20 مايو 2024 , 20:27

يان ماكيوان.. حروبٌ باردة بين الذات والآخر

09
الهزيمة الكبرى تبتدئ من الداخل، وذلك حين يفشل المرء في التواصل مع الآخر، والإفصاح له عن مكنوناته بغية تلافي أيّة إشكالية قد تنشأ بينهما، وما يتبع تلك الهزيمة يكون أصداء لها، لأنّ المِحن لا تُجزّأ، ولاسيّما حين يرضخ أصحابها للارتهان لسطوتها ويفقدون أيّة رغبة تالية لاستعادة التصالح مع الشريك. ربّما تكون هذه جوانب من مرامي الروائيّ البريطانيّ إيان ماكيوان (1948) في روايته “على شاطئ تشيسيل” التي كانت قد وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة بوكر البريطانيّة.

يتناول ماكيوان في روايته -التي ترجمتها راغدة خوري ونشرتها “دار دال” السوريّة- السعي الحقيقيّ لتغيير مجرى الحياة، لا الانكفاء الذي يغيّر بدوره بشكل جذريّ، وذلك بعدم فعل شيء وترك الأمور للمصادفة والزمن كي يقوما بالمهمّة.

كما يدرس طرق تضافر مجموعة من العوامل الذاتيّة والموضوعيّة لتدفع مسارات الأمور والأشخاص، كأن تتداخل الخشية مع الغريزة والتقاليد والقيود الاجتماعية والتحفّظ ورغبة التحرّر، وتتطلّب البحث عن اللامألوف والتردّد في مساعي تحقيق الرغبات لأنّها قد تشكّل مصدر رعب متفجّر.

يتحدّث ماكيوان -الحائز على عدّة جوائز أدبية منها جائزة البوكر عام 1998- في روايته هذه عن القلق والآراء المؤرقة التي كانت سائدة حتى منتصف القرن العشرين.

ويركّز على الجانب المدمّر في العلاقات الشخصيّة والأسريّة، وهو الجانب الأعمى الذي يلقي بتداعياته الخطيرة على نفسيّات الناس وسلوكيّاتهم، ليؤكّد عبر استعراضه حالة بطليه والمسافة التي ظلّت تفصل بينهما على الرغم من القرب المكانيّ، أنّه لا بدّ من مدّ جسور التواصل والتعبير عمّا يجول في الخواطر دون أيّ توجّس أو قلق لتجاوز المِحن والتمكّن من الانطلاق نحو الغد بعيداً عن القيود المرهقة.

شاهد أيضاً

انواكشوط: انطلاق الملتقى العلمي حول “الشباب في مواجهة التطرف.. موريتانيا أنموذجا”

اافتتح وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، السيد أحمد ولد سيد أحمد ولد أج، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *