19 مايو 2024 , 5:57

“لوموند”/ “دبلوماسية الفوسفاط” وراء نجاحات جولات الملك المغربي بإفريقيا

سلّطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء من جديد على التحركات المغربية الأخيرة التي قام بها الملك محمد السادس في عدد من البلدان الإفريقية، كاشفة عن وجود خيط ناظم بينها يتمثل حسبها في اعتماد المملكة على ذراعها الاقتصادية القوية المتمثلة في مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط “OCP” ضمن غالبية الاستثمارات التي أُعلن عنها خلال الزيارات الملكية الأخيرة.

الصحيفة الفرنسية توصلت، من خلال متابعتها الدقيقة لمختلف المحطات التي مر منها الجالس على عرش المملكة المغربية خلال الأيام الأخيرة ضمن زياراته المتعددة، إلى الإقرار باستعمال المغرب لورقة الفوسفاط من أجل تحقيق اختراق بالقارة السمراء والتمكن من بسط تأثيره على العديد من العواصم الإفريقية؛ وهو ما جعلها تصف التحركات سالفة الذكر بـ”دبلوماسية الفوسفاط”.

وركز المنبر الإعلامي ذاته على الاستثمارات المتعددة التي أعلن عنها المغرب على هامش الزيارات الملكية الأخيرة، في مقدمتها خلق مركب ضخم لإنتاج الأسمدة بإثيوبيا بقيمة مالية بلغت 2.4 مليارات دولار موزعة على خمس سنوات، إضافة إلى الاتفاق الذي أبرمه “OCP” في نيجيريا مع مجموعة ” Dangote” المحلية، القاضي بإنتاج مليون طن من الأسمدة في أفق سنة 2018؛ وهو المشروع الذي سيسهم فيه الجانب المغربي بحوالي 1.2 مليار دولار.

حضور المؤسسة المغربية في العديد من البلدان الإفريقية اعتبرته “لوموند” نتيجة لسياسة المسؤولين في البلاد، مشيرة إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط تحول من “حافظة أموال” كانت مخصصة لسد ثغرات الاقتصاد المغربي إلى “جوهرة الاقتصاد المغربي”، وفق تعبيرها؛ وذلك منذ التغيير الذي حصل على رأس قيادته، بتغيير الرئيس المدير العام، الذي رافق الملك محمد السادس في أغلب الزيارات التي قام بها في القارة

“الذراع الاستثمارية الجديدة للمغرب” في إفريقيا، التي بلغ رقم معاملاتها 4.9 مليارات دولار، وفقا لما أوردته الصحيفة الفرنسية، سيصبح ممثلا في حوالي 14 بلدا إفريقيا، حيث سيرسي سلاسل للتوزيع الإنتاج المحلي من الأسمدة، في وقت يفاوض فيه مسؤولو المكتب حوالي 5 بلدان أخرى تتوفر على ثروات طاقية من أجل تشييد محطات ومركبات للإشراف عليها وتطوير عملية الإنتاج بها، وفقا لما نقلته الصحيفة على لسان أحد المسؤولين من داخل “OCP”

وجاء في المقال التحليلي، الذي نشره المصدر ذاته، أنه بالإضافة إلى التأثير السياسي للمؤسسة المغربية، فإنها استطاعت بفضل استثماراتها نقل خبرات وتجربة مخطط المغرب الأخضر إلى العديد من بلدان القارة، التي تعاني مشاكل في تطوير وتنمية القطاع الفلاحي، موضحة على لسان أحد المسؤولين في البنك الإفريقية للتنمية أن “الإستراتيجية، التي يتبعها المغرب في المجال الفلاحي، تعد نموذجا للتنمية في إفريقيا”، على حد تعبيره

شاهد أيضاً

ولد الطيب : الحكمة والمسؤولية سمات لازمت قيادة حزب التكتل

بسم الله الرحمن الرحيم.لم أتفاجأ بالقرار الصائب الذي اتخذه حزب التكتل بدعم المرشح فخامة الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *