30 أبريل 2024 , 7:12

من ذاكرة رمضان “الكبة”…حبيب الله ولد أحمد

22

لرمضان “الكبة” نكهة خاصة أزعم أنها لاتوجد فى غيرها من بقاع العالم
كل شيئ جميل وبسيط وبالألوان الطبيعية
الخبز حقيقي كما اللبن والطحين
المال يكفى منه أقل القليل
الأريحية والتكافل والبساطة مثل تتناثر فى أخبية “الكبة” التى يتقابل أهلها تقابل أهل الجنة على سررهم الوثيرة
حياتنا فى رمضان كانت رائعة وبسيطة وعفوية
نسير فى الطرقات وعادة أغلبنا يحلق رأسه طلبا ل”زغبة رمضان” المباركة مالم تطر من صاحبها
“نقوم” الليل إذلا نوم على الإطلاق فبعد المسلسلات التاريخية والإجتماعية التى لاتفوت فرصتها ولوضربنا “أكباد الإبل” بحثا عنها حيث لم تكن “التلفزيون” معروفة إلا لدى بيوتات قليلة مما يلى “تخطيط سيزيم” و”سينما الفتح” يأتى الدور على سهرات تتقاسمها الحكايات والمدح والتسكع فى الشوارع ولعب “المرياص” ولمن نام عقاب يختلف من شخص لآخر حسب “الوزن” والعمر والمكانة فى المجموعة
فبعض النائمين “يكحل” وجهه بعصيدة من الفحم والزيت والملح
وبعضهم تربط رجلاه إلى حمار أهلي يضرب بعصا فيهيم على وجهه مع “مجروره” فيصطدمان بأحواش وبيوت “الكبة”وعمدها وحجرها ومدرها
ومنهم من بقطر فى عينه أوأنفه من “السندل” الملتهب و”تعطى” له على الوجه ليستيقظ مذعورا منطلقا لايلوى على شيئ ألما ورعبا ومفاجأة مخيفة
ومنهم من يحرق طرف ثوبه ب”شهاب ثاقب” فإذا أحس جسده لهب النيران انتفض كالمجنون هائما على وجهه متخلصا من ثيابه حتى لا يأكله اللهب
ومنهم من يوضع فى حفرة قذرة يختلط فيها نبات الأرض بمخلفات الإنسان والحيوان ورأسه إلى أسفل حيث يقذف ملوما مدحورا دون رحمة أوشفقة ليواجه برأسه ووجهه عالما من القذارة لايمكن تصوره
من صفحة الكاتب على الفيس بوك

شاهد أيضاً

تواصل والخيارات الصعبة!محمد فاضل ولد المختار

تتجه الأنظار حاليا إلى موقف حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” من الانتخابات القادمة، بوصفه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *