2 مايو 2024 , 11:08

مواقف شجاعة لرئيس عربي / الحافظ بلعمش

مواقف

كان استقبال الرئيس السوداني عمر حسن البشير في نواكشوط يوم الاثنين الماضي موقفا شجاعا لا يمكن نكرانه أو المزايدة عليه ، كيف لا و الرجل خرج قبل أقل من شهر من جوهانس بورغ عاصمة جنوب افريقيا و شعبه خائف عليه يترقب أخباره و العالم يتساءل عن مصيره و شاهدنا من يقول إن الرَجُل أُُخذ بِرِجْلِه على لغة – بني حسان – حتى طالعتنا أخبار طائرته تهبط بالخرطوم .
لقد أعطى الرئيس ولد عبد العزيز بذلك رسالة عربية صريحة لقضاة الكيل بمكيالين و محاكم التصفية و الاستهداف و فوق ذلك فقد وفَى و أوْفى و كأن لسان حاله يقول لهم ما قال أبوالبختري ابن هشام :
لا يسلم ابن حرة زميله ** حتى يموت أو يرى سبيله
و إلا فما كان أغناه عن استضافة و حماية رئيس مطلوب توضع الجوائز على رأسه لولا النخوة العربية و شيء في نفسه من الكبرياء
و هي ذات النخوة التي دفعته ذات صباح إلى طرد السفارة الإسرائيلية اللعينة فما كان من السفير مايكل اربل إلا المغادرة في أول طائرة يوم 08 مارس 2009 و هو السفير الذي كان يظن البعض أن وجوده منجاة من غضب الغرب و كانت ولائم الجبناء في نواكشوط تتزين بوجهه المقيت لعنة الله عليه
اليوم بعد أزيد من ست سنوات ها نحن يمكن أن نرفع رؤوسنا أمام الأشقاء العرب ، يمكن أن نقول بكل فخر و بكبير اعتزاز أننا الوحيدين الذين طردنا السفير الإسرائيلي ،
لم يعد يخجلنا عار تلك العلاقات و أصبحت قناة لا يمكن أن يغمز فينا منها ، و كل ما تَبِعَ ذلك من نصرة للشعب الفلسطيني و تضامن معه و جمع تبرعات فهو تابع – أقول – تابع لذلك الموقف الشجاع .
و شجاعة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لم تنته عند استضافة المطلوبين ظلما أو تمييزا و لا طرد اليهود المتجبرين – لعنة الله عليهم – و إنما قد خبرها التكفيريون الظلاميون حينما دك حصونهم و أشعل مغاراتهم في غابة واغادو و حاسي سيدي و ضواحي تمبكتو بعد ما كانوا يجولون و يصولون في الغلاوية تورين و بين نواكشوط و نواذيبو
و حين اشتعلت الحرب بين الأشقاء نزل بطائرته في كيدال في شجاعة تشبه التحدي
هذا و لا أحد اليوم يقول بأنها كانت حربا بالوكالة كما كانوا يقولون ، بل الرئيس عرف أن أمن نواكشوط يأتي من أمن انبيكة لحواش على حدود ولاية الحوض الشرقي
و شجاعة ولد عبد العزيز كانت في الحرب على الفساد حيث كان أصحاب المال الحرام يظنون أنفسهم أقوى من الدولة و هاهي الناس اليوم سواسية أمام القانون لا فضل لغني فيها على فقير ….
و إذا كان لموريتانيا أن تعتز برئيس أسسها و وطد أركانها هو المختار ولد داداه رحمه الله فإن لها أن تفخر بمواقف شجاعة لرئيس موريتاني يعتز بعروبته هو محمد ولد عبد العزيز و لا يهم ما يقال بعد ذلك

الحافظ بلعمش

شاهد أيضاً

“كرنفالات”ومواسم الهجرة إلي النفاق إلي متي..؟ محمد عبد الرحمن المجتبى

سِيدِ ذَاكْ اَلْجَاكُمْ @ فَـاتْ أكَبَلْكُمْ جَانَ @ وَاسْوَ عَادْ اَمْعَاكُمْ @وَاسْوَ عَادْ اَمْعَانَ يحكى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *