بألوانه الزاهية ومعروضاته المعبرة والغنية ينتصب جناح موريتانيا بهندسته الرائعة في عمق معرض ميلانو الكوني مانحا العالم فرصة التمتع برؤية موريتانيا والوقوف علي زمن ولي وأخر تصارع عبقرية إنسانها بكل قوة لمسايرة مستجداته وتحولاته السريعة
تشعر للوهلة الأولي وأنت تلج جناح موريتانيا أنك ألقيت عصا الترحال في تخوم الصحراء الموريتانية حيث الخيمة والجمل والكثبان والوديان وحيث الكرم والنخوة والضيافة والبساطة وكلما توغلت في رواق المعرض كلما أفصح عن تفاصيله وأسراره…عن تاريخ وحضارة وتراث الأمة الموريتانية .
شعار دورة ميلانو “تغذية الكوكب-الطاقة من اجل الحياة ” ترجمته المنتجات الزراعية والصناعية والأطباق المعدة من الخضروات والكسكس التقليدي المصنوع من القمح والدخن والذرة الرفيعة واللوحات الفنية التي قدمت أنماطا من ممارسات الموريتاني في مجال الري والزراعة وتربية الماشية إلي جانب عشرات الصور للواحات الموريتانية التي توفر بيئة ومناخا ملائمين للتعايش بين الإنسان والطبيعة،
وتنوعت اللوحات الإعلانية العملاقة التي أظهرت أنواعا من زراعات الواحات، والمحاصيل المطرية و الزراعة المروية، مترجمة لفلسفة وسياسة البلاد في نطاق تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي على المدى القصير
نسبيا
ولم يتجاهل المعرض الموريتاني تاريخ ودور مدن موريتانيا القديمة حيث ترجمت بعض اللوحات نماذج من التراث والصناعة التقليدية التي تميزت بها هذه المدن إضافة إلي إشعاعها الثقافي والعلمي .
جناح موريتانيا ورغم تنوع معروضاته فإنه شكل واجهة إجمالية للإنتاج الغذائي في موريتانيا حيث عرف العالم علي صراع الإنسان الموريتاني قديما وحديثا مع عوامل الطبيعة واكراهات الصحراء للحصول على المياه وتوزيعها في الظروف الطبيعية الصعبة والقاحلة،وانتزاع قوته من أعماق تلك الصحارى دون المساس بحرمة البيئة
وشهد المعرض إقبالا لافتا من طرف الزوار ومن كل الجنسيات حيث تعرفوا عن قرب علي الثقافة الموريتانية المتنوعة والغنية وعلي حضارة عربية افريقية وتراث غني بمقومات البقاء والاستمرار ومقدرات سياحية واقتصادية هائلة وتنوع بيئي وبيولوجي فريد .