29 أبريل 2024 , 14:43

الزعيم عادل إمام يتحول ليساري ثوري……؟

56في فجر حالك،لم يفصح عن اسراره،نراه وهو مخفي الملامح، متجها صوب بائع الجرائد،يختار لنفسه صحيفة الاهرام،يمنح للبائع قطعة نقدية يتيمة،بعد ذلك،يتفاجأ بجيش من السيارات صنف رباعية الدفع ، تخرج منها اجساد مفتولة، يخطفونه ، ويغطون رأسه بغطاء أسود، يتم اقتياده الى مكان خلاء،يُْرمى به على الارض،يتنافس اصحاب العضلات المنتفخة على ضربه الواحد تلو الآخر،بين لكمة واخرى،يستسلم و يسلم أشلائه لحضيض الارض،ثم يسقط مغشيا عليه،تدور وتدور حوله تلك السيارات الضخمة،تصنع زوبعة من الغبار،ثم تُخْفي اَمَارات جسمه المتهالك.
نحن في البداية ،كمتلقين لم نعرف من هو هذا الشخص؟
لكن في مشاهد متتالية ، تكرر اسم “فوزي جمعة” ،فالكل يتحدث عنه ،والكل يبحث عنه ، فشخصية “متولي” الطالب الحاصل على شهادة الماجيستير في علم الحشرات يستجدي به ويطلب مساعدته للتدخل في حل مشكلة التلاعب في نتائج امتحانات ولوج درجة الدكتوراه،أما رئيس الجامعة ،فهو يشتكي من تحريضه للطلبة على ممارسة التظاهر والاحتجاجات، ونشر منشورات تطالب بتنحيه من منصبه ،قائد الحرس الجامعي هو كذلك يبحث عنه، من أجل ان يتباحث معه في مسألة التظاهر و التحريض على “الفوضى”،، يتفاجأ رجل اعمال كبير و مهم في مصر بأن ابنته البكر ترفض الزواج من ابن رئيس الوزراء،مبررة ذلك بكون هذا الارتباط لايعدو ان يكون سوى زواج قذر بين المال والسلطة، يكتشف الأب(رجل الاعمال) بأن كلام ابنته نابع من تأثرها بأفكار “فوزي جمعة” الثورية واليسارية.اما رئيس الوزراء،فهو لم يسلم من نقده اللاذع المنشور في كتابه الجديد ،وايضا معارضته الشرسة لسياسته في كل مظاهرة و اعتصام.
في غرفة العناية المركزة،يكتشف الجمهور ذاك الشخص المخفي في بداية الحلقة،الغامض بسلامته يفصح عن خريطة ملامحه،انه هو.. الزعيم “عادل امام”،يلبس شخصية “فوزي جمعة” المثير للأرق والصداع لدى النظام،والمثير لحماسة الشباب الثائر.في تلك اللقطة يأتي وكيل النيابة من اجل الشروع في التحقيق في ملابسات واقعة الاعتداء الذي تعرض له “فوزي”،يسأله الوكيل..من قام بالاعتداء عليك ؟
يرد عليه “فوزي” باشارة اصبع سبابته ، ويصوبها نحوه.( كأنه يتهم وكيل النيابة)
يعيد وكيل النيابة نفس السؤال.
يرد “فوزي” بنفس الاشارة ،و يصوب بأصابع يده الخمسة نحو وكيل النيابة ومن معه من مساعدين و رجال شرطة.وفي لحظة مثقلة بالحسم، افرج عن كلمة واحدة تقسم ظهر الحقيقة،قالها وهي الجهة التي يتهمها :
“النظام”.
شخصية “فوزي جمعة” ، الاستاذ و رئيس قسم علم الحشرات بكلية الزراعة بجامعة القاهرة،ليست سوى من وحي خيال المؤلف و السيناريست الكبير “يوسف معاطي” ،والذي ألف للزعيم “عادل امام” سلسلة من الاعمال السينمائية الناجحة والاكثر جماهيرية في مصر والعالم العربي، كفيلم “الواد محروس بتاع الوزير”، ” السفارة في العمارة”،”مرجان احمد مرجان”،و”بوبوس″،لينتقل مع استاذ الكوميديا الى معشوقة البيوت،ويقدم للتلفزيون اعمالا درامية من قبيل “فرقة ناجي عطا الله”،”العراف”،و “صاحب السعادة”.
الاكيد أن زعيم الكوميديا استطاع ان يوحد شعوبنا المنقسمة ،من خلال اعماله التي تبقى خالذة و ناجحة بفكرتها وعمق رسالتها الفنية،لكن هل سيوحد هذه المرة “استاذ ورئيس قسم” من خلال شخصية “فوزي جمعة” (الثوري واليساري المشاكس للنظام ، والمتعاطف مع الفقراء و الكادحين) جمهورا واسعا من المشاهدين ، و ينال رضاهم و استحسان أَدائه الفني ؟
وهل سيُعَبر هذا العمل الدرامي حقاً عن ثورة ال 25 من يناير ، وما تلاها من احداث و مواقف سياسية و مجتمعية افضت الى تداعيات مازالت تعيش على وقعها بلاد الكنانة؟ و كيف ستكون المعالجة الدرامية لتلك الاحداث ؟ هل سيقف المؤلف على موقف الحياد من ما وقع ؟ ام أنه سيتحيز لطرف على حساب آخر؟ هل سيسخر من كل الاطراف المجتمعية كما عودنا في اعماله السابقة ؟ ام أنه سيكتفي بالسخرية على طرف واحد فقط ؟ والاهم من ذلك هل سيَجْرُؤُ هذا العمل على نقد و معالجة مرحلة مابعد 30 يونيو 2013 بعيدا عن الشعارات الجوفاء،والخطاب الاعلامي الفج؟
في انتظار الاجابات،نترك العمل يفصح عن ما في جعبته من حلقات واحداث،آنذاك نترك الحكم للجمهور و النقاد،فلهم واسع النقد والنظر.

شاهد أيضاً

مجلس جائزة شنقيط يعتمد 56 بحثا للتنافس علي جوائزه السنوية

اعتمد مجلس جائزة شنقيط 56 بحثا للتنافس على جوائزه السنوية، وذلك في مجالات والعلوم والتقنيات، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *