من أجل موريتانيا.. تعالوا إلى كلمة سواء !

مفردة ” الحوار” هي الأكثر تداولا في القاموس السياسي في موريتانيا خلال السنوات، أوالأشهر الماضية، حوار تؤكد المعارضة الحاجة إليه، ويؤكد النظام استعداده له،بكل صدق، لكن يظل هاجس السؤالين التاليين يبطل مفعول الحوار العتيد قبل أن يلتئم، السؤال الأول: لماذا نتحاور؟، وثانيا على ماذا يتم الحوار؟
منذ سنة 2011 توقف قطار الحوار بين المعارضة والنظام عند محطات عدة، لكن محطة السابع من سبتمبر 2015 ربما تكون الأهم، لاعتبارات عديدة، من أهمها أن نظام ولد عبد العزيز يبدو هذه المرة جادا في سعيه لحوار شامل مع معارضيه، وربما لو قبل المعارضون بالمشاركة في الحوار المرتقب الإثنين المقبل لتفاجؤوا باستعداد النظام لبحث كل شيء،وبروح مُنفتحة، كما أن مقاطعة الحوار هذه المرة ستكون ” خطيئة” سياسية لا تُغتفر
لماذا ترفض المعارضة مبدأ الجلوس على طاولة واحدة مع النظام؟؟ سؤال في منتهى البساطة، لكن إجابته في منتهى التعقيد، فإذا سلمنا جدلا أن النظام ” اختطف” البلد، فلماذا لا نتفاوض معه، لعله يكون مستعدا هذه المرة للاستسلام، وإذا تبين لنا عدم جديته، فأبواب قصر المؤتمرات مفتوحة على مصراعيها لمغادرة جلسات الحوار
خلال الأسابيع الماضية يلاحظ المراقبون تصعيدا من المعارضة، وسعيا لحرق مراكب العودة للعلاقة مع النظام، في مقابل سعي واضح من النظام للتهدئة، وفتح حوار وطني شامل، و “جامع” للكل، و”مانع” للخطر، والتأزيم الذي لا يخدم أي طرف، إن دعوة النظام لهذا الحوار في هذا الظرف تُظهره كمن يجنح للسلم، ويتجاهل الحرب الكلامية، وحرب البيانات من المعارضة، وكأن نظام ولد عبد العزيز يقول لمعارضيه: (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)
خلال مسيرتها السياسية ارتكبت المعارضة – بمختلف أطيافها- أخطاء، اعترف بها قادتها لاحقا، وإذا قاطعت المعارضة حوار الإثنين المقبل، سيكون ذلك خطأ جسيما، سيعترف به ” المقاطعون” لاحقا، حين يكون القطار قد فاتهم، ذلك لأن كل المؤشرات تؤكد أن النظام جاد هذه المرة في الحوار، أكثر من أي وقت مضى، وينبغي للجميع ألا يُضيع هذه الفرصة على موريتانيا، التي بات شعبها يتوق لرؤية أحمد ولد داداه، وجميل منصور، ومحمد ولد مولود، جنبا إلى جنب على مائدة واحدة مع رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، ووزيره الأول يحي ولد حدمين، وتطوي البلاد صفحة التأزيم، والتخوين.. فمن أجل موريتانيا، هلموا للحوار… فهل من مُستجيب؟؟!
سعدبوه ولد الشيخ محمد