياد لعدم معرفتنا بحيثثيات ومناطات الموقفين
وقد قال النابغة الغلاوي
قلت ولا يرتد الا ما انشرح   بالكفر صدرا وسوي ذاك انطرح
 وقال  أيضا
قلت وقال شيخنا وخالي   عبد الاله بزمان خالي
لو حضر خليل بدلا   مراعيا طوارئا وعللا
 وما قرره العلماء من ضرورة عدم التكفير بالذنب بالنسبة لعامة المسلمين ينطبق علي خاصتهم  بما في ذلك حكامهم اذ التكفير من أمور الاخرة يستوي فيه الحاكم والمحكوم ولا عبرة فيه بالمقامات الدنيوية الزائلة
 ثم أن الحديث الوارد بشان افتراق الامة علي ثلاث وسبعين فرقة  و علي الرغم مما قيل قيه -وأنتم أدري بذلك بلا شك –  يدل علي ان كل هذه الفرق هي من فرق الاسلام وليست من فرق الكفر
أما قضية الفتنة بين الاحزاب  السياسية فتلك قضية أخري فصلها القرآن الكريم تفصيلا بقوله تعالي (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) [الحجرات : 9 ، 10
 أما قضية الجهاد فلا شك أنكم لا تعنون الجهاد بمفهومه الاصلي الذي هو  قتال الكفار لإعلاء كلمة الله ذلك لان الجهاد بهذا المعني له موانع شرعية وموانع موضوعية وأخري دولية  وإذا كان هو المقصود  فان اسرائيل  أحري بذلك من سوريا ؟
اعرف أنكم تعنون أن قتال الباغية  جهاد  كما نص عليه خليل في مختصرة غير أن التعريف  الذي ذكره ابن عرفة ينطبق بالقصد الاول علي الخارجين علي السلطان  واذا سلمنا بعدم صحة إمامة الاسد وبجواز خروج هؤلاء فهل تنقلب الاباحة الي وجوب ؟
وما هو حكم المقاتلين معه  ممن يرون أنفسهم مسلمين  يقاتلون البغاة ؟
بهذا التوصيف يكون  القاتل والمقتول كلاهما  في جهاد
وهذا باطل   لقادح  فساد الاعتبار وهو مصادمة النص الثابت وهو قوله صلي الله عليه وسلم (اذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول كلاهما في النار قالوا هذا القاتل فما بال المقتول  قال كان حريصا علي قتل صاحبه )
والشاهد في هذا كله  ان فتنة التكفير عندما تفتح لن ينجو منها العالم ولا التقي وسيصل أوارها الجميع  و ان الفتن   تفسد الاديان كما تفسد الاوطان 
هذه ملاحظات أولية أردت التذكير بها  فلا عبرة في الاسلام بكثرة القائلين ولا بكثرة الانصار (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ( [المؤمنون : 71]
صدق الله العظيم
 

شاهد أيضاً

الممثل المقيم للبنك الإفريقي للتنمية بموريتانيا في مقابلة مع “المرابع”: مشروع “RASME” هو حل رقمي للإشراف على المشاريع ومراقبتها وتقييمها عن بعد

على هامش ورشة العمل الخاصة بمشروع الإشراف والتقييم والمراقبة عن بعد(RASME) التي بدأت أمس الثلاثاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *