17 مايو 2024 , 6:29

الدكتور الحسين ولد مدو يكتب : الأخبار كسبت التحدي

lllllllllllllllllllالزملاء الأعزاء في صحيفة “الأخبار إنفو” أتقدم إليكم بخالص الأماني والتهانئ بمناسبة صدور العدد المائة، وكم هو صعب في عالم الصحافة الورقية تهجي لغة الأرقام، فكل عدد يصهر ويختزن جهدا جماعيا ويكتنز معاناة أفراد طاقم قبل أن يعكس معاناة وانشغالات وعذابات الآخرين.

في البدء عندما حدثني الزملاء في الأخبار عن عزمهم استحداث جريدة ورقية إلى جانب موقع الأخبار إنفو تتخذ الورق وسيطا والاستقصاء سبيلا، تملكتني مخاوف كبيرة، فكل المؤشرات لا تفيد بإمكانية تحقيق تقدم، فالصحافة الورقية ليست في يومها، والصحافة الاستقصائية أمنية جميلة يتأكد جمالها ونبلها كل يوم، ولكنها مطلب بعيد يتعين البدء في مساره.

قاسمت الزملاء تلك الهواجس من أن ظهور صحيفة ورقية ضرة للموقع الالكتروني سيؤدي لتشتيت جهود الأفراد الطاقم علي جبهات يختلط فيها الورق بالالكتروني، وسيؤدي لتفريغ الموقع من جزء من مقروئيته، وهي عموما مبادرة مغامرة تسهل انطلاقتها وتصعب متابعتها في سياق تشهد فيه الصحافة المكتوبة تراجعا كبيرا في نسبة المبيعات وارتفاعا في منسوب المرتجعات.

كما أن الانفجار الإلكتروني الذي يستبد بالمشهد الإعلامي يفرغ الورقية من مميزاتها ويحولها لمواقع ورقية، تحمل مضمونا إلكترونيا في اقتضابه ووسيطه الاتصالي وتكتسي لبوسا ورقيا في حمولته ووسيلة نقله.

ومن الإنصاف الاعتراف اليوم بعد العدد المائة أن الصحيفة نجحت في كسب التحدي، وتأمين معالجات استقصائية تحتاجها الساحة الموريتانية، وفي الحفاظ علي لغة حية، وتبويب محترم، كما نجحت نسبيا في تأمين شبكة توزيع بولاياتنا الداخلية، وتفكيك المركزية الجغرافية التي تحتكر الصحافة الورقية على أقلية مركزية جغرافية ديمغرافية بعاصمة العاصمة، وظلت تحول دون تمكن سكان الداخل من حقهم في الإعلام بتنوعه الأخاذ.

كما أن حجم ونوع التحقيقات الجادة التي نشرتها الصحيفة جسدت البدء في الخطوات الأولي للاستثمار في الصحافة الاستقصائية على ضيق ذات ومحدودية أفراد الطاقم، وكانت تعكس السعي الحثيث للاستثمار في الصحافة والإرهاصات الفعلية لتصالح الصحف مع متطلبات الاستجابة لنوعية العرض لدى قراء لم يعودوا يقتصرون على صحافة الأبواب المفتوحة، بل باتوا يطلبون الجهد من الصحافة والإجابة على الأسئلة الفعلية وتجاوز صحافة الجدران الأربعة.

للطاقم القائم علي الجريدة زملائي الهيبة، وندي، والصديق، والراجل، وسيد إبراهيم، ألف تحية وتقدير بالمناسبة، ونحو المزيد من العطاء والتجذير للصحافة الاستقصائية ببلادنا، ومن تعزيز العنصر البشري، وتمهين المخرجات الإعلامية، وخدمة المشهد الإعلامي الموريتاني، ـ ولعل أسوء هدية يمكن أن تقدم لطاقم صحيفة الأخبار إنفو وهو يعبر العدد المائة هي بعث الإحساس بالشعور الزائد بالفخر والاعتداد ا والاعتزاز لديه بما قدم من تضحيات وجهود، بل بعث الإحساس بمواصلة التحدي والمتابعة حتى نتهجى يوما ما العدد 1000 من صحيفة الأخبار إنفو

شاهد أيضاً

ولد الطيب : الحكمة والمسؤولية سمات لازمت قيادة حزب التكتل

بسم الله الرحمن الرحيم.لم أتفاجأ بالقرار الصائب الذي اتخذه حزب التكتل بدعم المرشح فخامة الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *