4 مايو 2024 , 22:41

العلاقات الموريتانية السعودية تتألق باطراد….

7777777777777777777

إن الدارس للحياة في الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة العربية السعودية يرى تشابها واضحا بين الشعبين في هاتين الدولتين، فكل من الشعبين عربي إسلامي سني ، وكل منهما يتصف بالقيم والمثل العليا الرفيعة، والأصالة والشهامة والنخوة العربية ويحرص كل منهما على صفاء الودّ وتطوير العلاقات، والتضامن بين البلدين والشعبين على مستوى القيادات والنخب وجميع أفراد الشعب.
وقد تواصل ذلك وتألق نجمه عبر العصور المختلفة وفي جميع المجالات على المستويين الرسمي والشعبي، فقد بادرت المملكة العربية السعودية إبان استقلال موريتانيا إلى مؤازرتها ودعمها حكومة وشعبا في مجالات عديدة، حيث فتحت المؤسسات العلمية والإسلامية على نطاق واسع، وقامت ببناء مقرات لبعض المؤسسات العلمية والدينية، وصارت وجهة لسفراء المحاضر الشنقيطية فتوجهت إليها صفوة من حملة العلم والدين، رغبوا في الجوار بالحرمين الشريفين ونشر العلم والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، وكانوا مرجعا للناس في مختلف مجالات العلوم والمعارف الإسلامية، فاستقبلتهم المملكة العربية السعودية بكل تقدير وإجلال وترحيب، وفتحت أمامهم مؤسساتها العلمية والدينية، فأفادوا واستفادوا ولحقت بهم أفواج متلاحقة من طلاب العلم الذين نهلوا من معين الثقافة والعلوم الصافية خاصة في مجال العلوم الشرعية ..
وتعزز ذلك كله بزيارة جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله للجمهورية الإسلامية الموريتانية بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية المختار ولد داداه رحمه الله 1392هـ/ 1973م- وقد كانت هذه الزيارة موفقة وناجحة، وفتحت قناة من قنوات الخير السعودي وبابا واسعا من مجالات علاقات التعاون المختلفة على كافة الأصعدة والمجالات، وجاء في البيان الختامي السعودي الموريتاني المشترك مايلي: تلبية لدعوة فخامة الرئيس المختار بن داده رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية قام جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بزيارة رسمية لموريتانيا في الفترة مابين اليوم السابع عشر حتى العشرين من شهر شوال 1392هـ/ الموافق 23- 26-11 – 1973م . وخلال هذه الفترة قام صاحب الجلالة والوفد المرافق بتفقد المعالم الرئيسة للعاصمة نواكشوط، حيث أستقبله جماهير الشعب الموريتاني بحرارة أخوية بالغة تعكس صدق وعمق روابط الأخوة والقربى التي تربط بين الشعبين العربيين السعودي والموريتاني ، وقد أجرى جلالة الملك فيصل وفخامة الرئيس الموريتاني المختار بن داداه مباحثات هامة في جو ودّي درست أثناءها الإمكانات المتاحة للتعاون بن الجانبين وتوافقت وجهات النظر في جميع الأمور التي جرى بحثها، وقام الجانبان ببحث العلاقات الثنائية للعمل على تطويرها نموا واطرادا، وأكدا عزمهما على تطوير الروابط القائمة لتنسيق الاتصالات وتضافر الجهود وخاصة في المجال الديني والثقافي والاقتصادي، بحيث تصل إلى المستوى الروحي الذي يربط بين البلدين الشقيقين، وتنفيذا لذلك فقد اتفقا على تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين على مختلف المستويات لتحقيق ذلك.
ويؤمن الجانبان إيمانا راسخا بأن رسالة الإسلام هي رسالة خالدة تدعو إلى التآخي والتآزر بين مختلف الشعوب، وأن الفكر الإسلامي هو الركيزة العظيمة التي يمكن أن تكون نقطة انطلاق لأن الثقافة الإسلامية الأصيلة كفيلة بان تعيد إلينا مكاننا اللائق في المجتمع الدولي .
بعد هذه الزيارة بدأت المملكة ببناء صروح عليمة ودينية على نطاق واسع كالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية والمساجد والجوامع العملاقة التي تكاد تعم المدن والقرى في جميع أرجاء البلاد، ولعل خير مثال على ذلك جامع المدينة المنورة الذي يطلق عليه جامع الملك فيصل ويعرف بالجامع السعودي في وسط مدينة نواكشوط وهو أحد ابرز المعالم الحضارية فيها، كما ساهمت في كثير من مشاريع التنمية في البلاد وتدخلت بدعمها السخي وعملها الدؤوب في كثير من المناسبات المهمة، وأحيانا في بعض الكوارث للتخفيف من وطأتها.
وفي الحقيقة أن المملكة العربية السعودية فتحت أبوابها للشعب الموريتاني بكل تقدير واحترام وثقة باطراد، وبذلك تتعززت العلاقات الموريتانية السعودية حيث أثبتت البراهين متانة وعمق جذور هذه العلاقات، وأكبر برهان على ذلك ما تتلقاه الجالية الموريتانية من دعم ومساندة واحتضان أخوي لم يشعروا فيه ذات يوم بأنهم من الأجانب لأن المملكة ما فتأت تفتح قلبها الرحب وأراضيها المعطاء لأبناء الأمة العربية والإسلامية جمعا ولا سيما الشناقطة ، وهذا يدل على النخوة والأصالة العربية وعلو الهمة التي يتمتع بها المجتمع العربي السعودي قيادة وشعبا…
الأمر الذي يجعل من واجب الجالية الشنقيطية في المملكة والموريتانيين عموما أن يقدموا الشكر الجزيل والعرفان بالجميل للمملكة العربية السعودية على خدمتها للإسلام وأهله ومآثرها الحميدة والخصوصية الكريمة التي خصت بها الشناقطة قبل الاستقلال والموريتانيين بعد الاستقلال .
وقد قال صلى الله عليه وسم : “من قدم إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا الله له حتى تروا أنكم قد كافأتموه “. ….
يتواصل..

بقلم: د\ الطيب بن عمر، مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي بموريتانيا

شاهد أيضاً

في  انتظاركم يا صاحب الفخامة / يحي ولد عبدو الله  – دبلوماسي

فى الحادي عشر من الشهر الجاري ستكون مدينة كيفه عاصمة ولايتنا الحبيبة لعصابة على موعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *