3 مايو 2024 , 17:38

هل يستوعب هؤلاء الدرس البوركينابي.. أم ينتظرون المكنســة؟

درس

 

 

 

 

نجحت الطبقة السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الشعبية الحية ببوركينا فاسو في فرض رضوخ قادة انقلاب فيلق الأمن الرئاسي في البلاد لإرادة الشعب والتخلي عن سلاحهم، والخضوع للمساءلة القضائية.
وكان للمجموعة الإقتصادية لدول إفريقيا الغربية (إيكواس) بقيادة الرئيس السنغالي ماكي صال دور فاعل في حماية العملية الانتقالية التي كانت تتولى الإشراف عليها. كما كان انحياز القوات المسلحة البوركينابية، بكافة أركانها وفروعها، إلى جانب إرادة الشعب وثورته عاملا حاسما في إفشال الانقلاب على السلطة الانتقالية التوافقية التي اختارها البوركينابيون بإجماع طبقتهم السياسية وهيئاتهم المدنية.
وقد ولد نجاح الشعب البوركينابي في حماية خياره الوطني وإرادته الحرة أملا جديدا لدى باقي الشعوب الإفريقية التي ترزح تحت نير أنظمة حكم استبدادية ظلت تستهتر بإرادتها وخياراتها.
ففي الغابون، عادت جموع المتظاهرين إلى الخروج للشارع تعبيرا عن رفضهم لمساعي الرئيس علي بونغو أوديمبا لمراجعة دستور البلاد كي يتسنى له الترشح لعهدة ثالثة خلال رئاسيات 2016، فيما يكثف قادة الأحزاب السياسية مهرجاناتهم واجتماعاتهم بهدف وضع إستراتيجية سياسية لمنع الرجل من التلاعب بترتيبات القانون الأساسي.
وفي بوروندي يزداد الوضع توترا في ظل إصرار الرئيس بيار نكورونزيزا على تجاوز عائق الترتيبات الدستورية التي تمنعه من الترشح لأكثر من عهدتين فقط، قصد خوض غمار الاستحقاق الرئاسي المزمع تنظيمه في غضون نحو شهر من الآن.. وقد زاد من تعنته وإصراره على تحدي إرادة البورونديين فشل محاولة الانقلاب العسكري التي تعرض لها قبل نحو شهرين.
وفي جمهورية الكونغو ـ برازافيل، لا يفوت الرئيس دنيس ساسو نغيسو فرصة للدفع باتجاه إجراء استفتاء شعبي بغية تعديل البنود الدستورية المتعلقة بعدد المأموريات الرئاسية والتي تمنعه ـ في صيغتها الحالية ـ من الترشح مجددا للرئاسة. وأمام رفض قوى المعارضة السياسية الكونغولية لهذا المسعى، وإعلانها إنشاء إطار سياسي موحد يجمعها لهذا الغرض؛ عمد الرئيس نغيسو إلى تنظيم “حوار وطني بمن حضر”؛ يشارك فيه 500 شخص يمثلون حزبه وبعض الأحزاب الصغيرة الداعمة له ومنظمات وجمعيات غير حكومية وشخصيات تقليدية.. كما كثف من الإجراءات والقرارات الهادفة إلى استمالة فرنسا لدعمه في إيجاد صيغة دستورية تتيح له خوض غمار رئاسيات 2016، أو التغاضي عما يدبره، على الأقل..
وتشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة وضعية مشابهة، إذ ما يزال الرئيس جوزيف كابيلا يرفض التصريح بعدم نيته الترشح لعهدة رئاسية ثالثة؛ بينما تكثف القوى السياسية الموالية له من مساعيها إجراء تعديلات دستورية تشمل مراجعة البنود المتعلقة بعدد مأموريات الرئيس..
وقد تم تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى 27 نوفمبر 2016، بحجة عدم توفر الظروف المادية والأمنية لإجرائها في موعدها الأصلي قبل ذلك ببضعة أشهر.
ونقل مقربون من كابيلا عنه قوله إن الشعب هو وحده من يقرر ـ عبر استفتاء شعبي ـ إن كان يخق له الترشح لعهدة ثالثة أم لا.. وهو ما أثار مخاوف مبررة لدى خصومه السياسيين ولدى الرأي العام المحلي والدولي.
فهل تتكرر تجربة بوركينا فاسو في تلك البلدان من خلال ثورات “مكنسات” تزيح أنظمة الحكم المتعفنة الجاثمة على صدور تلك الشعوب منذ عقود من الاستبداد وغياب التناوب الديمقراطي على السلطة؟، أم أن ما يجري في بلاد “أرض الرجال الشرفاء” (بوركينا فاسو) يبقى حالة معزولة حتى إشعار آخر؟
ننتظر لنرى

شاهد أيضاً

البنك المركزي الموريتاني يحصل علي منحة مساعدة فنية من البنك الإسلامي للتنمية ( بيان) 

في إطار مواصلة تطوير ودعم التعاون المثمر بين البنك المركزي الموريتاني والبنك الإسلامي للتنمية وقع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *