6 مايو 2024 , 23:28

رمضان في الخليج..عبادات وعادات تزينها الولائم والأسواق

04

لا تختلف شعوب بلدان الخليج العربي، في عاداتها وتقاليدها في استقبال شهر رمضان الفضيل الشيء الكثير، جميعها تجتمع بحسب التقارب الجغرافي والطبائع والتقاليد المتقاربة بعادات رمضانية متشابهة، لكن تبقى لكل بلد منها نكهة خاصة، وعلامة تميزه بالقليل عن البلد الآخر.
ويجتمع سكان دول الخليج على عادات الألفة والمحبة، والتزاور والتحابب ونبذ الخلافات قبل قدوم الشهر الكريم، وأيضاً يقتربون في تقاليد تهيئة المنازل والدواوين، لاستقبال الضيوف على موائد الإفطار، وأيضاً لقضاء الأماسي الرمضانية.
وتبقى المملكة العربية السعودية الأبرز في عاداتها وتقاليدها، في رمضان؛ ولكونها تحوي أكثر الأماكن الإسلامية تقديساً في العالم، مكة والمدينة، يحرص السعوديون على أن يفدوا إليهما من جميع مدن المملكة؛ لقضاء ليالي رمضان كلها أو بعض منها، فالأجواء الإيمانية لا تشابهها أجواء في هاتين البقعتين من الأرض.
الكويت، الدولة التي تغفو على شمال الخليج العربي، معروفة بدواوينها التي تستعد مبكراً لرمضان، فالرجال من كبار السن والشباب ومن يستمتع بإجازة من عمله، لا بد أن يكون حاضراً في ديوان ما، فالدواوين مدارس الرجال حسب عاداتهم، وفي رمضان تتحول إلى مجالس للوعظ والنصح والإرشاد وقص سير الأنبياء والصحابة والتابعين، من قبل رجال ذوي علم بالدين الإسلامي.
القطريون لهم في “الغبقة” باع طويل، فالجيران والأقارب والأصدقاء يلتقون ليلاً في بيت يدعون إليه، من بيوت الجيران أو الأقارب أو الأصدقاء، والغبقة وهي الوليمة، اسم الدعوة، ويشيع بين الحضور روح المحبة والألفة والصفاء، التي تجمع الناس في تلك الليالي، وقتها يشعر الجميع أن لا فرق بينهم، وأن لا شيء أكبر من حبهم لبعض وقربهم وتآخيهم، وتلك فضيلة يدعو لها الدين الإسلامي الحنيف تتحقق في رمضان.
في سلطنة عمان للأسواق في رمضان نكهة خاصة، حيث لا يستطيع المرء عند دخوله السوق أن يسيطر على بصره الذي يبقى يتقلب بين الأرض والسقوف والجدران والرفوف والمعروضات، بريق ألوان البضائع الرمضانية يجذب الانتباه، والزينة تخلب الألباب، والمواد الأساسية الطبيعية لعمل العصائر والحلوى، القادمة من بلدان الهند وإيران والباكستان والصين تنتشر هنا وهناك، بائعو الزينة الرمضانية يُرغبون الزائرين، كل ذلك يشد العُمانيين إلى زيارة أسواقهم التي صارت عادة رمضانية، ولا بد أن تكون بين مشتريات زائر السوق حلوى عُمانية، فغالبية الناس في السلطنة يزورون أسواقهم لشرائها.
الإفطار في البر بدولة الإمارات له طابع خاص في رمضان، كثيرة هي الخيم والعربات المقطورة التي تنتشر في البر وعلى سواحل البحر أيضاً، والعادة جرت أن يتبادل الناس فيما بينهم مما لديهم من طعام الإفطار، وهناك على البر أو الساحل تختلف الأكلات بأنواعها وأصنافها، فالجميع يبادل الآخرين صحون الطعام، حتى لكأن الناس تربطهم علاقات صداقة قديمة ولم يتعارفوا للتو، لتولد بذلك علاقات طيبة وصادقة سببها العادات الرمضانية.
أن لا يشعر الفقير بفرق بينه وبين الغني، تلك ميزة عرفت بيها الخيم الرمضانية التي يقيمها البحرينيون، حيث يجتمع أبناء الحي الواحد، في خيم أعدت للإفطار الرمضاني، تزداد الألفة والمحبة، وتزال الخلافات والضغائن، ولا يشعر الفقير بفرق عن الغني؛ فجميعهم يجلسون إلى جنب بعضهم البعض، يتناولون من الطعام ذاته، أما الأطفال في البحرين فتولد النكهة الرمضانية والشعور برمزية الشهر الفضيل من خلال ما تنطقه أفواههم، حين يخرجون كل يوم ينشدون الأهازيج الشعبية الرمضانية في الأزقة القديمة، التي ما زالت تحافظ على تراث الأجداد.

شاهد أيضاً

ملف خاص : المدير العام لميناء نواكشوط المستقل ذ/ سيدي محمد ولد محم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وجه بتأسيس هيئة خيرية تابعة لميناء نواكشوط المستقل من أجل الاعتناء بواقع السكان من حوله ومد يد العون لضحايا الفقر فى العاصمة واليد العاملة فى الميناء

ملف خاص: المدير العام لميناء نواكشوط المستقل ذ/ سيدي محمد ولد محم فخامة رئيس الجمهورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *