مونكل بين عبق التاريخ وكرم الضيافة ” تقرير مصور”

 من بطاح و وديان مقاطعة “مونكل” أختار الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يختتم زيارته لولايتي لعصابة و غور غول بعد أسبوع كامل من التنقل بين مقاطعات وتجمعات هاتين الولايتين العريقتين
“مونكل” كانت على مستوى الحدث …تأنقت وتمردت على شيخوختها المبكرة بعد أيام من التأهب للزيارة والعمل المتواصل لضمان استقبال يليق بمقام ضيف يقول السكان إنه أعاد المدينة إلي سكة الحياة والتنمية والتقدم وبعث الأمل في قلوبهم بمستقبل أكثر إشراقا لمقاطعتهم من خلال ما تم انجازه من مشاريع تنموية وما هو قيد الانجاز .
استحسان السكان لما قيم به من جهود في سبيل تطوير واقعهم ومقاطعتهم بدا جليا في الاستقبالات الشعبية الحاشدة للرئيس والشعارات التي رفعت خلاله ..بدا أيضا من خلال حرص السكان على ضيافة كل الوفود المرافقة للرئيس وضيوف المدينة جميعا فقد تكفلت “أسرة أهل القطب” بضيافة الوفد المرافق للرئيس وكل الضيوف الذين حلو بهذه المقاطعة في حفل غداء فاخر كان خاتمة لزيارة ولاية غورغول
صورة عن المقاطعة
مونكل من المدن القليلة التي تنام مع غروب الشمس …لكن تواجدنا بها أياما قليلة قبل حلول الرئيس بها لاحظنا تواصلا مجنونا بين الليل و النهار …بين الفقر و الغنى …..بين التعب و الراحة بين دور الإسمنت وبيوت الطين….بين كل مكونات المجتمع الموريتاني
هنا الحضارة تصارع البداوة …هنا مساجد يرتفع منها الأذان ازدانت بجامع مونكل الكبير الذي دشن الرئيس خلال زيارته للمدينة ..وهنا محاظر ومدارس علمية تمد البلد بالأطر المثقفين المفوهين الذين رسموا موقعهم في خارطة الوطن بجدارة واستحقاق.
التجول في شوارع المدينة لا يخلو من متعة….. صحيح انه ليس فيها جسور أو ناطحات سحاب، لكن الهدوء وطيب المقام وكرم أهل المدينة من أهم ما يجعل المرء، في مونكل، يشعر براحة النفس. ..إنها مدينة مكتومة الضجيج والضوضاء، تضفى عليها الوديان والمرتفعات جمالية فريدة في كل فصول السنة ويغسلها المطر بشكل رائع في موسم الخريف . ..المطر الذي كان بالأمس تساقطه يشكل هاجسا كبيرا للسكان و مشكلة كبيرة حيث تتحول مدينتهم إلى “وحل” كبير بسبب الشوارع الترابية وعدم وجود مصارف للمياه ، لكن الصورة تغيرت، فهناك محاولات وجهود حثيثة لتغير وجه المدينة العام منذ بعض الوقت أفضت حتى الآن إلى صياغة مدينة جديدة أصبحت تتوفر على معظم متطلبات الحياة المعاصرة فقد نالت هذه المدينة قسطها من مشاريع التنمية على محوري الصحة والتعليم وسوى ذلك من الخدمات التحتية…
بعض المعلومات عن مونكل
تقع مونكل في الشمال الغربي من ولاية غور غول تحدها من الناحية الشمالية ولاية لعصابة وبالتحديد مقاطعة باركيول ..تحدها من الجنوب مقاطعة كيهيدي كما تحدها غربا ولاية لبرا كنه وتحديدا ألاك أما من الناحية الشرقية فتحدها مقاطعة امبود,ويمثل المجري المائي المعروف بالواد الأبيض –الذي يفصل بين المقاطعة وولاية لعصابة- الحد الطبيعي الوحيد لهذه المقاطعة
تمتد المقاطعة علي مساحة قدرها 1550 كلم موزعة بين خمس بلديات هي :بلدية مونكل,بلدية بطحت ميت ,بلدية ملزم تيشط ,بلدية بكل وبلدية ازكيلم التياب ,ويتواجد علي هذه المساحة الكبيرة 132 تجمع سكني
وتشير المعطيات الديمغرافية إلي تجاوز سكان بلدية مونكل 8895 نسمة وذلك بكثافة سكانية تقدر ب13.41% ,يشكل الذكور 4282 من هذا العدد ,فيما يشكل الإناث 4613 من مجموع سكان البلدية يتوزعون على نحو 20 تجمعا سكنيا في عموم البلدية
تتميز المنطقة بتكوينات جيولوجية متباينة العصور تعود بنيتها الجيولوجية إلي تكوينات جيولوجية متابينة وبها العديد من الأودية والشلخ والتومرن كوادي مونكل المعروف ببطحت مونكل النابع من مرتفعات
اميليدة ومرتفعات شايف ولوتديدات الواقعة في الشمال بمنطقة بطحت ميت وينشق مجراه متعرجا نحو أقصي جنوب المقاطعة ليصب في وادي انجكودي قرب مركز لكصيبه الإداري ,ويمتد علي مسافة يقدر طولها ب35كم من الشمال إلي الجنوب تقريبا . ويغذي هذا الوادي عدة روافد ومجاري مائية مثل بطحت شلخت القاضي وبطحت كوبي
وتعتبر بطحت مونكل ذات أهمية بالغة بالنسبة لسكان المقاطعة حيث يعتمد عليها في مجال الزراعة الموسمية فبعد تساقط الأمطار وجريان هذا الوادي تتدفق السيول علي ضفتيه مشكلة فيضان وادي يغطي جل المناطق السهلية المحاذية وبعد انحسار المياه تتم زراعة هذه المنطقة
وهناك الكثير من الأودية الأخرى كالحنكيات ,وفجار وبكل :وهي أودية تعتبر فروع من الواد الأبيض الذي ينحدر من مرتفعات تكانت والذي يعتبر من أهم المجاري المائية في الولاية إضافة إلي تامورت
أهل كال التي ظلت إلي عهد قريب احدي أهم مصادر مياه الشرب لبلدية مونكل,حيث يتم فيها حفر العيون والآبار ويعتمد عليها حاليا في سقي الحيوانات وحتى في الشرب في فترة الصيف حيث تشح مصادر المياه الأخرى ,وتقع غرب بلدية مونكل
ويعتبر سطح مقاطعة مونكل في عمومه سهلا منخفضا حيث تسود في المنطقة السهول الفيضية المحاذية للمجاري المائية وتحيط بهذه السهول أراضي جيري ,ومن أهم سهول المنطقة سهول لعقيلات التي تنشط فيها التعرية المائية نظرا لصلابة سطحها مما أدي إلي وجود أودية هامة في هذا النطاق وخصوصا لحنيكيات ,ميت ,بكل الي جانب الكثبان الرملية التى تتوسع في المناطق التي تقل فيها المجاري المائية