رشاوى الأحزاب السياسية في موريتانيا !! حبيب لي

عادة تُمارس الرشوة بخفاء وخشية، ولكن مؤخرا برزت احزاب سياسية تعتبر من احزاب بارزة على الساحة وهي ترشي المواطنين، في الحالة الاولى والمعهودة تزعمتها حزب تواصل الاسلامي، لقد انتهز فرصة مسابقة باكالوريا ليقوم غلمانه بحملة سقاية وإطعام “الخيرية” لتلاميذ المشاركين. اي عمل هذا! متى أصبحت الأحزاب تسقي وتطعم المواطنين؟
وأخيرا، دخل حزب الدولة، الاتحاد، الخط من باب افطار الفقراء في احياء الصفيح. لقد شوهد رئيس حزب الاتحاد وبعض تبعه في گزرات انواكشوط يفطرون الفقراء تحت خيام، هذه الممارسات ليست مشروعة سياسية ولا علاقة لها بالديموقراطية، بل هي رشوة واضحة ومعلنة لمواطن ضعيف. اين هي جمعيات الخيرية ومنظمات اغاثة؟ ماهذا السقوط المميت لساستنا؟ هناك خط فاصل بين جمعية خيرية وحزب سياسي.
حزب سياسي عبارة عن مؤسسة تأطيرية تساهم في خلق أُطر وكوادر قادرة على تولي زمام أمور الشعب، تهتم بشأن عام، تكوين قادة البلد وتأهيلهم بقيادة البلاد. يستمد الحزب قوته من الشعب عن طريق تقديم برنامج، ايديولوجيا، تصور، استراتيجية مقنع من خلاله يكسب دعم مناصريه. وهذا المجال يتنافس فيه كل مواطن راغب في الخوض في السياسة وامورها، ما عليه سوى المضي قدما واقناع الشعب ببرنامجه وفكرته. لا يتقاضى احد، عضو او قادة حزب، اي راتب، وبالتالي، لا يدفعون شئ لأي كان سوى إقناع ببرنامج الحزب ونهجه واستراتيجيته وأيديولوجيته.
اما تقسيم “امبصام” و”الگرته” وإطعام “الشعرية” وإفطار الفقراء في الگزرات ليس بعمل سياسي، ومن أراد ان يفعل خيرا لمواطن، بسيط، وزع مالديك في الجمعيات الثلاثة آلاف او اكثر المنتشرة في البلاد واترك لهم الأمر