13 مايو 2024 , 14:46

حسن ابوبكر: حصاد العنتريات العربية: كوارث وخراب

11

اسئلة كثيرة تفرض ذاتها على كل من يود فهم حقيقة ما يجري في ما اصطلح على تسميته ب «العالم العربي » من اضطرابات جيو سياسية ، وحروب عابرة للقارات والحدود … اسئلة لا تجد اجوبة مفيدة لها ، وان وجدت للبعض منها تبقى غير مقنعة ويكتنفها الغموض..
وبخاصة في ظل تصريحات متضاربة من كل الاطراف المتناحرة بما فيها مراكز القرار، وكبريات الصحف ..ناهيك عن بعض وسائل الاعلام المرئية المطبلة لهذا الطرف والمنددة بذاك ..
حتى غدا من الحماقة ان ينطلق المراقب او المحلل وحتى المتتبع العادي من حيثيات رسمية متعارف عليها أو متفق حولها ،على المستوى القانوني او الاجرائي او السياسي ..الذي له علاقة بالمواثيق والاتفاقيات الدولية..ليهتدي الى صيغة ما يحتكم اليها عقله..ويعتقد معها أوفيها ان الاوضاع المتأزمة في اكثر من بلد عربي آيلة الى حلول بقوة القانون..لان الدول بطبيعة الحال تخضع في هذا العصر لمنظومة من القوانين تصدرها هيئات متعددة منها :مجلس الامن ،والامم المتحدة وووو.
على اساس هذا المنطلق علينا ان نفهم الابعاد الحقيقية ، وما وراء الكلمات عندما نريد ان نتناول ما اتفق على تسميته بازمات ما يسمى ب«الربيع العربي »السبب المباشر لما يجري في المشرق والمغرب العربيين ..بعدما كانت للعرب ازمة واحدة هي ازمتهم المزمنة مع اليهود الصهاينة ومن يسير في ركبهم ..اما ازماتهم الداخلية وما اكثرها ، ليست مجال مقالتنا هذه.
يقول «لاو تزو» الصيني تلميذ «تشوانغ تسو»:كن «كلا »حقيقيا تأتي اليك كل الاشياء..واذن ، اذا أردنا ان نتعرف بالفعل على ال«كل» كمفهوم فان اقرب الطرق الى ذلك هو ان نحدق جيدا بشيء اسمه « الوطن العربي الكبير»الذي ما فتيء يمارس عاداته « الجاهلية» التي دشنها «الغساسنة» و«المناذرة» من خلال عمالة الاولى للروم ، والثانية للفرس ،ومن خلال اشعال الحروب المفتعلة بين قبائل ابناء «يعرب » من العاربة ،خدمة للخارج الاجنبي
الذي يتمثل حينذاك بامبراطورية «الروم البيزنطييين» وامبراطورية« الفرس الساسانيين» ولهذا السبب، فان التطور في ربوع هذا الوطن يتجه مؤشره الى الخلف، ونمو التخلف فيه او «فينا » يتجه مؤشره الى الامام ، ولذا فان ابوابه مشرعة الى كل المرتزقة والغزاة والمستعمرين الذين عرفهم التاريخ، ابتداء من السلاجقة الاتراك ومرورا بالغزو العثماني الاسود ، وانتهاء بالاستعمار الاوروبي الحديث، والشرطي الامريكي الذي يمثل آخر طبعة للارتزاق والذي طاب له المقام في قلب هذا الوطن، قرب ينابيع الذهب الاسود،كراعي دول يحسبها اغناما يهش عليها ويذبح منهامن يشاء ، ولا من يقظ ولارادع..
ان حالة الاجترار التي تتميز بها هذه الامة، لا تتلخص فقط في اجترار خطاب« الندب» على الاطلال وفي التماهي «الانثوي» المازوشي الذي لا يكل ولا يمل في عملية الادعاء والاستحضار لامجاد قديمة عفى عليها الزمن، ليصنع منها قابلية للجديد والقادم ..وكلها تدور في مدار مشجب ميتافيزيقي،خارجيي تعلق عليه كوارث الطبيعة، وكوارث الطغاة وكوراث الاستعمار،وكفى الله المؤمنين شر القتال ، والويل والثبور والسجون والمنافي والاغتيالات للمارقين ، والعصاة والمكذبين الذين يحاولون تكسير عصا الطاعة والاستسلام «للقضاء والقدر» والمكتوب على الجبين الذي تراه العين .وتاليا، وفي نهاية المطاف لحال «الاجترار الاساسي» لسيرة بقايا« المناذرة» و«الغساسنة »من خلال حال «العمالة»المعاصرة التي تفسر في حقيقة الامر طبيعة الموقف من ازمة العرب الجديدة الاساسية ، ومن قضية الصراع العربي الصهيوني الثانوية!؟.. ومن مستلزمات« الكل» القومي الموحد – بحاء مكسورة ومشددة -الذي من دونه لا يمكن ان تقوم لهذه الامة قائمة« فعل» او قائمة « رهبة»اكتسبتها دول مجاورة بالتزامن مع نكباتها (الامة) او كبواتها لا فرق، اكتسبتها بجدارة وهم ينظرون..
هذه الحالة التي تستدعي في الوقت نفسه، المفارقات العجيبة الغريبة التي تفسر موقف (جامعة الدول العربية )من ناحية ، ومن القرارات الجائرة التي فرضها ويفرضهامجلس الامن/ الحرب تارة على فقراء اليمن ويلوح بها تارات ضد سوريا والعراق من ناحية ثانية والبقية في الطريق ..
حالات تثير الدهشة والارتياب ،قد لا نستبعد معها من معتقد ديني ، وتحليل منطقي ، ان يكون الذي نحن فيه عقابا من جنس العمل انتقاما من الانظمة المتعنترة في تعاليها على شعوبها.لان الله سبحانة وتعالى يقول :فأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ (16 . فصلت.

شاهد أيضاً

لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي

لا جَرم أنه ما جانف الصواب من طرح اليوم السؤال عما ينتظره الموريتانيون من ترشح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *