“الوحيشي” ….زعيم القاعدة الذي “نكى” أمريكا

أكد تنظيم “القاعدة في شبه جزيرة العرب”، الثلاثاء، مقتل زعيمه “ناصر الوحيشي” في غارة جوية أمريكية، لتكون يدُ واشنطن قد وصلت إلى أخطر قادة التنظيم بالنسبة لها.
والوحيشي الذي تم تداول أنباء منذ الإثنين عن مقتله بغارة أمريكية لطائرة بدون طيار استهدفته، الجمعة الماضية، بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، قبل أن يعترف التنظيم بمقتله اليوم، يعد الرجل الثاني في تسلسل القيادة في تنظيم القاعدة، وكان سكرتيراً شخصياً لأسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة السابق) الذي قتل في باكستان عام 2011.
وفي تسجيل مصور، تلاه القيادي في تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب “خالد باطرفي”، ونشره حساب تابع للتنظيم على “تويتر”، اليوم الثلاثاء، قال فيه إن “الوحيشي قضى نحبه مع اثنين من أخوانه المجاهدين، لم يحدد هويتهما، في غارة أمريكية”.
وخاطب “باطرفي” ما وصفها بـ”الأمة المسلمة” بقوله “هذا سيد من ساداتك، مضى إلى الله ثابتاً على العهد، ما لان ولا استكان ولينهي السفر، عرفته أفغانستان فكان أحد جبالها، وزكّته أيام المحنة والبلاء في “تورا بورا”(أحد معاقل القاعدة في أفغانستان)، وأكرمه الله فكان أمين سر الشيخ المجاهد المجدد الإمام اسامة بن لادن وأحد المقربين منه”.
وتابع معرفاً بـ”الوحيشي”، بأنه “شارك مع الرعيل الأول في النكاية بأمريكا في أكثر من مكان منذ التسعينيات(من القرن الماضي)، ولم تغيره المحن ولم تتخطفه الأحداث”.
ويُعدّ الوحيشي، الذي خصصت واشنطن في وقت سابق مبلغ 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن موقعه، أحد أهم 8 قيادات لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، المطلوبين لوزارة الخارجية الأمريكية.
و”ناصر الوحيشي”، وهو يمني الجنسية، ويُلقب بـ”أبو بصير”، يبلغ من العمر 35 عاماً بحسب المعلومات المتداولة عنه، وبات في العام 2009، زعيماً لـ”تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، بعد اندماج فرعي تنظيم القاعدة في كل من اليمن والمملكة العربية السعودية، ليكون بعد ذلك زعيماً لأكثر فروع القاعدة نشاطاً في العالم.
وحسب معلومات نشرتها مواقع مقرّبة من التنظيم، فإن الرجل التحق بأحد المعسكرات الذي أداره تنظيم القاعدة في أفغانستان لتدريب منتسبيه، نهاية تسعينيات القرن الماضي، وأصبح بعد ذلك مقرباً من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأمين سرّه.
وبحسب الكاتب الأميركي “سيث جي جونز″ الذي ألف كتاباً عن “القاعدة”، فإن “الوحيشي” بات أحد المقربين من “بن لادن” وساعده في إدارة شؤونه المالية وشؤون ممتلكاته.
فرّ “الوحيشي” من أفغانستان في عام 2002 وتوجه إلى إيران حيث تم توقيفه هناك، ثم أُبعد إلى اليمن، ليقضي بعد ذلك نحو 4 سنوات في السجون اليمنية دون توجيه أي اتهام له، وتمكّن في فبراير/ شباط من العام 2006، مع 22 عنصراً آخرين من “القاعدة” من الفرار من سجن “الأمن السياسي” بصنعاء، وقيل وقتها إنهم خرجوا عبر نفق بطول 44 متراً حفروه إلى مسجد مجاور.
وفي مطلع أغسطس/ آب 2013 كشف موقع “الدايلي بيست” الأمريكي إن زعيم تنظيم القاعدة “أيمن الظواهري” عيّن قائد فرع القاعدة في جزيرة العرب “ناصر الوحيشي” نائباً له، خلال مؤتمر عبر الهاتف ضم عدداً من ممثلي فروع التنظيم حول العالم.
ووفق بيان للخارجية الأمريكية أصدرته، منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2014 الماضي، فإن واشنطن تتهم “الوحيشي” بأنه العقل المدبر لهجمات كبيرة استهدفت الحكومة اليمنية والأمريكية والمصالح الأجنبية في البلدين، منها الهجوم الانتحاري الذي وقع في اليمن مارس/ آذار 2009 وقتل فيه 4 سياح كوريين جنوبيين ودليلهم اليمني، وكذلك محاولة تفجير “عمر فاروق عبد المطلب”(تابع للقاعدة) لرحلة تابعة لشركة “نورث ايست ايرلاينز″ فوق أراضي الولايات المتحدة في 25 ديسمبر/ (كانون الأول)2009، وكذلك إرسال حزمة من المتفجرات إلى الولايات المتحدة على طائرة للشحن في أكتوبر/تشرين الأول 2010″، بحسب البيان.
من جهتها، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن “الوحيشي” زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتحصن في اليمن، يقف وراء الاستنفار الأمني الحالي واسع النطاق بالنسبة للولايات المتحدة، والذي يشمل خصوصاً إغلاق ما يقارب من 25 بعثة دبلوماسية أميركية في العالم منذ بداية أغسطس/ آب 2013.

اليمن/ محمد الشبيري/ الأناضول: