1 مايو 2024 , 19:50

فنانة مشهورة: صناعة الأغنية في تدهور منذ عام 2008

78

في حوار خاص مع « اليوم24»، توضح النجمة المغربية سميرة سعيد رؤيتها للأغنية الخفيفة، وأسباب اختيارها، تقديم هذا اللون، وتكشف رأيها بشأن العودة إلى التمثيل من خلال سيرتها الخاصة، كما تدلي برأيها في الأصوات المغربية الجديدة.
> مازلت قادرة على حصد الجوائز والتفوق على الشباب بتقديم أغان لا تختلف عما يطلبه جمهور المرحلة الحالية. حين تختلين بنفسك، هل تشعرين بأن هذا النجاح وهم، وأن هذه الأغاني لا تقنعك كمطربة، وأنك فقط مضطرة إلى مسايرة الموجات الحالية، بدل تقديم أغانٍ طربية مثل التي نجحت ومنحتك شهرة كبيرة؟

< لدي تاريخ من الأغاني الكلاسيكية المختلفة، ورصيد كبير سواء باللهجة المصرية أو المغربية بألحان جميلة، لذلك لا يهمني كثيرا تقديم أغان مثلها اليوم. فإذا عدت لأقدم ما قدمته قبل ثلاثين سنة فإني سأكرر نفسي وهذا أمر لا يروقني، وأجد متعتي الشخصية في التحدي والتفوق على ما هو رائج، وتقديم أشياء جديدة بأساليب وصور حديثة، وهي أغان قد يختلف حولها الناس لكنها تبقى مهمة بالنسبة إلي. > هل تسعين إلى إرضاء نفسك أم الجمهور بالدرجة الأولى؟

< لو أحسست بأني أعيش في عالم يخصني وحدي وأن أغانيّ لا تعجب الناس فإني من المؤكد سأراجع نفسي، لكن هذا غير حاصل لأن معظم ردود الأفعال، حتى لا أقول كلها، بعد كل عمل أقدمه أجدها إيجابية. وفي النهاية فأنا أرضي نفسي على النحو الذي أرضي به جمهوري ولست واهمة في هذا. > طيب، قدمت آخر عمل لك «المظلوم» باللهجة الخليجية. ألا تعتقدين أن الأغنية نجحت فقط تماشيا وشهرتك وليس لقيمتها الفنية لأنها لا تحمل جديدا سوى كلمات عادية بلهجة أخرى؟

< بالنسبة إلي «المظلوم» تحمل الجديد، وهو أسلوب آخر في الغناء، بالإضافة إلى أن كلمات الأغنية ذات قيمة، فهي محفزة على التفاؤل، وتحض الفرد على أن يستنهض قواه ويرفض العيش في الوهم أو اليأس، وفي عمومها فهي أغنية محفزة على الحياة. ولن أقول إن أغنية «المظلوم» من الروائع التي يمكن أن تخلد، لكنها تبقى أغنية لطيفة وتشمل حركية بأسلوب جديد راقني. > خضت تجربة تمثيل يتيمة في السينما، لمَ لمْ تتكرر؟

< صحيح أني لم أقدم شيئا بعد تجربتي السينمائية «سأكتب اسمك على الرمال»، لكن ذلك لم يكن هروبا من التمثيل وإنما لأن العروض التي قدمت لي لم تكن ترقى إلى مستوى طموحاتي، فكثير منها كان بميزانيات ضعيفة، والبعض الآخر كان يريد أن يركب على النجاح الذي حققته أغاني في فترات معينة كأغنية «ألكاني بعد يومين»، وإنجاز فيلم حولها. وكانت هناك أيضا عروض أفلام عنيفة لم تناسبني فكرتها. والحق أنه لو توفرت حينذاك عناصر التقنية المتوفرة اليوم لكنت قدمت الكثير في السينما. > طيب، على غرار أفلام تناولت سير فنانين ومشاهير، ألا تفكرين في تقديم فيلم عن حياتك، وأن تمثلي فيه؟

< هو أمر لم أفكر فيه سابقا، لكنها فكرة جيدة سيأتي وقتها، وهو مشروع لا يمكنني الاشتغال فيه وحدي، وإنما يحتاج إلى دعم جهات متعددة واستثمار حقيقي وإلى منتج يفكر في ذلك. > عودة إلى الأغنية، نود معرفة رأيك في الأصوات المغربية الجديدة؟

< في المغرب لدينا أصوات نجحت واستطاعت أن تصبح واجهة للأغنية المغربية، كما هو الشأن بالنسبة إلى سعد المجرد وأحمد شوقي، لكن لدينا أيضا مواهب وأصوات جميلة مختلفة، تحتاج إلى من يؤطرها ويأخذ بيدها لأنها كثيرة جدا، بخلاف ما كان في زمننا، حيث كنا قلائل، والأصوات الجيدة استطاعت أن تصل وتحقق النجاح لأنها اجتهدت وثابرت بجد. > وماذا عن رأيك في صناعة الأغنية باعتبار أنك منتجة أعمالك الأخيرة؟

< صناعة الأغنية في تدهور منذ سنة 2008، إذ أصبح عمل الفنان الذي يتعب فيه لسنتين متاحا بكبسة زر وبدون مقابل، ولا يبيع المطرب اليوم إلا نسخا قليلة من «السيديهات» بعد أن كان سابقا يبيع منها الآلاف بل والملايين. وهو ما جعل شركات الإنتاج جميعها في العالم العربي، وخاصة في مصر، تحجم عن الاستثمار في المجال، فصارت جل الأعمال التي تقدم نتيجة جهود فردية، يقدمها المطرب الذي ينتج على حسابه الخاص لموزعين معروفين من أجل ترويجها فيما بعد، كروتانا مثلا. وهذا ليس أمرا سهلا أبدا، كما هو الشأن معي، فلا يمكن أن ننتظر إلى حين إيجاد قوانين وعودة ازدهار الصناعة لنشتغل، وهو ما دفعني إلى خلق استوديو ببيتي بمصر والاشتغال وفق اختيارات خاصة. > ألم يغرك الأمان في المغرب للعودة للاستقرار فيه خلال فترات صعبة عاشتها مصر؟

< مصلحة ابني كانت تقتضي أن أستمر في مصر، التي يدرس بها. وحالة الفوضى التي كانت تعيشها أدخلتني في حالة من التوتر الدائم، لكن مع الوقت اتخذت الأمور مجرى آخر، وبدأ الأمان في العودة بعد مجيء السيسي.

وبما أن الأمور استقرت قررت أن أستمر في الاستقرار لمدة أطول إلى أن أسوي كل أموري كما يجب. وعموما، بغض النظر عن الظروف الأمنية، فالعودة للاستقرار في المغرب كانت أمرا محسوما بالنسبة إلي، لأن الإنسان منا كلما تقدم به العمر يصير في حاجة أكبر إلى حضن أسرته، وهو ما يحدث معي، إذ أجد لدي حنينا إليها وإلى مدينتي وشوارعها حيث ترعرعت، لذلك سأعود للاستقرار في بلدي بعد سنتين

شاهد أيضاً

الرئيس غزواني يجري مقابلة مع مؤسسات إعلامية (نص المقابلة)

جرى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء أمس، مقابلة مشتركة مع خمس مؤسسات إعلامية محلية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *