29 أبريل 2024 , 10:38

كاتب لبنــانيّ : الملك محمد السادس خـالٍ مـن العُـقد

لبناني

استأثر خطاب الملك محمد السادس الأخير، بمناسبة الذكرى السادسة عشر لوصوله إلى سدة الحكم في البلاد، ليس فقط بمتابعة واهتمام مراقبين وسياسيين من الداخل، بل حظي أيضا بعناية صحفيين ومحللين من خارج المملكة، وجدوا في الخطاب لغة واقعية مباشرة بدون لف ولا دوران
ومن هؤلاء المتابعين المواظبين على الشأن السياسي المغربي، الكاتب والصحفي اللبناني المعروف، خير الله خير الله، والذي أفرد لذات الخطاب الملكي مقالا نشره أخيرا على صفحات جريدة المستقبل اللبنانية، ووسمه بعنوان “المغرب يتطور انطلاقا من الاعتراف بنواقصه
وذهب خير الله إلى أن خطاب العاهل المغربي كان موجها إلى مواطنيه أولا، حيث أثبت مرة أخرى قدرته على المبادرة، قبل أن يصفه بكونه “ملك من دون عقد”، مشيرا إلى أن اعتراف أعلى سلطة في البلاد بأن المواطن المغربي ما زال يعاني من مشاكل عديدة، مفضلا عدم الخوض في المنجزات
وقال مؤلف كتاب “المغرب في عهد محمد السادس”، إن الخطاب الأخير كان خطاب مصارحة مع المواطنين، حيث إن هناك إقرار بضرورة معالجة الأوضاع الصعبة التي يعيشها بعض المواطنين في المناطق البعيدة والمعزولة، وهناك وعي وإدراك من الملك لحال كلّ مواطن في المغرب، أكان داخل البلد أو خارجه
ولفت خير الله إلى أن ملك المغرب سبق له أن ركّز في الماضي على ما يمتلكه البلد من ثروات، وكيف يكون تقويم ثروات الدول وشعوبها، مركّزا على الثروة الإنسانية كعامل مهمّ في قياس ما يمتلكه هذا البلد أو ذاك من إمكانات بغض النظر عن الثروات الطبيعية وقيمتها
وتوقف الكاتب والمحلل اللبناني عند جرعة الواقعية في خطاب العرش، “قال الملك للمغاربة كلاما مباشرا لا يتجرّأ على قوله سوى قلّة في هذا العالم العربي”، حيث عزا ذلك إلى “الثقة بالمغرب وهويته الوطنية، وكذلك بوعي الشعب المغربي، في أكثريته طبعا” وفق تعبيره
وعلى صعيد العلاقات الدولية، قال خير الله إنه في عالم متغيّر، يحافظ المغرب على علاقات متوازنة ضمن معادلة تأخذ في الاعتبار قدرة المملكة على وضع أي مسيء لها في مكانه، فبعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكبتها أوساط فرنسية في حقّ المغرب، تبيّن أن الرباط على استعداد لتجاوز الماضي
واسترسل الكاتب بأنه بعد خطاب الملك محمد السادس، لا يعود مطروحا سؤال من نوع لماذا المغرب يتطور وغيره، في جواره المباشر والمنطقة المحيطة به يتراجع، لأن هناك ملكا لا يرى عيبا في تسمية الأشياء بأسمائها، ولا في القول أن بلده يعاني من مشاكل محددة لا مفرّ من مواجهتها
وخلص خير الله إلى أن المغرب قادر على مواجهة مشاكله لسبب بسيط حدده في كون أكثر المغاربة أوفياء للهوية المغربية التي تعني أوّل ما تعني التفاعل مع كلّ ما هو حضاري في هذا العالم، من دون التخلي عن ثوابت خاصة بهذه الهوية ، مبرزا أن هذه الهويّة تبدو سرّ الاستثناء المغربي الذي يسمح بهذا التعاطي المباشر بين محمد السادس والمواطن

 

شاهد أيضاً

بمناسبة انضمام حلف الإخاء الشبابي لحزبها معالي الوزيرة بنت مكناس.. دعمنا لرئيس الجمهورية جاء بغية “تعزيز مكاسب البلاد التي تحققت في المأمورية الحالية”

قالت رئيسة حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الوزيرة الناها حمدي مكناس، إن حزبها مستعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *