6 مايو 2024 , 17:46

شاهد وزير يغني و يُمتع جمهوره بأغانٍ راقصة

وزير

إذَا كانَ السّاسَة والمسؤولون الحكوميّون يُحالون عادةً إسباغَ هالة منَ الجدّية على أنفسهم في الفضاءات العامّة، فإنَّ وزيراً في حكومة جمهوريّة الرأس الأخضر، الواقعة غرب سواحل شمال إفريقيا، قرّرَ أنْ يخرق هذه “القاعدة”، وحلّ بمدينة أكادير، ليتْرُكَ، ولو لبضع دقائق، مشاغلَه الحكوميّة، وينْغمسَ في الغناء على إحْدى المنصّات المحْتضنة لسهرات مهرجان “تيميتار… علامات وثقافة”، الذي يُسْدَل الستارُ على فعّاليّاته مساء اليوم السبت
يتعلّقُ الأمر بوزير الثقافة في حكومة الأرخبيل الإفريقي، ماريو لوسيو، وهوَ مغنٍّ مشهورٌ في القارّة السمراء، ولهُ صيْتٌ عالمي، حضرَ إلى مدينةَ أكاديرَ تلبيّةً لدعْوةِ إدارة مهرجان “تيميتار”. ماريو لوسيو بَدَا خلال الندوة الصحافيّة التي عقَدها أمس الجمعة، وخلال الحفْل الذي أحيَاه مساء اليوم نفسه في مسرح الهواء الطّلق مثْلَ جميع الفنّانين المشاركين في المهرجان، إذْ تخلّصَ تماماً من بروتوكل المنصب الحكوميّ تاركا إيّاه في مكتبه الحكومي بالرأس الأخضر
ففي الندوة الصحافيّة تعامَل المغنّي/ الوزير بتلقائية كبيرة مع الصحافيين، وقام بأداءِ مقاطعَ من أغانيه وهوَ جالسٌ على المنصّة إلى جانب مدير المهرجان، وفي الحفْل الذي أحياهُ على ركْح مسرح الهواء الطلْق تفاعَل مع الجمهور، ومعَ أعضاء فرْقته الثلاثة، ورَقَص معهم. وبعْدَ أنّ أدّى أغنيّتيْن “هادئتيْن” بمفرده على إيقاع نغمات القيثارة الكهربائية، التحق به أعضاء فرقته، وخاطب الجمهور قائلا: “منذ صرْت وزيرا، أصبحتُ بحاجة إلى جُرعة إضافيّة من الطاقة، لذلك سأقدم أغانٍ راقصة
وعَلى إيقاعِ الأنغام الإفريقيّة الراقصة أدّى ماريو لوسيو القادم من جزيرة سانتياغو بالرأس الأخضر، أغانيَ تفاعَل معها الجمهور، ولكلِّ أغنيّة قصّة، فهوَ لا يُغنّي اعتباطا، بلْ يختارُ مواضيع أغانيه بدقّة، وقالَ قبْل أداء إحْدى أغانيه عنْ إحْدى القُرى السنغاليّة: “عنْدما زُرْتُ تلك القرية أوَّل مرّة، كانَ السؤال الذي يمور في رأسي وأنَا أتمشّى بيْن دروبها، أيْنَ هُمْ عشرونَ أفر عبْدٍ الذين كانوا يسكنونها”، قبْل أن يدعوَ الجمهور الأكاديري إلى زيارة الرأس الأخضر “فإنَّ جُزُرَها تُخفي أسرارا كثيرة

ويَزورُ المغنّي ماريو لوسيو المغربَ لأوّل مرّة، وخلالَ الأيّام القليلة التي قضّاها في أكاديرَ تعلّمَ بضْع كلماتٍ أمازيغيّة، إذْ أصرّ على شُكر الجمهور الذي تابَعَ حفْله في مسرح الهواء الطلْق بعبارة “تَنمّيرْت”، وتعني “شكرا” باللغة العربيّة، كمَا طالبَ من الجمهور مرّاتٍ كثيرة بمشاركته الغناءَ بعبارة “أفُوسْ” وتعني “اليد”، وقبْل أنْ يختمَ حفْله قالَ للجمهور: “لنْ أنسى أبدا مسرح الهواء الطلق، ولنْ أنْسى هذه المدينة الجميلة، وجمهورها الاستثنائي، فعندما يكون هناك جمهور يُصغي جيدا، لا بُدّ أن يكون الفنانُ سعيدا وهوَ يُغنّي
إبراهيم المزند، المدير الفنّي لمهرجان “تيميتار.. علامات وثقافة”، اعتبرَ حضورَ الفنّان/الوزير ماريو لوسيو إلى أكادير ربْحاً كبيرا للمهرجان وللمدينة التي تحتضنه، “فحضوره يُعزّز العلاقات المغربية الإفريقية، في المجال الثقافي، من جهة، ومنْ جهة أخرى، يعني حُضوره أنّ علاقات المغرب بالدول الإفريقية لا يجبُ أن تنحصرَ فقط على الدول الفرنكفونية، بل لا بدّ من الانفتاح على الدول الناطقة بالبرتغالية والاسبانية والانجليزية”، يقول المزند، وتابع: “سيعود لوسيو إلى الرأس الأخضر وقدْ عرَفَ أشياءً كثيرةً عن المغرب
حديث المدير الفنّي لمهرجان “تيميتار” عن الفوائد التي سيجْنيها المهرجانُ وأكادير من استضافةِ ماريو لوسيو، بصفته فنّانا مشهورا، ووزيرا في الآن نفسه، تجدُ صداها في ما صرّح به الفنّان لوسيو خلالَ الندوة الصحافيّة، إذْ قالَ جواباَ على سؤالٍ حوْل ما إنْ كانت الأغنية المغربية معروفة في الرأس الأخضر، فقالَ بدون مجاملة: “لا، لوْ سألتَ أحَداً هناك القالَ لا أعرفُ عنها شيئا”، رغْم أنّ المغربَ بلد مهمّ بالنسبة للرأس الأخضر، وتجمع بينُهما روابط تاريخيّة، خاصة وأنّ كثيرا من اليهود المغاربة قد هاجروا إلى الرأس الأخضر
ويُعتبرُ حلول وزير الثقافة بالرأس الأخضر ضيْفا على مهرجان “تيميتار”، بصفته فنّاناً، ثاني مرّة يستضيفُ المهرجانُ فنّانا يجمع بيْن الفنّ ومسؤوليةٍ حكومية، إذْ سبق له أن استضاف الفنان البرازيلي الشهير جيلبرتو جيل، وكانَ حينها يشغل منصبَ وزير الثقافة بالبرازيل. ويتحدّث إبراهيم المزند عنْ حضورِ ماريو لوسيو إلى مهرجان تيميتار قائلا: “نحنُ فخورون أنْ يكونَ حاضرا معنا”، أمّا الفنّان/الوزيرُ فقال تعليقا على مزاوجته بيْن الفنّ والمنصب الحكومي: “إنّها لحظة استثنائية أن تكون فنّانا ووزيرا في نفس الآن

شاهد أيضاً

بالصور .. المديرة العامة لباقة قنوات الموريتانية السنية سيدي هيبه تختتم زيارتها التفقدية لمكاتب القناة في الضفة من مكتب ألاك

اختتمت المديرة العامة لباقة قنوات الموريتانية، السيدة: السنية منت سيدي هيبه، زيارتها التفقدية التي قادتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *