مخرج ومنتج مسلسل “منت الناس” للمرابع ميديا: “منت الناس” هو حديث الناس رغم الأخطاء

أثار مسلسل منت الناس الذي تبثه يوميا التلفزة الوطنية جدلا كبير في الأوساط الموريتانية؛ ما بين ناقم يرى فيه تجربة فاشلة لا تستحق أن تعرض على شاشة وطنية ويعدد مثالبه وسقطاته على مواقع التواصل الإجتماعي وبين متفاءل يرى فيه تجربة تستحق المتابعة على علاتها وتؤسس لما يمكن أن يطلق عليه لاحقا دراما موريتانية بل يذهب هؤلاء إلى ابعد من ذلك واصفين المسلسل بالمميز استنادا إلى السيناريو وأداء الممثلين فضلا عن كونه أول مسلسل درامي موريتاني؛ المرابع ميديا حملت كل هذه الأراء إلى مخرج ومؤلف ومنتج المسلسل الأستاذ يعقوب ولد بياه فكان الحوار التالي:

حاوره محمد ولد إدوم

المرابع ميديا: ماهو تقييمك كمؤلف ومخرج مسلسل منت الناس لمدى استقباله من طرف الجمهور الموريتاني؟

يعقوب ولد بياه: بعد شكركم علي الإهتمام أقول إن تجربة مسلسل منت الناس علي تواضعها لاقت استحسانا لا بأس يه من طرف الجمهور الموريتاني وإقبال الناس علي مشاهدته ليس لكونه عملا فنيا متكاملا إنما لتعطش المشاهدين في موريتانيا إلي رؤية عمل درامي موريتاني مهما كان مستواه ، ومسلسل منت الناس رغم الملاحظات الكثيرة والموضوعية والتي أبداها أصحاب التخصص وأهل الفن في نقدهم لهذه التجربة إلا أنه أصبح حديث الناس ولقي مستوى لا بأس به من المتابعة .

المرابع ميديا: هل يمكنك أن تحدثنا عن الظروف التي اكتنفت كتابة المسلسل، اختيار الممثلين، والمراحل الإنتاجية الأخرى بدء ً باختيار أمكان التصوير وحتى البث؟

يعقوب ولد بياه: صعبة كانت تلك الظروف ، ولك أن تتصور من يقدم على إنتاج مسلسل في بلد لا تشجع على الإنتاج وتعتبر التمثيل من دروب العبث ولا يتحمل مجتمعها تشخيص واقعه ، أضف إلى ذلك ندرة أصحاب التخصص وشح الموارد وضعف الإمكانيات ولكن كما يقال الهمة أقطع من السيف وبعد أن قمت بكتابة النص ووضعت ملامح الشخصيات بدأت أبحث عن تلك الوجوه التي لا وجود لها إلا في مخيلتي كان ذلك ظني لكن ما فاجأني أن الإقبال كان كبيرا في أول ( كاستينك ) قمنا به لإختيار الممثلين الذين سيقومون بأداء الادوار في هذا المسلسل كما بدانا في التفكير في الأماكن المحتملة للتصوير والتي تم إختيارها لاحقا في فضاءات مستقلة ومنازل في أغلب الأحيان هي للممثلين أو لذويهم ومرت التجربة بعثراتها حتي خرجت للمشاهد في شكلها المتواضع الذي شاهدناه.

المرابع ميديا: تعرض المسلسل لسلسلة من الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي اعتبرته تجربة ضعيفة من الناحية الفنية وأداء الممثلين؛ كيف ترد على هذه الانتقادات؟

يعقوب ولد بياه: أنا معهم في كون المسلسل ضعيف فنيا وأداء الممثلين كذالك لكنني لست معهم في تثبيط همم هذه المجموعة المميزة من الهواة  لأنها مجموعة من الشباب ومختلف الفئات العمرية عملت بجد وأعطت أحسن مالديها ويمكنها أن تعطي اكثر لو شجعت وكونت وذلك ماستقوم به شركة خمس نجوم للأنتاج المشرفة على العمل حيث ستستفيد هذه المجموعة من تكوينات داخل وخارج الوطن.

المرابع ميديا: ماذا عن من يصف المسلسل بأنه يطرح أفكارا لا تمت إلى الواقع الموريتاني بصلة؟ بل تنافيه وتعارضه في بعض الأحيان؟

يعقوب ولد بياه: لا أتفق إطلاق معهم لأن جميع المواضيع التي تناولها المسلسل هي مواضيع موريتانية بحتة فمن ينكر تعقيدات المجتمع التي راح ضحيتها الكثير من الأطفال ومايفعله الزواج السري المنتشر بكثرة  من هدم لنسيج المجتمع أما إن كان المقصود قضايا الحب والعاطفة فنحن لم نبرز منها إلا ما يمكن إبرازه والمسكوت عنه اكثر فمع الأسف يمنعنا التقيد بالدين من أن نظهر عورات كثيرة وعلاقات مشبوهة كنا نراها في المسلسللات والأفلام الأجنبية فأصبحت واقعا معيشا لايمكن لأحد ان ينكره وتشهد الشقق المخصصة للتأجير وشارع المقاومة وشارع صكوكو قبل ان يعمر واماكن كثيرة في العاصمة نواكشوط وغيرها من المدن بذلك وإن كان المقصود تلاحق وإندماج الشرائح فيما بينها فلم لا نسمي ذلك حلما يهدم جدار برلين الذي يحول بين أطياف مجتمعنا ويمنع تقوية لحمة المجتمع.

المرابع ميديا: أنت مؤلف المسلسل، والمنتج المنفذ، والمشرف على تحضير الممثلين والمخرج في نفس الوقت؛ ألا ترى أنها أدوار مختلفة قد يأخذك الاهتمام ببعضها إلى عدم التركيز على البعض الآخر؟

يعقوب ولد بياه: لعل ذلك من اهم الأسباب التي ساهمت في الضعف الملاحظ علي الناحية الفنية والإخراجية ولكن لولا تعاون أعضاء الفريق المشرف معي لكان ذالك الضعف أكثر تجليا وبجهودهم التي انتهز الفرصة لتثمينها وشكرهم عليها إستطعنا معا أن نخرج من المعركة بأقل الخسائر كما يقال.

المرابع ميديا: تفاعل الجمهور الموريتاني مع المسلسل (سلبا كان أو إيجابا) هل أوحى لك بفكرة مسلسل جديد؟ وما هي مشاريعك المستقبلية؟

يعقوب ولد بياه: أولا إسمحلي أن أقول لك بكل صدق أن مستوي نجاح المسلسل فاق توقعاتي وإن كنت أعتبره اصلا  ( أبروفه) علي أعمال أكثر نضجا وحاولت من خلال هذه المعالجات التي تضمنها المسلسل أن أقوم بشبه فحص أتلمس من خلاله مكامن الوجع عند المجتمع واستطيع القول هنا بأني عثرت من خلال ذلك الفحص علي مادة دسمة ستكون محور مسلسل جديد سنبدأ إن شاء الله  في إنتاجه بعد رمضان المبارك مباشرة تدور أحداثه في قرية داخل الوطن لاأريد تسميتها لكنها تحمل في تضاريسها معالم هذا الوطن من جبل ، وكثيب ، ووديان

وتتناول قصة المسلسل مواضيع إجتماعية كلنا بحاجة إلى إمعان النظر فيها ومحاولة قرائتها بشكل صحيح وعنوان المسلسل هو ” تقلاب الدهر ”  أما عن المشاريع المستقبيلة فأحلم ان تكون إنتجنا قريبا خلال سنة  او إثنتين علي بعض شاشات العربية ولعل هذه السنة سنة يمن علي الموريتانيين حيث شهدت اول مسلسل درامي موريتاني واول تأهل للمنتخب الوطني ودعونا نأمل ان يكون المستقبل أكثر إشراقا.