3 مايو 2024 , 23:06

با أمادو يكتب / الحوار الوطني : لكي نحدد المسؤوليات

امدو

اختتمت اليوم الاثنين 15 ستنمبر 2015 بقصر المؤتمرات في انواكشوط اعمال الجلسات التمهيدية للحورالوطني الموسع التي من المفروض ان تكرس مسسلسل النقاشات واللقاءات وتتوج بإنهاء او علي الاقل التخفيف من العلاقة الصدامية بين المعارضة والموالات
ان نداء رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز للحوار من مدينة شنقيط و المحادثات التي تلتها بين الطرفين كان فرصة لكسر الجليد بين فرقاء المشهد السياسي.
فقد تم تشكيل لجان وعقد اجتماعات جمعت الطرفين و جرى تبادل الرسائل الا انه ، من الواضح ان الشكل الذي تم به استدعاء للجلسات التحضيرية قد ايقظ شبح الشياطين القديمة
تغيب المنتدي وتغيبت احزاب معارضة اخري عن هذه الجلسات التي تم افتتاحها من طرف الوزير الاول يحي ولد حدمين ونحن الان امام تحديا هام يتمثل في اعطاء الفرصة لكي يشارك جميع الفرقاء وإلا فاننا نواجه خطرالمونولوك الذي سيعيدنا للمربع الاول
إن هذه الفرصة التاريخية المتاحة للفرقاء السياسيين و ناشطي المجتمع المدني يجب، في نظري، ان تستغل الاستغلال الامثل.
يجب علي ساسة البلد تجاوز الحسابات الضيقة و المصالح الشخصية ووضع المصلحة العليا للشعب الموريتاني فوق كل اعتبار حتى تنتهي أزمة الثقة التي تمنع تقدم أي نقاش عام وجاد
ان الجميع متفق علي اهمية الحوار و استعجاله الذي سينقذنا من تفاقم أزمة الثقة و يتيح للجميع وضع قواعد اللعبة بصفة واضحة ونزيهة تتركز اخيرا مجهوداتنا لمواجة التحديات الحقيقية التي تواجه البلد و المتمثلة في التعليم، الصحة و البني التحتية، الخ…
ان اهمية الحوار بين الفرقاء تتجلي في اننا امام تحدي حقيقي لكي نواجهه لابد من مناخ لسياسي هادئ
ان هشاشة محيطنا المباشرة المهدد من قبل الجماعات الإرهابية ، ووحدتنا الوطنية التي تواجه وبصفة صارخة مطالبات الهوية على نحو متزايد، وشبابنا الذي يسعى لتبني مكانته المسلوبة ولعب دوره، وضعف النسيج الإجتماعي من خلال عدم المساواة والظلم المتراكم بسبب سوء الإدارة و التوزيع غير العادل لثرواة البلد منذ الاستقلال، كل هذه العوامل تفرض علي الجميع اخذ مسؤولياته التاريخية
كل هذه التناقضات جعلت من المناخ الاجتماعي الذي نغوص فيه غير موجه ولم نتمكن حتي الان من تنمية مجتمع مدني قادر علي لعب دوره وفرض الطريق الصحيح علي السياسيين تاركا لهم المجال لقيادة الوتيرة مما ادي الي هذا الاختلال الذي سيقودنا الي مأزق حقيقي
انه من غير المعقول منذ الاستقلال وحتى اليوم وجود طبقة سياسية وحيدة في البلد تقرر مصير شعب غالبيته العظمي مهمشة ومقصية من المشاركة في طرح رايها وافكارها فيما يتعلق بالقضايا الكبري للشعب والوطن
اليوم في هذا السياق، الاجتماعي و الاقتصادي غير المواتي من مسئولية الأغلبية الحاكمة عدم اتباع منطق المعارضة التي تسعي ان تدفع الحكومة على ارتكاب المزيد من الاخطاء و ارتكاب ما لا يمكن اصلاحه . المعارضة التي ينبغي ، في بيئة سياسية صحية وهادئة ان تتفرغ للنقد البناء و التحقيق في الوعود الانتخابية و البرنامج الذي انتخب عليه رئيس ألجمهورية و المطالبة بتعميم الحكم الرشيد و ارساء دولة القانون .
ولكنني اشعر وللاسف من خلال متابعتي لتصريحات وبيانات المعارضة انها لاتركز علي النقد البناء بل تفضل التركيزعلي الاثارة والقفز علي الحقائق وترويج الاشاعات الهادفة الي النيل من سمعة رئيس الجمهورية وطنيا ودوليا
معسكر ألأغلبية الحاكمة لايخلوا هو الاخر من لعبة الإثارة وتضخيم كل مامن شانه المساس بسمعة قادة المعارضة حتي انه احيانا يصل الي الغطرسة التي لا مبرر لها
بهذه الطريقة تنحرف احزاب الاغلبية الحاكمة عن سكة القطار المتمثلة في التركيز علي الانجازات و النقد الذاتي و التهدئة و كل مامن شانه ان يلطف الاجواء من اجل حوار بناء وهادف
عبر وسائل اعلام حرة و مفتوحة للجميع و في متناول الجميع نشاهد و نستمع الي الاهانات ،و البيانات والنشرات التي لا تساعد بأي شكل من الأشكال إنشاء مناخ من التهدئة
ان هذا السلوك غير الايجابي سيترتب عليه بعض المخاطر و اعتقد انه ايضا ضد ارادة رئيس الجمهورية محمد ولدعبد العزيز الذي يتبنى حوار بدون تابوهات ولاخطوط حمراء
آن الاوان لكي نتحمل جميعا مسؤولياتنا ونخرج انفسنا من دوامة التموقع التي لا تفيد بأي حال من الاحوال مسلسلنا الديمقراطي
ان هذه الفرصة الفريدة للقاء يجب ان تستغل لكي نبدأ سريعا حوار حقيقي بين اقليتين تعفن مناخنا السياسي و تجعل غالبية الموريتانيين مثل ”جماهير اليأس “‘
ومن هذا المنطلق فإن الشباب الذين يمثلون دائما الغالبية العظمي لمناضلي الاحزاب ألسياسية عليهم اخذ مسؤولياتهم و دفع زعمائهم الي المشاركة فورا في الحوار.
انه من غير المقبول ان يكون الشباب الذين هم امل الغد مع كل المؤهلات التي يمتلكونها، ان يكونوا ابواقا من خلال لجان “اعلامية للدفاع “عن مواقف لا يبررها غير اعتبار شخصية و شكلية جدا.
لقد استطاع الشباب علي امتدا تاريخنا السياسي ان يكون دائما علي مستوى الحدث التاريخي و يمكن المجتمع من التقدم.
حان الوقت لنعترف بان المستقبل بين ايدينا و ان مسيرة البناء تتطلب منا تقديم المصلحة العليا.
لذا علي شباب الأحزاب السياسية في المعارضة و الموالاة الي استدعاء و بصفة ملحة الي حوار داخلي لتقييم المواقف
من جهة اخري علي المجتمع المدني ان يلعب دوره و يعطي وجهة نظره التي يمكن التعبير عنها في كل المناسبات وعلي كل المنابر.
لان دور المجتمع المدني جوهريا هو الدفاع عن القيم والمبادئ التي ليست بالضرورة سياسية ، ولا تتلاءم مع المواقف الانية التي تمليها الأحزاب السياسية وإلا فسيكون تابعا لها
مالذي يمنع منظمات المجتمع المدني المنضوية ضمن المنتدي من المشاركة في ممهدات الحوار و الإدلاء برايها حول مواضيع كانت و ما تزال تدافع عنها و التي بفضل هذا النضال و هذه المواقف انجزت خطوات جبارة في سبيل الحل
بإتباعها مواقف الاحزاب فإنها قصدا اوبدون علم تتخندق في الموافق السياسية بعيدا عن الغرض الذي من اجلها انشئت اصلا
ومع ذلك، لا بد من القول بصوت عال وواضح عشية إغلاق جلسات الأولي التمهيدية للحوار أننا نحتاج أكثرمن أي وقت مضى كثيرا من الجدية و مراعات المزيد من المصداقية في الطريقة التي سيتم بها تنظيم وقائع الحواروأساسياته
يجب علينا ان نتفادى المجاملات و نعطي للحدث الطابع التاريخي الخاص الذي يستحقه.
ان نتائج الحوار التمهيدي ينبغي التاعل معها و على نطاق واسع، ويجب إيجاد صيغة جديدة للسماح للآخرين لإعطاء مساهماتهم. وينبغي ايضا أن نراعى بدقة اختيار المواضيع و المشاركين في الحوار التالي
دعونا نعطي فرصة للجميع للتعبير عن أرائهم بطريقة بناءة ولنرفع من مستوى النقاش لأن بلدنا العزيز يستحق منا ذالك و متطلبات السلوك الأخلاقي والمهني يتطلب منا عدم تفويت الفرصة لكي لا يفوتنا القطار

بقلم : باأمادو/ استشاري في مجال الدعم المؤسساتي

شاهد أيضاً

أبعاد الخلافات بين مالي وموريتانيا

تصاعد التوتر بين مالي وموريتانيا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بسبب استهداف مواطنين مدنيين موريتانيين عزل في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *