2 مايو 2024 , 16:21

المرأة العربية التي تحدت سبعة رؤساء آمريكيين ؟!

Digital Cameraفقدت الأمة  قامة نسائية و إعلامية عربية ولدت وعاشت في المهجر رغم تواضع
ما تعرف من لغة الضاد فإنها بقيت محتفظة بعروبتها مما حدا بها للتعبير عن
ذلك ذات يوم بعد أن كانت قضت خمسين عاما من العمل صحفية بل عميدة
للمراسلين في البيت الأبيض من آخر عهد الرئيس الأمريكي” أيزن هاور” إلى
“أوبا ما ” الرئيس الحالي للولايات المتحدة .
هلين توماس التي عرفت على مر العقود الخمسة الأخيرة في مشوار حياتها
المهني الحافل  في الأوساط الرسمية والإعلامية في آ مريكا بالجرأة وسلاطة
اللسان وعمق المعلومات والدفاع عن الحقيقة  مهما كلفها ذلك ، وقد كلفها
فعلا أيام الرئيس الأمريكي “القاتل بوش” حين حرمت من حقها في حضور
المؤتمر الصحفي داخل البيت الأبيض بسبب أسئلتها  المحرجة والمدافعة عن
المجازر في العراق التي ارتكبتها عصابة القتل التي كان يقودها  بوش…
لكن ذلك لم يفت  في جرأتها ولم يجبرها على تركها للعادة التي حافظت عليها
طوال تلك السنين حيث ظلت متمسكة بطرح أول سؤال وآخر سؤال في المؤتمرات
الصحفية لجميع رؤساء الولايات المتحدة السبعة الذين عاصرتهم إلى أن
أجبرت على ترك وظيفتها عميدة للمراسلين في البيت الأبيض العام الفائت بعد
تصريحها الشهير و العلني حين قالت:( بأنه آن للصهاينة أن يتركوا فلسطين
لأهلها العرب وأن يعودوا من حيث جاؤا من تلك ا لمواطن العديدة التي
تركوها ليحتلوا فلسطين ) .
هذا التصريح الذي أدلت به خارج البيت الأبيض  جر عليها نقمة اللوبي
الصهيوني الذي ثارت ثائرته  ففرض على البيت الأبيض  إنهاء خدمت هلين
توماس التي لم تشفع لها آمريكيتها بالمولد والعمل أمام غضب الصهاينة
الذين هم الشرذمة الحقيقية التي تحكم أمريكا ؟!.
ونحن إذ نعزي الشعب العربي في فقد هلين توماس كريمة  ذلك البقال العربي
اللبناني  ، فإننا نفخر بمهنيتها العالية التي ميزتها كامرأة عربية  نبتت
في مغارس غربية  ظلت تختزن شعورها بأصلها العربي طوال عمرها  الذي أمتد
92 سنة .
فهل بعد هلين توماس من حجة لدى أولائك الغربيين المشككين في حرية وقدرات
المرأة العربية التي ينعتونها بشتى نعوت العجز …وبأن العقل النسائي
العربي لا يمكنه أن يرتقي بسبب الثقافة العربية البدوية  الصحراوية التي
تعجز عن فهم الآخر ؟
هذا قولهم وبئس ما تصف ألسنتهم من كذب فنحن أمة قارنا المرأة بالرجل في
كل أمر جاءت  به رسالتنا كما كان رسولنا من آخر ما أمرنا به هو قوله الذي
لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى : استوصوا بالنساء خيرا …
فماهي حجتهم أمام عبقرية  صحافية عربية كانت تتحدى قادتهم بجرأة تستمدها
من خلفيتها الحضارية لأمتها التي  ظلت أبدا عصية على التطويع ….

الحسين سيدي الزين

شاهد أيضاً

البنك المركزي الموريتاني يحصل علي منحة مساعدة فنية من البنك الإسلامي للتنمية ( بيان) 

في إطار مواصلة تطوير ودعم التعاون المثمر بين البنك المركزي الموريتاني والبنك الإسلامي للتنمية وقع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *