تقرير أممي : المغاربة والتونسيُّون في صدارة الملتحقِين بـ”داعش”

لا يثنِي التحالفُ الدولِي الذِي تقودهُ واشنطن ضدَّ “داعش”، ولا الحرب البريَّة المرتقبة ضدَّ مقاتليها الصيف المقبل، متطرفِين كثرًا حول العالم عنْ تيميم شطر ما يرونها “أرضًا للخلافة”، حيثُ لا يزالُ المقاتلُون الأجانب في تدفق، حتى أنَّ عدد منْ التحقُوا منْ الخارج وصل إلى 25 ألفًا بحسب تقريرٍ للأمم المتحدَة
ويلفتُ التقرير الذِي جرى إعدادهُ بتوصيةٍ منْ مجلس الأمن إلى أنَّ عدد المقاتلِين الأجانب الذِين انضمُّوا إلى “داعش” زاد بصورة كبيرة في السنوات الثلاث الأخيرة، وأنَّه نما بصورة مدهشة في الفترة الأخيرة، حيث ارتفعَ بـ71 في المائة أواسط 2014، كما في شهر مارس الجارِي
ويوضحُ التقريرُ أنَّ أكبر عددٍ من “الدواعش” يأتُون منْ تونس والمغرب، بالإضافة إلى فرنسا ورُوسيا، كاشفا أنَّهم يشكلُون خطرًا حقيقيًّا في المستقبل، في ظل غياب تصور لحل الإشكَال وضعف التعاون الدولِي لتطوِيق ظاهرة التطرف، بالرُّغم من المساعِي التِي تقودها بعضُ الدُّول الغربيَّة
واللافتُ في “هجرة الإرهاب”، بحسب ما يوضحُ التقرير، أنَّها صارتْ تنطلقُ منْ حواليْ مائة بلد حول العالم، بخلاف ما كانتْ عليه أيَّام “قتال الجهاديِّين العرب في أفغانستان” للاتحاد السُّوفياتِي إبَّان التسعينيات.. ما يظهر أنَّ الإرهاب صار أكثر جذبًا ومؤثرًا على قاعدَة أعرض، حتى أنه جلب متعاطفِين من جزر المالديفْ وفنلندا والتايلاند
ويوردُ التقرير أنَّ آلاف “الدواعش”، الذِين يدخلُون سوريا والعراق، يعيشُون ويعملُون فيما يشبهُ “مدرسةً كبرى لبثّ التطرف”، ومنهم منْ ينتمِي إلى تنظيمات إرهابيَّة أخرى غير “داعش”، حيثُ يتوزعُون على أفغانستان واليمن وباكستان وحتى الصُّومال التِي هاجر إليها مئاتُ المقاتلِين.. فيما انضافتْ ليبيا مؤخرًا لتصبح إحدَى الوجهات الأثيرة للمتطرفِين بعد انزلاقها في الفوضى الأمنيَّة
وكان مجلسُ الأمن الدولي قدْ تبنَّى قرارا، في شتنبر الماضي، يدعُو من خلاله كافَّة الدُّول إلى تجريم المضي منها إلى ساحات القتَال، زيادة على تجفيف منابع التموِيل والتجنِيد التي يتم توفيرها انطلاقا منْ أراضيها لإمداد التنظيمات المتطرفة بالمقاتلِين
ويوظف الجيلُ الجديد من الإرهابيِّين، وفق التقرير، منصَّات التواصل الاجتماعِي في الاستقطاب، ما يجعلُ التوصيات تركزُ على محاربة الفكر المتطرف لدَى الشباب، للحؤُول دُون تأثره بخطابات الاستمالة، ومحاولة إجهاض مخططات ترحيل المقاتلِين، قدر الإمكان، من البلدان المصدرَة للدواعش
هسبريس