30 أبريل 2024 , 14:45

رمتني بدائها وانسلت..!!/ سيد محمد ولد اب

sidi

يكثر رئيس الحكومة الليبية، المهدد بقانون العزل السياسي، هذه الأيام من الأفعال المتخبطة، والأقوال المتناقضة… ذهب إلى الجنوب يوزع الوعود في منطقة خارجة فعليا عن سيطرة حكومته التي عينت لها حاكما عسكريا لا يستطيع الخروج من مقر كتيبته! ثم انتقل إلى الشرق حيث طالب إقليم برقة بالفدرالية، ثم أعلنها من جانب واحد.. جمع حكومته لمناقشة الوضع الأمني فهوجمت معسكرات الجيش وقتل الجنود.. من برقة عاد الوزير الأول إلى طرابلس الخاضعة لسلطة المليشيات المسلحة.. وسط هذه الفوضى وجد زيدان مهربا من المشاكل التي تحاصره في التصريح للـ بي بي سي. أن منفذي العمليات الإرهابية في النيجر جاؤوا من موريتانيا!

رغم قوله إن التحريات أثبتت مزاعمه، إلا أن الوزير لم يدخل في التفاصيل ليخبرنا عن خط سير الإرهابيين. قد نغفر ذلك للوزير الذي قضى معظم عمره في أوربا، ولا تبدوا معلوماته عن جغرافية القارة التي ينتمي إليها بلده دقيقة. فلا يمكن، بفعل الجغرافيا المحايد، أن يأتي الإرهابيون من موريتانيا إلى النيجر مباشرة، فلا بد أن يمروا من بلد له حدود شاسعة مع النيجر، مضطرب الأحوال، عاجز عن مراقبة حدوده، تنشط فيه جماعات جهادية، تلقى دعما من بعض أجنحة السلطة، سبق أن انطلقت منه مجموعة إرهابية وهاجمت بلدا جارا له.. هذه الصفات تنطبق حصرا على بلد الوزير الأول. وهذا ما أكده الرئيس النيجري نفسه، وهو أدرى بمصدر الخطر الذي داهمه، وأقدر على تتبع خط سير الإرهابيين، مستعينا بالمعلومات الاستخبارية التي وفرها له حلفاؤه الفرنسيون والأمريكيون. فلا بد أن تحرياته أكثر دقة من تحريات زيدان الواقع بين مطرقة دروع مصراته وقانون عزل الإخوان.

يعلم الوزير الأول، كما يعلم غيره، أن الحدود الموريتانية مع مالي والجزائر والصحراء، والمحيط والسنغال مؤمنة بجيش قوي ضرب الإرهاب في مواقعه حين كان البعض يدفع له الجزية عن يد وهو صاغر، والبعض الآخر يقتطع له جزءً من وطنه الغالي، ويقاسمه غنائم التهريب. كما يعلم زيدان أن الأراضي الموريتانية مؤمنة من أي نشاط إرهابي، عكس بعض البلدان التي تسيطر فيها المليشيا التي تغتال القضاة، و تحصد المتظاهرين السلميين، وتغتال الجنود… كان حريا بالوزير الأول أن يفكر في تنمية علاقات بلاده مع موريتانيا التي تقاسمه الانتماء إلى المغرب العربي، وتربط بلده معها مصالح كثيرة، بدل إطلاق تصريحات عدائية عارية عن الصحة. وأن يستخدم الجغرافيا استخداما سليما وبناءً.. فقد جاءت معظم القبائل العربية الليبية من الساقية الحمراء، الامتداد الطبيعي لموريتانيا. وربما جاء أشراف ودان الليبية، التي ينتمي إليها الوزير الأول، من ودان الموريتانية، ضمن خط سير طبيعي، لطالما سلكته قوافل الحجيج والتجار.. وبذلك يستثمر الوزير الأول التاريخ من أجل فهم أفضل للجغرافيا. وبذلك يدرك أن موريتانيا، متسلحة بتجربتها في محاربة الإرهاب، ومستثمرة علاقاتها القوية مع دول المنطقة تستطيع أن تساعد ليبيا في محاربة الإرهاب الذي يهدد كيانها.

كان حريا بالوزير الأول أن يلجأ لقنوات الاتصال المعهودة بين الدول الشقيقة والصديقة للحصول على المعلومات الدقيقة، بدل قناة ا لبي بي سي. وحري به أن ينظر في إصلاح شأنه الداخلي بدل الهروب خارج حدوده مصطحبا جهلا بالجغرافيا لن يسمح له بالتقدم بعيدا.

وحري بالوزير الأول أن يستخدم تحرياته في الكشف عن قتلة السفير الأمريكي، وقتلة اللواء عبد الفتاح، وقتلة رئيس محكمة استئناف درنة، وقتلة المتظاهرين السلميين، ومهاجمي معسكرات الجيش، وقتلة عشرات الضباط الليبيين… كيف فشلت تحرياته في كشف مرتكبي الجرائم داخل كبرى المدن الليبية، ونجحت في تتبع خط سير مجموعة إرهابية انتقلت من دولة إلى أخرى بالطفرة! وما دامت تحريات زيدان دقيقة حد الاختلاق، فليخبرنا عن خط سير مهاجمي عين أمناس. لقد حددته الجزائر بدقة، وسمت الرجل الذي جهز المهاجمين فمنعته من دخول الجزائر، وهو المقيم حاليا في طرابلس… سيدي محمد ولد ابه sidimoha@yahoo.fr

شاهد أيضاً

الممثل المقيم للبنك الإفريقي للتنمية بموريتانيا في مقابلة مع “المرابع”: مشروع “RASME” هو حل رقمي للإشراف على المشاريع ومراقبتها وتقييمها عن بعد

على هامش ورشة العمل الخاصة بمشروع الإشراف والتقييم والمراقبة عن بعد(RASME) التي بدأت أمس الثلاثاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *