مجيب .. فنّـان استغرق عَامين لكتابة المصحف بالخط المغربي

تمكّن أحد أبناء مدينة سيدي بنور بجهة دكالة عبدة من كتابة المصحف كاملا بالخط المغربي المبسوط الميسّر، وعرضه على مؤسسة محمد السادس قبل أن يحصل، أخيرا، على الترخيص بتداول المصحف
ويقول الخطّاط عبد العزيز مجيب، الذي يبلغ من العمر 51 سنة، إنه استغرق سنتين من العمل المتواصل والمنتظم والمضبوط لإنهاء العمل، وجاء ذلك مباشرة بعد مشاركته رفقة ستة خطّاطين مغاربة في كتابة المصحف الأثري بالألوان المأثورة بالخط المغربي المبسوط وفق رواية ورش عن نافع
وأورد مجيب، ضمن تصريح لهسبريس، أنه نجح في كتابة النصوص القرآنية بالخط المغربي المبسوط، فيما اختار أن يكتب عناوين السور بالثّلث المغربي، ونسخة من الشهادة في نهاية المصحف بالخط المجوهر المغربي، مركّزا في ذلك كله على توضيح وتبسيط الكتابة لتيسير القراءة، وذلك بالاعتماد على الفسحة بين الكلمات ودائرية النقط وسمك الخط، من خلال استعمال أقلام خاصة بكل عملية
اجتهاد وتنظيم وتدرّج
وعن ظروف اشتغاله داخل الورشة أوضح الخطّاط الدكالي أن السماع لقراءة الشيخ محمد صديق المنشاوي يدخل ضمن الشروط التي حرص على توفّرها أثناء كتابته، وهو ما وصفه مُجيب بالجو الروحاني الذي يزيده طاقة وتدفعه للاجتهاد أكثر لإتقان العمل
وعاد عبد العزيز مجيب بذاكرته إلى أول مشاركة له في مجال الخط العربي، وتحديدا إلى سنة 1995 حين تواجد ضمن معرض خاص بمسابقة “كتابة قسم المسيرة الخضراء” برواق محمد الفاسي بالرباط، حيث تمكّن ساعتها من ملاقاة كبار الخطّاطين، الشيء الذي زاده رغبةً في المضي قدما في هذا المجال الفني من خلال المشاركة في المعارض الوطنية والدولية، وتأطير ورشات ومسابقات في الخط العربي، ونيل عدد من الجوائز في مناسبات مختلفة
مكافآت وجائزة
“من بين الجوائز التي حصَلْتُ عليها، المكافأة التشجيعية الأولى في المسابقة الوطنية الثالثة لفن الخط العربي حول كتابة سورة القدر، ومكافأة تشجيعية في الخط المغربي المبسوط خلال المسابقة الدولية الأولى للخط العربي بالمغرب” يُورد عبد العزيز مجيب، مضيفًا أنه تمكن سنة 2010 من نيل جائزة محمد السادس الوطنية للتميز في فن الخط المغربي في دورتها الثالثة
بعد أن تعددت الأنشطة والورشات والمعارض، يضيف عبد العزيز، كان لزاماً عليه أن ينخرط في إحدى الجمعيات التي تُعنى بالخط العربي، حيث اختار الجمعية المغربية لفنون الخط العربي التي نظّمت عدة أنشطة وورشات وندوات في المجال، كلّلتها بتنظيم “احتفاليات إبداعات الخطاطين” بأكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء، وعملت حينها الجمعية على تكريم الخطاط عبد العزيز مجيب بمناسبة التشرف بكتابة المصحف
نقلا عن هسبريس