28 مارس 2024 , 14:42

تسعون هيكل للكاتب والدبلوماسي كلوفيس مقصود

03
نستذكر اليوم بلوغ محمد حسنين هيكل عامه التسعين ونتوقع منه، في هذه المناسبة وفي هذه اللحظة التي تتعثر فيها حيوية حراك الجماهير في العديد من أقطار الأمة العربية، توفير مرجعية واضحة تضبط المسيرة.
أجل إن محمد حسنين هيكل الذي طالما أثبت مصداقية خطابه وفاعلية استيعابه للمتغيرات بهدف ضمان حرمة الثوابت القومية، نتوقع منه أن يبقى مرجعية تفسر صلابة الالتزام وحيوية العطاء.
لقد عودنا هيكل على أسلوبه الذي جعل الثوابت قادرة على التكيف مع المتغيرات، كما أن هيكل هو أحد الضمانات الحاضنة للتراث القومي للرئيس جمال عبد الناصر بكل ما ينطوي عليه من عطاء سخي ونجاحات تاريخية. كما أن هيكل جعل هذا الإرث مستمرا في الذاكرة مما يدفع ملتزمي الوحدة العربية إلى ممارسة نقد الذات.
ان إرث عبد الناصر غني لدرجة ان الاخفاقات التي حصلت تبقى في الذاكرة. ولعل إحراق مكتب هيكل في برقاش واستيعاب هيكل لفداحة الأمر يشيران إلى إنسانية ملهمة يتجاوز فيها أي شعور بالانتقام ويبقى حزنه العميق شاملا لهؤلاء الذين قامو بالجريمة، أملا منه أن تبقى الإنارة متفوقة على الإثارة.
ان التجربة الناصرية تبقى بمثابة خميرة تعود إليها جماهير الأمة لاستعادة الكرامة القومية المهدورة، ومن الضروري ان ينطوي الحراك القومي على ضرورة تأمين المساواة وحرية المواطنين، كما توفير نظام تستقيم من خلاله العدالة الاجتماعية.
ان اطلالات هيكل في السنوات والأشهر القليلة الماضية، تشير إلى شباب مستمر مع ترافقها لشيب ملازم للتسعين. في هذه المرحلة من التخبط والافتقار لمرجعيات موثوقة، كما عدم استقامة العلاقات العربية ـ العربية وانتشار التمييز العرقي والديني. كل هذا يبقى بحاجة إلى التصويب والتصحيح، والحيوية التي اختبرناها موقتا بما وصف «الربيع العربي». كان الربيع العربي ظاهرة صحية تشير إلى رفض كامل للاستبداد، لكن هذه الحيوية بحاجة ملحة إلى مرجعيات موثوقة وأحد أبرزها هو من نحتفل بميلاده التسعين ونُكرم، «عقبال المائة وأكثر.».

شاهد أيضاً

ما أصعب أن تُقاوم على جبهتين! / محمد الأمين الفاضل

منذ فترة ليست بالقصيرة، وأنا تترسخ لدي يوما بعد يوم قناعة مفادها أن هناك ضرورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *