6 مايو 2024 , 23:37

عبد الله ولد سيديا يكتب : ” زيدانيات الحوار “

02

لأنني أعلم أن مشهد الزيدانيات معد بعناية كسلطة مقبلات في مشهد الحوار لم أكلف نفسي عناء الذهاب إلى قصر المؤتمرات.
لكنني أسأل زملائي الصحفيين المحترمين هل حقا تفاجأتم من حضور زيدان ورفاقه؟ من سلوك زيدان وصحبه؟ ألم تعلمو؟ أنهم قادمون لامحالة؟ لماذا رضيتم بأن تكونو هناك حاملين نفس “البادج”الذي يضعه الرجل؟
أيها السادة زيدان أصيل في هذا المشهد وأنتم الدخلاء فاتركو للرجل المهنة التي يتقنها، لن تكونو قادرين على مجاراته فخبرته الكبيرة في فنون النفاق والإرتزاق وقامته الطويلة تتجاوز أعظم أهرامات “البشمركة الوطنية”.
تعرفون لماذا لأن الرجل ببساطة “فاهمها من الآخر” مثل مايقول إخواننا المصريون، لايضيع الوقت مثل الكثير من أدعياء هذه المهنة في التشدق بالمهنية أو التمظهر بمظهر الصحفي أو البحث عن جملة مناسبة يكيل بها المديح أو الشتائم لمن يعطي ومن لايعطي.
تعلموا من زيدان تلقائيته في التوجه مباشرة إلى فرائسه وعفويته في التعبير وبساطته لدرجة الإبتذال وهي صفة مشتركة مع الأدعياء اللذين ذكرتهم آنفا لكنهم يفشلون في التعبير مثل زيدان أو التفكير مثله.
ولنكون واقعيين فإن زيدان يدغدغ مشاعر طبقتنا السياسية وأصحاب المال والنفوذ أكثر من كل المقالات والتقارير والبرامج التي يكتبها وينجزها أشاوس ” البشمركة الوطنية” مع أنهم يسعون لنفس الغاية ويريدون ثمنا لذلك.
إنه يخاطب فيهم العقلية البدوية المتحجرة ،يخاطبهم بأمجاد زائفة يحكي لهم عن أيام غابرة، يلبسهم من أثواب التاريخ مايشتهي ” فهؤولاء شرفاء وأولائك مقاتلون أشداء” وبينهما، بهارات من معجم المدح التقليدي.
زيدان أيها السادة هو أعظم تعبير عن قدراتنا التعبيرية،هو خير دليل على تحرير الفضاء الإعلامي هو الحلقة الأخيرة في مسلسل السقوط الصحفي المدوي لهذه المهنة وأدعيائها في بلاد”المليون زيدان”
وسيحفظ التاريخ لهذا الرجل القفزة الأسلوبية الكبيرة التي حققها في وقت قياسي تماما كما سيعرفه بإعتباره” مجددا عظيما” في الجسم الصحفي الموريتاني.
نصيحتي لكل من يضايقهم زيدان أو يغيظهم لاتموتوا كمدا فالطريقة الزيدانية جزء لايتجزأ من مشهد الحوار الحالي وهي أحد الملامح الأساسية للحقبة الحالية وهي أيضا خارطة طريق للمستقبل ووصفة سحرية لتركيع من بقي عاضا بالنواجذ على مهنة المتاعب.
أخيرا لابد أن أنحني إحتراما لهذه السلطة التي ابتكرت هذه الظاهرة لإنها ضربت بقوة وفي مقتل
وأجهزت عبر زيدان على الصحافة المحترمة، دون أن تبدو كمن يضيق على حرية التعبير، إنه أيضا إبتكار عبقري أن تستخدم حرية الرأي والتعبير للتضييق على حرية الرأي والتعبير
من صفحة الكاتب على الفيس بوك

شاهد أيضاً

في  انتظاركم يا صاحب الفخامة / يحي ولد عبدو الله  – دبلوماسي

فى الحادي عشر من الشهر الجاري ستكون مدينة كيفه عاصمة ولايتنا الحبيبة لعصابة على موعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *