28 أبريل 2024 , 16:47
CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v62), quality = 75

سقطت هيبتنا!!

CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v62), quality = 75
CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v62), quality = 75

كتب المسيو أولد سيدي… نصا بلغة كبولاني أطول من ليلة بلا عشاء، تقعر فيه (IL s’est troué dans le texte) راجع قاموس أولد سيدي هيبا للترجمة. أرسل المطولة إلى موقع (صرخة الدم)، ثم جلس أمام ماكينته يعد القراء.. أصابه الضجر، وغزاه النعاس،

وأحس بتصلب الشرايين لطول ما قبض أصابعه العشرة في انتظار القارئ الحادي عشر… ولما يئس قرر الاستعانة بأملاز من الضفة الأخرى، ينقل النص إلى “الأربية”… وحين استوت “الخلطة” أسرع بها إلى “الحالات المستعجلة”…

كان المستعمر يستعين بمن يجيد لغات المحليين لضمان وصول رسائله إليهم، أما المسيو أولد سيدي فينظّر للموريتانيين في حياتهم بلغة كبولاني!!! أنتج أملاز أولد سيدي بربرة تمزج بين حروف العربية ومعاني الفرنسية ليحدث قراءه الافتراضيين عن “مأوى تحاوري”، ويجعل القربان مرادفا للطوطم، في استعراض كرنفالي لثقافته “اللارج” والمتنوعة…

ويستطرد أولد سيدي في لغته المزدوجة ليحدثنا عن “الريئال بوليتيك”، قاصدا “الواقعية السياسية”، لكنه مال إلى الاحتفاظ بالأصل الفرنسي لاعتقاده أنه أكثر دلالة على علو كعبه الثقافي من استخدام المصطلح العربي (مقطوع نعالة)…

يصل أولد سيدي إلى “حتى” التي مات سيبويه وفي نفسه شيء منها..”وحتى من دعاة المحللين…” سمعنا من قبل بدعاة الحرب، ودعاة السلم… أما “دعاة المحللين” فهي اختراع يسجل باسم المسيو أولد سيدي، لجأ إليه “لتخويف النفس غير الضار، أو لطرد أرواح شريرة…” إلى هذا الحد انتهى الابداع اللغوي، لينتقل “المحلل” إلى استعراض شروطه السياسية على طريقة عادل إمام في “زوج تحت الطلب”. فيحدثنا عن “السياسة الطبيعية” تمييزا لها عن الصناعية، و”اللعبة الديمقراطية” (أل امدكلاري فيها)، “فالحكومة المنتخبة بشفافية” وهي اختراع جديد يسجل إلى جانب “دعاة المحللين” باسم الفقيه الدستوري أولد سيدي…

ينتقل المسيو أولد سيدي من منافسة عادل إمام إلى تقليد الحاوي في جامع الفناء..”ها هو ذا يخرج من قبعته أرنب الحوار”… إذا كان الحوار أرنبا فماذا يكون اللاهثون خلفه؟ وصاحبنا ليس منهم، فلديه انشغالات أخرى على رأسها”…ضمان سلامة المؤخرة،…” لا داعي للقلق، فلم يصلنا بعد “هيش توبيرا Pour tous “، “نحن إذن بعيدون عن النفاق، والتورك… في السياسة كما يعرف كل أحد…”

يفرغ المسيو “Sa lie  “على “الحكم العسكري” فيعتقد القارئ أنه كان وزير إعلام سلفادور اللندي، أو سفير مصدق لدى التاج البريطاني، ولم يكن من دعاة “…النزعة البيعية الشرائية والفساد، وسوء التسيير…”، ونذكره “دون التركيز على الماضي” أن “الانقلاب الدائم” عنوان كتاب لفرانسوا ميتران لا ينبغي توظيفه دون نسبته إلى صاحبه… أما “هدر الأموال العمومية والنهب العلني” فقد ازدهر حين كنتم في المسؤولية تأكلون التراث أكلا لما.. حسب ما يتواتر من الروايات المتطابقة، فضلا عن ما ذكره “إعلام معين معروف” كنتم وزيره، ورئيس سلطة تنظيمه، تصفون الرسمي منه ب”الوضاعة”، وتلجئون اليوم إلى “حالاته المستعجلة” بحثا عن “مأوى”.. فعلا، لقد سقطت هيبتنا.

محمد الأمبن ولد اسويلم- إطار في وزارة المياه، وقيادي في الحزب الحاكم

شاهد أيضاً

الْمَقْصُورَةُ فِي الْمَسْجِد.. / القاضي أحمد ولد المصطفى

المقصورة في المسجد : باستغلال، وجمع مختصر للغاية بين كلام اللغويين والفقهاء هي مكان يُتَّخَذُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *