6 مايو 2024 , 15:22

إعلامي موريتاني يكتب : تريثوا….. إياكم والنقد العشوائي…

صحيح أن الكشف عن مواطن الجمال أو القبح في الأعمال الأدبية مهما كانت يسمى نقدا…

لكنه دون مجاملة علينا أن نتريث قليلا ..حتى نعرف من يحق له النقد …وكيف يكون ..

فالناقد عند أهل التخصص  يجب أن يكون على دراية تامة  وعلم واسع بما ينتقده

ويجب كذلك أن تكون له تجربة خاصة في المجال ..سيما إذا كانت المادة الأدبية المقدمة تتعلق بجماليات وتحسينات مضافة إلى رمز تليد من رموز البلد

على الفضاء الإفتراضي _والإفتراضي فقط _ تداول النشطاء إنتاجا أدبيا .. أتحفظ على  تسميته بالنشيد الوطني الجديد …مالم تكتمل إجراءاته التنظيمية والفنية  قبل تمريره على غرفة  البرلمان للمصادقة عليه

أنا أحسب نفسي مشجعا بالفطرة لنوابغ  أدبائنا  الذين لا مراء في خبرتهم وقدرتهم على النقد من أجل إنتاج أدبي أفضل .. لكني أعترض .. دون مجاملة ..على مايمكن ان أسميه النقد العشوائي في عالم الفيس بوك والتويتر …

لأنه يقينا نقد من أجل النقد ….يفتقد في غالبه  لأبسط معايير الإحساس بالوطنية ..وهي الضروري استحضارها في هذا المقام

وإن كان ولابد من تشويش ..أودردشة بمفهوم الانترنت فلابأس بلمسة ” الزر ” في أعلى الهاتف… للعودة ولو  قليلا  إلى الماضي القريب حيث فشلت فيها الأنظمة السابقة (كل الأنظمة )  التي همت آنذك بتغيير أبيات  النشيد الوطني الموريتاني ولم تفلح

ففي سنة 1977 حينما شكلت في تلك الفترة العصيبة  لجنة كفء لإعداد نشيد وطني  يرأسها وزير الدولة انذاك المكلف بالثقافة العلامة الشيخ عبد الله ولد بيه وبعضوية المرحوم العلامة الشيخ محمد سالم ولد عدود والمرحوم العميد محمدن ولد سيد ابراهيم والشيخ الخليل ولد النحوي..

هذه اللجنة أشرفت على مسابقة شارك فيها مايقارب 70 شخصا وللأسف  لم تتوفر الشروط المطلوبة في نصوص المتسابقين  ولم تعتمد مشاركاتهم

محاولة أخرى لم توفق  كانت سنة 1986 حيث امر الرئيس انذاك وزير الثقافة باعداد نشيد وطني بديل ….

ثم جاءت محاولة سنة 1990 في عهد المرحوم العلامة  محمد سالم ولد عدود وهو وزير انذاك ،وانتجت ثلاث اناشيد لم يعتمد منها واحد …..

اضافة الى المحاولة الرابعة في سنة 2001 وكلف به اشخاص ولكن حالت امور دون اعتمادها الى ان جاء القرار معززا بعزيمة من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وبإرادة من الشعب الموريتاني الذي صوت بأغلبية ساحقة على الإصلاحات الدستورية وكان من أهم هذه الإصلاحات  ختم الدولة والنشيد الوطني حيث كلفت هذه اللجنة باعداد النشيد الوطني في نسخة جديدة حسب الطلب وقد شكلت الدولة  لجنة خاصة من العيار الثقيل تتكون  من 28 شخصية مابين شاعر واديب واكاديمي ناقد أدبي ضمت جميع الولايات، اضافة الى انه سبيكة لمجموعة من مختلف الاناشيد التي تغني للامجاد والاعتزاز بالارض والمقاومة والتضحية من اجل البلد والاعتزاز بالقيم الدينية والاخلاقية والشهامة والكرم وغير ذلك من المعاني النبيلة… أنهت كوكبة الشعراء مهمتها النبيلة ..وقدمت المنتوج من  بديع الشعر العربي الشنقيطي القح ..

احترم وأقدر وأشكر كل من يعلق على مسودة النشيد المتداولة .. لكني أتساءل حائرا… إذاكانت موريتانيا نالت باستحقاق وجدارة لقب (بلاد المليون شاعر) … فهل دخل  الباقي من مجموع السكان ميدان التربص لنيل اللقب الجديد (أرض المليوني…. ناقد )………؟

الاعلامي :المختارباب احمدو

شاهد أيضاً

في  انتظاركم يا صاحب الفخامة / يحي ولد عبدو الله  – دبلوماسي

فى الحادي عشر من الشهر الجاري ستكون مدينة كيفه عاصمة ولايتنا الحبيبة لعصابة على موعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *