2 مايو 2024 , 11:43

افتتاحية المرابع ميديا : التساقطات المطرية بين حسابات الحكومة وخصومها

1

لم تكن حكومتنا الموقرة، التي فاخرت مواطنيها ودول جوارها، بما تسميه ثورة الانجازات، لتنام قريرة العين ومرتاحة البال، وهى ترى أوراقها الثمينة تتساقط كأعجاز نخل هوت بها رياح صرصر عاتية لا تبقى ولا تذر.

ففي مناخ صحراوي متقلب ومضطرب، لا يرحم ولا يعطى مجالا لالتقاط الأنفاس، جاءت كارثة الأمطار في التوقيت الخطأ، لحكومة آلت بأيمان مغلظة  على  نفسها، أن تجرى انتخابات تشريعية وبلدية ستكون حاسمة ومفصلية، وأن تنافس خصومها بقوة في ساحة النزال الانتخابي، وتكره الخصوم والأصدقاء على السواء بالتوقيت الذي تراه مناسبا.
اليوم جاءت الأمطار الجارفة بما لا تشتهى الحكومة، وانهمرت السيول، في عدة مناطق لتخلف خسائر مادية معتبرة في الممتلكات ما جعل تلك المناطق حسب المختصين تعتبر منكوبة.
فكيف ستتعامل الحكومة مع وضع معقد كهذا، يحتاج إلى إستراتيجية تنموية متكاملة الأهداف والبرامج، والى إمكانات مادية معتبرة، وليس إلى الخطب الإنشائية والعنترية، التي لا تطعم جائعا ولا تغيث منكوبا.
أم ستعيد إلى أذهاننا لازمتها الممقوتة ” إلقاء المسؤولية على التراكمات”؟
وهل يمكن بعد اليوم أن يتحفنا أي أحد من قادة الأغلبية بإنجازات النظام في مجال الطرق، التي ذابت في لحظة عين عند القطرات الأولى للمطر؟
ثم ما مصير الانتخابات التي ملأت الدنيا وشغلت الناس؟ وكيف يكون لها معنى في بلاد تقطعت أوصالها بفعل الأمطار؟
وهل يمكن لفعل كارثة الامطار أن يكون دافعا لتوحد الجهود والآراء، حول خطة إنقاذ عاجلة ومدروسة بتوافق كل الفرقاء ما ينسحب بعدئذ على باقي الملفات العالقة ؟ أم أن مصائب الأمطار على الحكومة، ستنزل فوائد وأرباح لخصومها، يتباهون بها على رؤوس الأشهاد؟

شاهد أيضاً

حزب تواصل يرشح رئيسه للانتخابات الرئاسية نهاية يونيو المقبل

أعلن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل”، مساء الأربعاء ترشيح رئيسه حمادي سيدي المختار في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *