6 مايو 2024 , 11:01

الملك ألمغربي مدّ اليد للجزائر وخطابه وُجّه للشعوب “قراءة تحليلية”

الشعوبحمل الخطاب الملكي في الذكرى الـ63 لثورة الملك والشعب رسائل عديدة موجهة إلى محيط المغرب الخارجي، وتحديدا القاري، خاصة الجزائر وعواصم إفريقية أخرى، تتضمن إشارات ود وتعاون وتأكيد على أن “مصلحة المغرب من مصلحة إفريقيا، ومصيره لا يمكن أن يكون بدونها”

الإشارات التي تضمنها الخطاب الملكي وإن كانت موجهة إلى الخارج، فإنها لقيت أيضا صدى في الداخل لدى بعض الفاعلين السياسيين والحزبيين الذين أجمعوا على كون الخطاب الملكي قد فتح الباب أمام الجزائر من أجل إعادة إحياء الماضي، ووضع حد للحاضر المتأزم

بعض من هذه الإشارات التقطها نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وزير التعمير وسياسة المدينة، الذي قال إن “الخطاب الملكي تميز بالجرأة والشجاعة في مد اليد للجزائر، والتأكيد على أنه ليس من المحكوم على الشعبين أن يظلا في هذه الوضعية”، مضيفا أن “الصواب هو بناء علاقة جوار وتضامن بين الشعبين الجارين كما أكد على ذلك خطاب الملك أمس”

بنعبد الله أوضح، في تصريح لهسبريس، أن الخطاب الملكي الأخير “يأتي في اتجاه آخر عكس ما كان يسير عليه المغرب، من خلال تكسير الصورة النمطية للعلاقة بين المغرب والجزائر القائمة على الاتهام والاتهام المتبادل”

وفي تعليقه على مضامين الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، أكد بنعبد الله أن خطاب أمس “يحدد مكانة المغرب في محيطه، ويعكس إرادة ملكية تؤكد على رغبة عميقة بأن يكون للمغرب محيط آمن ومؤمّن، يبدأ بعلاقة مطبعة مع الجزائر، قوامها التضامن الذي ساد فترة النضال السلمي”، في إشارة إلى استحضار الملك الدعم المادي والمعنوي الذي قدمته المقاومة المغربية للثورة الجزائرية

الخطاب الذي خصص الملك محمد السادس جزء كبيرا منه للحديث عن العلاقة مع إفريقيا، اعتبره الأمين العام للـPPS “فرصة للتأكيد على دور المغرب في أمن محيطه والمنطقة، من خلال نسج علاقات متينة مع البلدان الإفريقية”، مضيفا أن “كلام الملك أكد ارتباط المغرب مع قارته الإفريقية ليس كغاية، وإنما كامتداد لهوية المملكة وجزء من الشخصية المغربية”، يورد بنعبد الله.

من جانبه، وصف امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، رئيس جهة فاس-مكناس، خطاب الملك محمد السادس، أمس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، بـ”الخطاب القوي الذي يتوجه إلى الشعوب أكثر ما يتوجه إلى الحكام”

واستخلص العنصر، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، ثلاث رسائل اعتبرها “جد مهمة”؛ في مقدمتها “الإشارات الموجهة إلى الجزائر والمتعلقة بالاتحاد المغاربي والمنادية بإحياء الشعلة التي كانت بين المقاومتين المغربية والجزائرية”، فيما حملت الرسالة الثانية “إشارة واضحة من الملك حول موقف المغرب من انتمائه لإفريقيا، بتأكيد الخطاب على كونها مسألة غير ظرفية، وإنما شعورا متجذرا لدى المغرب بالتضامن ودوره في تنمية الإنسان الإفريقي، وهو ما تبلور في تعامل المملكة مع المهاجرين الأفارقة، رغم كون المملكة بلدا مصدرا للهجرة”، يورد المتحدث ذاته

“الرسالة الثالثة موجهة إلى الشباب المغربي المقيم بأوروبا، يوضح من خلالها الملك مجموعة من المفاهيم حول الجهاد والإسلام الصحيح”، يقول العنصر في تعليقه على مضامين الخطاب الملكي، مضيفا أن “الخطاب جاء لمحاربة المغالطات والفكر الظلامي الذي يسود في أوروبا والعالم، والذي يستغل صورة الإسلام في العمليات الإرهابية”

أيوب التومي / صحافي متدرّب

شاهد أيضاً

موريتانيا تشارك في معرض باريس للصناعة التقليدية في نسخته 120.

شاركت موريتانيا أمس السبت في معرض باريس للصناعة التقليدية في نسخته 120 المنظم بمشاركة عدد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *