“مبدأ” ينظم ندوة حول علاقة القبيلة والدولة في موريتانيا

نظم مركز البحوث والدراسات الإنسانية “مبدأ” ندوة مساء السبت تحت عنوان: الدولية والقبيلة في موريتانيا أية علاقة؟

وتناول الموضوع كل من الدكتور الحسين ولد مدو، والدكتور البكاي ولد عبد المالك، والدكتور أبو العباس ولد ابراهام، بالإضافة إلى المحاضر الرئيسي الدكتور بدي ولد ابنو رئيس مركز الدراسات الأبستمولوجية في بروكسل، الذي اعتبر أن القبيلة ظلت موجودة حتى في مجتمعات أوروبا واليابان وغيرها، إلا أنها تحضر بشكل مختلف في موريتانيا.

وأضاف ولد أبنو خلال محاضرته أن القبيلة التي كانت موجودة قبل قرنين ليست هي الموجودة الآن، وأن القبيلة في الشرق الموريتاني تختلف عنها في المناطق الجنوبية والشمالية، وهكذا.

ودعا المحاضر الثاني الدكتور والإعلامي الحسين ولد مدو إلى تنزيل المصطلحات التي استخدمها المتحدثون قبله إلى الواقع الموريتاني، مشيرا إلى أنه إذا كان التساؤل يُطرح حول بقاء الدين في المجتمع الغربي، فإنه بالمقابل يمكن أن يطرح السؤال: لماذا بقيت الدولة في موريتانيا؟.

واعتبر الدكتور الحسين ولد امدو أن الدولة في موريتانيا يحاصرها نفوذ القبيلة بمفاهيمها على حساب المواطنة، وبنشاطها الذي ينافس نشاط الدولة أحيانا، كما رأى أن النخبة يتم تطويقها لاستخدامها في أجندة السلطة والبنية الاجتماعية، حسب تعبيره.

من جهته قال المعقب الأول الأستاذ بجامعة نواكشوط الدكتور البكاي ولد عبد المالك إن البنية الاجتماعية التي ما زالت تحكم المجتمع الموريتاني هي بنية عمودية قائمة على الموروث وليس المكتسب كمحدد لدور المواطن ومكانته في المجتمع، ما يعني أنها ليست قائمة على علاقات أفقية تسمح بتحقيق المساواة الحقيقية والعدالة الاجتماعية، معتبرا أن ذلك هو العقبة الكبرى أمام بناء الدولة.

أما المعقب الثاني الدكتور أبو العباس إبراهام فقد أشار إلى أن السلطة أدركت في الفترة الأخيرة أن استعادة حزب الشعب لم تعد أمرا ممكنا، وهو ما جعلها تستحدث مجموعة أحزاب يتوزع بينهم دور حزب الدولة حتى تستطيع الإمساك من خلالها بالأطر الاجتماعية التقليدية التي توسعت وأضحت مستعصية على جمعها في حزب واحد.

تجدر الإشارة إلى أن الندوة حضرها لفيف كبير من الباحثين والمثقفين والطلاب الجامعيين، وأوجه من مختلف الطيفين السياسي والفكري.