28 أبريل 2024 , 7:51

قيادة البوليساريو تمثل مصالح الجزائر وليس الصحراويين

الصحراء00تدفع الأحداث الدامية التي يعيشها جنوب السودان في الوقت الحالي إلى التأمل في ما تؤول إليه أوضاع الدول التي تخرج من رحم انقسامات دول أخرى أو الانفصال عنها

وإن كان جنوب السودان شهد مرحلة انتقالية دامت خمس سنوات بعد مفاوضات عسيرة، وعرف هدوءا نسبيا، إلا أن الصراعات بدأت تطفو إلى السطح على شكل مواجهات مسلحة من أجل السلطة بين أنصار الرئيس سيلفا كير وأنصار نائبه الأول رياك مشار

ومن طبيعة الحال فإن تدخل مجلس الأمن، ومطالبته بوقف إطلاق النار وبنشر المزيد من قوات حفظ السلام أو القبعات الزرق في جنوب السودان، كل ذلك يظهر مدى تعقد الأوضاع الميدانية، ويؤكد بالواضح تحول الانفصال عن السودان من صراع شمال –جنوب مع الخرطوم إلى صراع جنوب-جنوب بين المنتمين إلى الدولة نفسها، مع كل ما يرافق ذلك من ضحايا أبرياء يقدر عددهم بالمئات

إن نتائج الانفصال في الدول الإفريقية عادة ما تذهب في اتجاه صراعات مسلحة تمتد لسنوات وعقود، لذلك نجد أن بعض الدول بدأت تنتبه إلى هذه النقطة وأصبحت لا تنساق وراء دعوات الانفصال التي عادة ما تكون مقدمة في شكل مطالب فئوية ضيقة بغطاء حقوقي زائف

ولعل خير مثال على ذلك هو سحب دولة زامبيا لاعترافها بكيان خيالي أطلقت عليه البوليساريو اسم الجمهورية الصحراوية، وهي خطوة حكيمة لا شك أن دول أخرى ستحذو حذوها تغليبا للتاريخ وللعقل والمنطق، خصوصا مع قيادة البوليساريو الجديدة التي أظهرت نواياها العدوانية منذ اليوم الأول من تعيينها من قبل الجزائر

في هذا السياق، أصبحت للمغرب أوراق كثيرة للتضييق على القيادة الجديدة للجبهة من أجل جني المزيد من الاعترافات الدولية بشرعية موقفه في قضية الصحراء، والوصول إلى فك الحصار المفروض على إخواننا في تندوف

قيادة البوليساريو الحالية تمثل مصالح الجزائر وليس الصحراويين، ما يؤكد أن الجارة الشرقية طرف في الملف وليست محايدة كما تدعي؛ كما أن الاستقرار الذي تحتاجه المنطقة والعالم من أجل محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والاتجار بالبشر والمخدرات والسلاح يقف على حل مشكل الصحراويين المحتجزين في تندوف وطي الملف بشكل نهائي

ومن أجل هذه الغاية فإن التحرك في إفريقيا يبقى خيارا إستراتيجيا من أجل الترويج لوجهة النظر المغربية بالاعتماد على الحلفاء التاريخيين والجدد للمملكة، وما تحظى به من احترام وتقدير وما تمثله من نموذج يقتدى به في مختلف الجوانب وتدبير الاختلاف بين الفرقاء.. وبالنظر إلى أهمية الجانب الاقتصادي فإن التعامل مع مختلف الدول الإفريقية بمنطق رابح –رابح وتدعيم مسلسل التعاون جنوب جنوب أمر أساسي من أجل الانفتاح والازدهار

ويبقى للحضور بقوة وكثافة في جميع الملتقيات الإفريقية، سواء تعلق الأمر بملتقيات بين الدول أو المنظمات الإقليمية، دور مهم في خلق صداقات جديدة وعقد شراكات متينة، تدعم الموقف المغربي وتقطع الطريق على الأطروحة الانفصالية، ولا تدع مجالا للشك في أن مستقبل إفريقيا مغربي ومستقبل المغرب إفريقي

عبد الله بوصوف

الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج

شاهد أيضاً

ولد عبد العزيز: “الخلاص قريب” وأدعو المواطنين للإنضمام لي

الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز أن “الخلاص قريب”، داعيا المواطنين الموريتانيين للانضمام له …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *