21 مايو 2024 , 11:21

إلى نابش القبور../ الإعلامي محفوظ ولد الجيلاني

جيلاني00

هل ثمة من توقيت بين هجوم المجلة الفرنسية اليسارية المسيئة ” شارل ايبدو” على الطفل السوري الشهيد أيان عبد الله الكردي ..وبين تهجم الصحفي وديعة على شهيد العمل الخيري والإنساني احمدو ولد عبد العزيز رحمه الله .. هل الأمر صدفة ام ان الشر والتطرف والحقد ينبعان من مشكاة واحد..مجلة شارل ابدو اليسارية والتي عرفت باساءاتها على الرسول الكريم صلى الله عليه وسل
واثارت غضب المسلمين عامة تتطاول اليوم على الطفل السوري الشهيد فتتهمه في رسم كاريكاتوري لها نشرته بانه سيتحرش بالنساء الالمانيات اذا كبر و لو لم تكن الامواج قد لفظته على شواطئ البحار ..
وقد نشرت الرسم دون اعتبار منها لقيم الانسانية او لحرمة الموتى تماما كما هو الامر مع الاخواني وديعة وتنظيم الاخوان الذي قرر باسمه التهجم على شهيد العمل الخيري المرحوم احمدو ولد عبد العزيز في اساءة قصدية للشاب الشهيد و من دون ايلاء أي اعتبار لحرمة الموتى ولا لمعايير حدود الشهادة في الشرع ، والطامة الكبرى ان هذه الجماعة تنطلق من ” خلفية” اسلامية بعكس شارل ابدو التي لا تدعي هذا الفضل
ونحن نحسبهم مسلمين لكنهم بهذا الاسلوب انما يحيدون عن الطريق المستقيم ويضعون الاسلام واحكامه خلفهم بدل ان يكون خلفية لهم ..
ففي الحديث الشريف “اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم”.. وايضا” ” لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ” ..فكيف يرضى الاخواني وديعة لنفسه ان يحفر الارض ويتبع هذا الشاب الخلوق في قبره ليسيء اليه ويتهمه بلادليل وهو الذي شهد له الناس بالاخلاق الفاضلة والمعاشرة الطيبة العبقة وبالتواضع والابتعاد عن المظاهر كيف ينتهز هذه السانحة لينفث سمومه بحق شخص صار في دار الآخرة ولم يعد بيننا ليدافع عن نفسه وهو الذي قدم الى ما قدم. ولماذا يخبئ التهجم الى هذه اللحظة.. لماذا لايثير القضية فور رحيل الشاب بدل من انتظار الوقت “المناسب” لنفث السموم وتفجير الحقد الدفين بحق شخص غاب عن دنيانا ولم يعد بيننا واجمع الناس على فضائله؟..
هل هذه هي اخلاق الاخوان المتأسلمين وهل هذا هو اسلامهم النموذجي وتعاليمهم في الاخلاق ومعاملة الموتى.. ألأنكم تعارضون الرئيس والنظام ترتكبون هذه المحاذير الشائكة بحق الدين وانفسكم؟..ما جريرة هذا الشاب الخلوق الطيب أحمدو ولد عبد العزيز رحمه الله وكيف تسمح لكم ضمائركم بالتطاول عليه بهذا الشكل المنحط والسخيف وغير الانساني وهو الذي مضى الى جوار ربه
وأي دليل على ثرائه وتعديه على المال العام كما زعمت؟ اليس هذا زعما باطلا يحتاج الى دليل واثبات.. الم تعلم حدود الشهادة هل نسيتم حديث الحبيب المصطفى عندما جاءه رجل يسأل عن حدود الشهادة ..فخرج به واراه قرص الشمس في كبد السماء او كما في الحديث مما يعني ان الشهادة تتطلب ادلة مقنعة والا تكون مجرد اتهامات باطلة وترديد ببغائي لما يردد في صالونات ومكاتب مجموعات حاقدة .. الم تدر قوله سبحانه وتعالى في جواب اهل النار ” ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين ” ولاني احسن الظن بك باخي وزميلي وديعة فاني احذره من الا يكون من الخائضين وان يحذر على نفسه من هذه الاتهامات التي يملك لها دليلا..

ثم ان شهيد العمل الانساني والخيري لو افترضنا جدلا انه يملك مالا الا يمكن ان يكون من باب العاملين عليها انظر الى قوله تعالى ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ “صدق الله العظيم
لقد كان حريا بالتنظيم الاخواني عدم الإساءة إلى الآخرين بهذا الشكل وعدم اتهامهم في ذممهم المالية بالتزوير والكذب خصوصا وان مظاهر ثراء قادة هذا التنظيم تضع اكثر من سؤال حول اسبابه ومسبباته.. من الغريب جدا ان يكون قادة هذه الجماعة الذين يشرفون على مدارس ومؤسسات ومعاهد ويملكون أموالا تفوق حدود المنطق.. هناك مشايخ هذا التنظيم وقادته يسبحون في بحيرات من المال المشبوه ويدخلون من حين لحين قصور الملوك والامراء وقادة الدول بعد ان استولوا على دول وأوطان الم تقرؤوا وصف المؤرخ الموسوعة ابن خلدون لهم عندما قال:” اذا رأيت رجل دين لديه ثروة بدون تجارة واضحة فاعلم ان له هدف غير الدعوة والتعليم وأشهرهم ما يسمى بعلماء السلاطين” لنتهى الاستشهاد
لقد كان حريا بالأخ وديعة او من يكتب لأجله عدم التطاول على الموتى وانتهاك حرماتهم تماما كما فعلت مجلة شارل ابدو والتي يبدو انها تصدر من نفس المشكاة التي منها الاخوان.. وان لا يكون نباشا للقبور,, فويل لنابش القبور من القبر وعذابه

شاهد أيضاً

محمدن ولد عبدالله يكتب : عندما تعطي القوس باريها

تابعت عن كثب مقابلة الناطق الإعلامي باسم  اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الدكتور محمد تقي الله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *